سباق التسلح التقني .. دون جدوى

عند الحديث عن تسخير التقنية في خدمة الإدارة والأعمال يطرح الناس عدة تصورات قد يكون بعضها خاطئ مثل من يقول إنه "يجب أن نعتمد على البشر في أداء الأعمال"، أو من يقول "يجب أن نعتمد على التقنية في تنفيذ الأعمال"، وهناك ثالث يقول إنه "يجب أن نستخدم التقنية كأداة مساعدة"، ومن وجهة نظري أن هذه المقولات وتفريعاتها المختلفة خاطئة. والذي أرى أنه من الأنسب أن نقول إنه لا بد من التمازج بين البشر والتقنية لأداء أفضل للأعمال. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: كيف نقوم بالمزج الأمثل بين الكمبيوتر والبشر؟
ومن أجل الإجابة عن هذا التساؤل دعونا نناقش الموضوع بشكل موضوعي، فقد أصبحت تقنية المعلومات مثلها مثل أية سلعة أخرى، أي أنه يمكن الحصول عليها من خلال المال، حيث إنه ليس من الصعب الحصول على التقنية المطلوبة في أية منظمة وبالسعر المعقول، إذاً لم تعد تقنية المعلومات لغزاً أو سراً أو حكراً على أحد، ولكن اللغز بات يكمن بالكيفية التي تمكّننا من الاستفادة المثلى من الموظفين والتقنية، وذلك من أجل أن تحافظ المنظمة على مستوى تنافسي جيد وتقدم أعمالها وخدماتها بجودة معقولة. فإذا ما رغبت المنظمة بالمحافظة على هذا المستوى التنافسي، فإن عليها أن تقدم خدمات ذات جودة عالية وبتكلفة ووقت قليلين.
خلال السنوات الماضية، كانت استراتيجيات المنظمات في تطوير تقنية المعلومات لديها تتركز على استثمار أموال باهظة في برامج ومعدات جديدة وكأنها في سباق التسلح التقني!!!، وهذه الاستراتيجية أصبحت الآن غير مجدية لتحقيق متطلبات الحفاظ على القدرة التنافسية.
إن حاجة المنظمة للحفاظ على مقدرتها التنافسية هي التي تؤدي إلى اختراعات جديدة في إجراءات العمل الموجودة لديها، فالمنظمات الناجحة هي تلك التي تقوم بشكل دائم بتقديم إجراءات عملها بأساليب جديدة ومبتكرة، وبالطبع من أجل تقديم هذه الأساليب المبتكرة فإنه لا بد من استخدام تقنية المعلومات في دعم هذه الأساليب الجديدة.
إذاً يجب علينا أن نقوم بتبني استراتيجية جديدة تقوم بالمزج بين البشر والكمبيوتر بحيث يتم الاستفادة من قوة كل طرف في دعم أعمال المنظمة وهذا ما يمكن صياغته بـ "أتمتة الأعمال الروتينية والمتكررة، وتفريغ الموظفين للقيام بأعمال إبداعية"، أما كيف تتم هذه الاستراتيجية فسأقوم بتوضيحها إن شاء الله في أسبوع قادم.

<a href="mailto:[email protected]">E-Mail@E-Mail.com</a>