كيف نختار وسيطا في تجاوز الخلافات بين الخبراء؟

كيف نختار وسيطا في تجاوز الخلافات بين الخبراء؟

يعتقد العديد من المديرين أنه حين يتعلق الأمر بحل الخلاف، تفوق الخبرة التقنية خبرة الوساطة. والحقيقة أن الاستنتاج خاطئ. وعادة، حين يحاول شخصان أو مؤسستان حل خلاف ما بتحديد من على صواب، لا يستطيعون التقدم بعيداً عن تلك النقطة. ولذلك تنتهي خلافات كثيرة في المحكمة.
وهناك طريق أفضل لحل خلافاتك، وهو توظيف خبير لا يركز على الحقوق، بل على المصالح، سواء كانت الحاجات، أم الرغبات، أم الاهتمامات التي تشكل الأساس لمواقف كلا الطرفين. ولكن لماذا ذلك؟ لا يحتاج الوسيط الذي يستند إلى المصالح إلى أن يفهم كلياً الجوانب التقنية للمشكلة ليقيّم لماذا يعتبر الخلاف مهماً بالنسبة لكل طرف، وما هي الحلول التي يمكن أن يقبل بها كل منهما.
اختيار الوسيط "الصحيح"
عند اختيار الوسيط ، تذكر أنه ليس عليك الموافقة بالضرورة على الاقتراحات التي يقدمها . ويعني ذلك أنك تمتلك السلطة الكاملة لمنع التوسط من أن يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها. إن خطر الوساطة الوحيد هو أنك ستصرف الوقت والمال دون التوصل إلى اتفاق. وبالنسبة لهؤلاء الجديدين على الوساطة، أنصحكم أن تشرعوا في الحصول على قائمة من الوسطاء من وكالة ذات سمعة حسنة. ويمكن إيجاد هذه الوكالات عن طريق البحث تحت عنوان" حل الخلاف " على شبكة الإنترنت، أو عن طريق سؤالك للقسم القانوني في مؤسستك.
وعليك أن تطلب من الوسطاء أسماء المفاوضين الرئيسيين لكل طرف في آخر ثلاث حالات توسطوا فيها. وبعد ذلك، تواصل مع هؤلاء المفاوضين الرئيسيين، واسألهم عن خبراتهم مع الوسطاء الذين تنظر في مسألة الاستعانة بهم.
عمّ تبحث العلاقات؟
تشجع العلاقات الأطراف على أن تتواصل مع الوسيط بشكل كامل، وعادة ما يزودونه بالمعلومات التي يحتاج إليها حتى يصل إلى تسوية يقبل بها الطرفان بشكل متبادل. وقال أحد الوسطاء إن التقارب أساسي لتأسيس الثقة التي يحتاج إليها الطرفان ليشتركا في " مصالحهما، وأولوياتهما، ومخاوفهما، ونقاط الضعف لديهما". وقال أحد الوسطاء إن هذه المعلومات هي عادة المفتاح " للتسوية ، تخبرني الأطراف بما لم تخبر به الطرف الآخر".
الإبداع
إن إحدى الخصائص الرئيسية للوسطاء الناجحين هي المقدرة على تقديم حلول جديدة ومبتكرة. ويستطيع الوسيط أن يأتي بحلول مبدعة ترضي مصالح الطرفين، فقط عن طريق فهم المصالح المتعلقة بكل طرف.
وأخبرني أحد الوسطاء قائلاً " إنه لأمر مهم جداً أن تكون قادراً على التفكير بأساليب جديدة للتعامل مع القضايا بالإتيان بخيارات تعترف بالمشاعر، والملاحظات، والإساءات التي يمكن أن تقف في طريق الحلول العادلة ذات المعنى، في حال لم يعترف بها".
الصبر
ومن المهم أيضاً أن يكون وسيطك صبوراً، بحيث يعطيك أنت وخصمك الوقت الذي تحتاجان إليه للتعبير عن العواطف والأفكار بشكل كامل، بينما يركز في الوقت ذاته على حل الخلاف.
وقال أحد الوسطاء " أنا لا أستسلم، حيث جلست مع أطراف ادعوا أنهم ببساطة لا يرون طريقاً لأي حل، وهم يقولون "نعم، سنجلس فقط لبرهة، ونفكر في الأمر بشكل أكبر". ويكره معظم الأطراف أن يرسلوا الوسيط مزوداً بمعلومات، ولذلك فهم يجلسون يفكرون عادة بشيء ما ، وخصوصاً إذا ما قدّمت فكرة ما بين الفينة والأخرى".
وما إن تبدأ الأطراف المتنازعة بالجدال حول من هو على صواب، حتى يركزوا على ذلك السؤال إلى حد أنهم يستثنون جميع الأسئلة الباقية. يتجنب الوسطاء الخبراء الخلاف حول الحقوق عن طريق مساعدة الطرفين على إيجاد حل يرضي المصالح الضمنية للطرفين.
توظيف وسيط : قائمة مراجعة وتدقيق حين اعتماد وسيط محتمل، اطرح الأسئلة التالية على هؤلاء الذين عملوا معه في الماضي:
هل يعمل الوسيط من منظور يعتمد على المصالح؟
هل نمّى الوسيط علاقة من الثقة معك؟
هل كان الوسيط مبدعاً؟
هل كان الوسيط صبوراً على الرغم من تشبثه برأيه؟
هل ستوظف هذا الوسيط مرة أخرى؟

الأكثر قراءة