مهرجان الجنادرية رائع .. ولكن ؟

يطل علينا المهرجان السنوي للجنادرية بما يضمه من تاريخ وتراث ومجد عريق لهذا البلد . ونحن نتطلع إلى الجديد فيه من البرامج والفعاليات التي تثري جوانب الفكر والإبداع للمهتمين به من جميع الفئات ..
على مدى العشرين سنة الماضية تطور هذا المهرجان ليصبح واحداً من أهم الفعاليات الإقليمية في مجال الثقافة والتراث والأنشطة المختلفة، وذاع صيته واشتهر ليكون المهرجان الأول على مستوى المنطقة، ويحظى بكثافة وزوار مستمرين على مدار الأيام التي يفتتح أبوابه فيها، من وجهة نظري هذا النجاح الذي تحقق له يبقى في حاجة ماسة إلى التطوير المستمر والتفكير المتواصل في سبل جديدة تضمن له النجاح المنشود، ومن هذه السبل: لماذا لا يكون المهرجان على مدار العام؟ ولماذا كل هذه التكاليف التي تصرف عليه لكي يبقى أسبوعا أو أسبوعين!؟ خاصة أن البوادر تشير إلى اهتمام منقطع النظير به على المستويات كافة، ولكي يكون معلما بارزا في الصروح الثقافية في البلاد، الأمر الآخر وهذه فكرة سبق طرحها لماذا لا تخصص بعض البرامج والفعاليات فيه لتكون على أسس عمل القطاع الخاص وتحسين العروض والأداء بمقابل يضمن رفع مستوى الكفاءة؟ وايجاد مصادر دخل لكثير من المشاركين، خاصة بعض الأسر التي تختص بالإنتاج الحرفي والتقليدي. أيضا موضوع العزل الموجود في الزيارات، وتخصيص أيام للرجال وأخرى للنساء، وقد أثبتت هذه الطريقة فشلها لرغبة كثير من الأسر القيام بزيارات عائلية مشتركة للمهرجان فما المانع من ذلك؟ ألا توجد أسواق وأماكن مفتوحة للعوائل وليس للنساء فقط أو للرجال فقط، لماذا هنا في هذا المهرجان الكبير تطبق هذه الفكرة التي تضعف الكثافة والإقبال عليه لهذا السبب؟ وذلك عن طريق تخصيص أسبوع للرجال وأسبوع للنساء وأسبوع للعوائل. وأخيرا ما يتعلق بالمرأة من وجهة نظري لا أرى أن الأيام المخصصة للنساء بهذه الطريقة غير المجدية كافية لأن تستكمل البرامج الخاصة بها والفعاليات في يوم أو يومين خاصة مع التجارب السابقة في الازدحام الكبير الذي يحدث عند بوابة المهرجان في يوم النساء، ومن سبق أن عايش هذه التجرية يفكر ألف مرة في تكرارها، فالأمر هو ترويح وترفيه عن النفس وليس جهادا وزحاما يؤثر حتى في النظرة الإيجابية على مستقبل وفعاليات هذا المهرجان.
ارحموا المرأة ووفروا لها الفرص ولو بالمشاركة أيها المسؤولون عنها.