"هامبورج" يواصل تميزه في عالم موانئ النقل والشحن
حقق ميناء هامبورج الألماني نموا كبيرا في السنة الماضية بشكل أقوى من الموانئ الأوروبية الكبرى المنافسة وما زال الميناء يحتل المرتبة الثانية خلف ميناء روتردام الهولندي الذي تفرغ فيه وتشحن فيه نحو 9.3 مليون حاوية بضائع سنوياً. وينمو بنحو 5.5 في المائة، حيث تم التمكن من زيادة حصة السوق أيضاً. وحجزت هامبورغ مكاناً لنفسها، بحيث تحتل المرتبة الثامنة عالمياً مباشرة خلف ميناء روتردام ضمن أكبر الموانئ على المستوى العالمي، وقبل ميناء دبي أيضاً. وإن أكبر ميناء حاويات بضائع على مستوى العالم هو سنغافورة الذي حل محل رائد السوق لعام 2005، وهو هونج كونج.
ويقول يورجن سورجن فراي عضو مجلس إدارة شركة تسويق الميناء أن النجاح جاء بسبب التركيز على أسواق النمو الواعدة. وتعتبر الصين منذ فترة طويلة أكبر شريك تجاري لميناء هامبورج، ورفعت في السنة الماضية حجم تفريغ وشحن البضائع مرة أخرى بنحو29 في المائة. وإضافة إلى الصين هناك أيضا روسيا التي حققت نموا قويا حيث زاد حجم التبادل التجاري بينها وبين ميناء هامبورج بنسبة 50 في المائة. وفي هذه الأثناء أصبحت تشكل رابع أكبر شريك تجاري لهامبورج، إذ يتوقع الخبراء استمرار النمو. وطبقاً لتنبؤات معهد بريمن للملاحة البحرية والإمدادات فإن تفريغ وشحن الحاويات في هامبورغ سيأخذ في الارتفاع، حتى عام 2010 ليصل إلى نحو 13 مليون حاوية، وإلى 18 مليون حاوية في عام 2015.
إن الازدهار الآخذ في الاستمرار له نتائج. ويجب على مدينة هامبورج وشركتي التفريغ والشحن: شركة الميناء والإمدادات المساهمة، وشركة يوروجيت استثمار الكثير من الأموال من أجل الوفاء بالمتطلبات الضرورية للنمو المتوقع. وقال جونر أولدال وزير اقتصاد ولاية هامبورج من الحزب المسيحي الديمقراطي- CDU- عند قيامه بعرض أرقام النشاط التجاري السنوي لعام 2005 إن الحاجة إلى الاستثمار مفتوحة و لا سقف لها و شبهها بمقياس ريختر المفتوح لقياس الزلازل.
وتريد كل من شركة ميناء لوجستيك هامبورج المساهمة و يوروجيت في السنوات المقبلة استثمار أكثر من ملياري يورو وقال أعلن أولدال أنه يدرك تماما ما في الأمر من مخاطرة ففي حالة أن التطور لم يكن كما هو متوقع، فإنه يمكن لسرعة البناء أن تأخذ في التراجع. وإضافة إلى مرافق الميناء، فإنه يجب أيضاً التوسع في السكك الحديدية، من أجل التمكن من نقل وتصدير كميات السلع والبضائع الكبيرة.
وخلال عام 2007 ينبغي لهذا الغرض البدء بأعمال تعميق مياه نهر الألب الصالحة للملاحة. وإن التطور الجيد للميناء يعمل على إيجاد الكثير من فرص العمل، ليس في منطقة هامبورج فقط، بل لتتجاوز حدودها. وهناك حوافز نمو إيجابية لميناء هامبورج لمواكبة التطور الاقتصادي في ألمانيا. فعلى سبيل المثال، ارتفع عدد فرص العمل في منطقة هامبورج الكبيرة التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع الميناء منذ عام 2001 من تسعة آلاف إلى 154 ألف فرصة عمل. كما ارتفع تفريغ وشحن السلع البحرية بشكل عام، شاملاً الفحم أو الحبوب في السنة الماضية، إلى نحو 12.6 مليون طن.