"خيوط الخيال" لوحة بانورامية لمسيرة وداد الشريف
"خيوط الخيال" لوحة بانورامية لمسيرة وداد الشريف
يرى الزائر للمعرض الشخصي الرابع للفنانة التشكيلية وداد بنت عبيد الشريف الذي حمل اسم (خيوط الخيال) اختلافا واضحا بين اللوحات فتجد نفسك وسط العديد من التجارب المتفردة والمختلفة، فالفنانة وداد ليس لها نهج واحد تسير وفقه حتى تشعر أنك في معرض جماعي تتباين فيه الرؤى وتختلف فيه السمات.
لا يقتصر التناقض في الموضوعات فقط بل يتعدى ذلك ليشمل اختيار الخامات التي جاءت متنوعة فهي تتنقل بين الزيت والرصاص والباستيل والفحم إضافة إلى التصوير الفوتوغرافي، ولا يقف ذلك عند هذا الحد بل يتعدى ذلك ليشمل الألوان فهي تتما يل في الاختيار بين الألوان الدافئة والصافية ثم الحيادية وأحيانا تركن للألوان الباردة وهكذا.
كما تجدها تتعامل مع المدارس التشكيلية المختلفة فتطالعك بالتعبيرية والسريالية والتجريدية والرومانسية، وغيرها معتمدة في لوحاتها على الخيال المتأثر بالبيئة متجهة في أفكارها إلى الثورية حاملة معها القضايا الجادة إضافة إلى اهتمامها بالمرأة.
يسيطر الغموض على لوحاتها ويأتي من خلال الرمز الذي يكون تارة في اللون وتارة أخرى في الخطوط وفي الفكرة أحيانا. أبلغ وصف لهذه الفنانة أنها مزاجية، ثورية أو ذات شخصية مركبة وربما يرجع ذلك إلى تنوع ثقافتها فهي حاصلة على بكالوريوس علوم تخصص نبات وأحياء دقيقة وتمارس الكتابة الأدبية وتهوى الشعر والمسرح ولها أيضا اهتمامات بالتقنيات الحديثة في مجال الكمبيوتر والفوتوشوب.
أو ربما يعود ذلك لكون اللوحات تضم أكثر من مرحلة عمرية للفنانة حيث تحمل كل مرحلة طريقة تفكير وثقافة مختلفة عن الأخرى إضافة إلى الحالة النفسية التي كانت تعيش فيها وهذا ما صرحت به الفنانة لصفحة "الفن التشكيلي" الذي حل اللغز أو الغموض الذي يلف هذا التناقض داخل المعرض.
ومن داخل المعرض التقت الصفحة المهندس سلطان الطيار وهو متابع جيد لحركة الفن التشكيلي وخاصة مسيرة الفنانة وداد الشريف حيث قال "ألاحظ نقلة نوعية في أعمالها حيث تنتقل كل فترة من خلال استخدام الألوان والموضوعات والخامات فهي متجددة وهذا ما يميز أعمالها. وأشعر أحيانا أن بعض لوحاتها تتضمن حركة وصخباً وهناك لوحا ت ينتابها الهدوء والسكون وبشكل عام لوحاتها من أكثر اللوحات التي مرت علي وأثرت في نفسيتي، وأشعر وكأن هناك حواراً بين نفسي وبين اللوحة وتعكس صورة جيدة للمرأة والفنانة السعودية".