الجوالات تسهم في تعزيز البورصات العربية وإجمالي الناتج المحلي

الجوالات تسهم في تعزيز البورصات العربية وإجمالي الناتج المحلي

الجوالات تسهم في تعزيز البورصات العربية وإجمالي الناتج المحلي

كشفت دراسة حول صناعة الهاتف المحمول في الشرق الأوسط عن سلسلة من الإحصائيات المدهشة، إضافة إلى ملاحظات مهمة حول التغيرات الاجتماعية التي أحدثتها في جميع أرجاء المنطقة. وطبقا لتقرير مجموعة شركة الاتصالات المتنقلة MTC الذي نُشر الأربعاء الماضي، فإن صناعة الهاتف الخلوي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تساعد في خلق مئات الآلاف من الوظائف الجديدة داخل قطاع الجوال وخارجه، الأمر الذي يؤدي إلى إنعاش النمو الاقتصادي وتعزيز الوئام الاجتماعي والأمن.
ويحتوى التقرير على بحث أساسي لتأثير الهواتف المحمولة أجراه اقتصاديون ومحللون ماليون ومستشارون وأكاديميون وصحافيون ويضم بيانات من تسع دراسات تم إجراؤها في سبع دول عربية.
وينقسم التقرير، الذي أعدته شركة الأبحاث المستقلة "زاوية"، إلى خمسة أجزاء كبيرة، ويحتوي على نظرة عامة على قطاع الجوال في المنطقة، والتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للهواتف الجوالة، وتأثير الهواتف النقالة في العراق.
ويذكر التقرير، الذي يتألف من 140 صفحة، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تضم نحو 75 مليون مشترك يستخدمون الخدمات التي يقدمها 38 مشغلا للهواتف المحمولة في 18 دولة. كما يؤكد أن معدل انتشار صناعة الهواتف النقالة في عام 2005 وصل إلى 25 في المائة تقريبا، مقارنة بنسبة 15 في المائة منذ عامين فقط، الأمر الذي مهد الطريق لهذه الصناعة كي يصبح لها تأثير كبير في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في منطقة يبلغ فيها متوسط البطالة 15 في المائة.

وكان لصناعة الهواتف النقالة تأثير كبير على الأسواق المالية العربية، مع وجود حالات تشكِّل فيها شركات الاتصالات أكثر من 30 في المائة من رأس المال. وكان استثمار مبلغ ألف دولار في شركات اتحاد الاتصالات وموبينيل وأوراسكوم تليكوم وMTC يمكن أن يجعلك تجني 14.500 و12 ألفا و11.500 و33.500 دولار على التوالي.
وأعربت مجموعة MTC عن نيتها في دخول سوق الهاتف المحمول المصري كشركة ثالثة إلى جانب "موبينيل" و"فودافون".
واستناداً إلى نتائج دراسة استقصائية مفصلة لشركة ACNielsen، يحدد التقرير أنماط الاستخدام، ويقوم بإنشاء ملف لمستخدمي الجوال في كل دولة في المنطقة. وتؤكد النتائج أن أهل المغرب يميلون إلى إجراء مكالمات هاتفية مع ذويهم، بينما 65 في المائة من السعوديين الذين شملتهم الدراسة يفضلون إجراء مكالمات مع أصدقائهم. أما اللبنانيون، الذين يجرون أكبر عدد من المكالمات، فإن 38 في المائة منهم يفضلون الاتصال هاتفيا بصديقاتهم.
كما قفز استخدام الهواتف النقالة في لبنان ليشمل ربع السكان. وتعد رسوم الهاتف النقال في هذا البلد الأكثر تكلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وبالرغم من أن تكنولوجيا النقال ليست مرتبطة بعمر معين في مدينة بيروت، فإن المستخدمين من صغار السن يستفيدون من خصائص الهاتف، بما فيها الكاميرا، والآلة الحاسبة، وإمكانية الوصول إلى الإنترنت، بينما المستخدمون فوق 55 عاما يستخدمون النقال للتواصل الصوتي فقط.
ويغطي التقرير أيضا موضوعا آخر هو تأثير الهواتف النقالة على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ويستنتج التقرير، استنادا إلى الافتراض القائل إن الهواتف المحمولة سرعان ما ستتجاوز الخطوط الثابتة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن المؤسسات في المجتمعات الريفية المهمَّشة اقتصاديا سوف تستفيد كثيرا من انتشار الجوال.
وتستخدم الهواتف النقالة في الأعمال داخل لبنان أكثر من أي دولة أخرى من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تخلص إحدى الدراسات إلى أن 62 في المائة من اتصالات الهواتف النقالة ترتبط بالمعاملات التجارية. وقال اللبنانيون الذين خضعوا للدراسة إن القدرة على إجراء المكالمات التجارية عبر الهواتف النقالة كانت أكبر فائدة لتحسين أوضاعهم الحياتية على الإطلاق.
كما كشفت الدراسة عن وجود زيادة بنسبة 32 في المائة في ربحية رجال وسيدات الأعمال الذين تمت مقابلتهم في البحرين والأردن، وبنسبة 25 في تونس. وعلاوة على ذلك اعتقد 62 من التونسيين أن النقال ساعد على تخفيض النفقات عن طريق تقليل متطلبات السفر.
وأخيرا، فإن التقرير قام بتحليل النتائج المترتبة على انتشار الهاتف النقال عبر جميع أنواع وسائل الإعلام. ففي دراسة حالة عن المملكة العربية السعودية، أدى برنامج ستار أكاديمي إلى ظهور تلفزيون تفاعلي عبر رسائل الجوال القصيرة. وعائدات الزواج عبر الرسائل النصية القصيرة SMS من خلال التلفاز الآن مسؤولة عن 70 في المائة على أقل من الإجمالي السنوي للعديد من القنوات التلفزيونية الخاصة بالموسيقى والألعاب في المنطقة.

الأكثر قراءة