"كيا" تتقدم في أوروبا وتترك أمريكا الشمالية لهيونداي
"كيا" تتقدم في أوروبا وتترك أمريكا الشمالية لهيونداي
تتقدم شركة كيا الكورية لصناعة السيارات في ألمانيا تقدما ملحوظا وبخطوات ثابتة وواثقة. إنها حقيقة يراها الجميع فشركة (كيا ) في حركة مستمرة تتجه نحو التوسع ولديها خطط طموحة للمستقبل. ويقول هايدان ليشل مدير عام شركة كيا موتورز ألمانيا: " تسير شركة كيا اليوم على خطوات شركة تويوتا اليابانية نفسها في أسواق أوروبا قبل 12 عاما وتحقق النجاح نفسه، لكننا لن ننتظر 12 عاماً أخرى لنصل إلى ما نريد ". ولعل هذا السبب هو الذي يدفع الكوريين للضغط بكل قوة ودون توقف على دواسة البنزين لتنطلق مسيرة نجاحهم في أوروبا.
ونقلت شركة كيا موتورز ألمانيا مع بداية عام 2006 موقعها من مدينة بريمن إلى مبنى إداري على مشارف مدينة فرانكفورت في ولاية هيسين . ولم ينته العمل بعد في المبنى الجديد حيث يمكنك أن ترى بعض كوابل الكمبيوتر مبعثرة على الأرض ولم يتم تركيب كافة المكاتب أو التجهيزات المكتبية بعد . ولكن ترى مقابل مدخل مركز كيا الجديد في مدينة إشيبورن العلامة التجارية للشركة تلمع كما ترى أعلى الردهة لوحة من موديلات السيارات المختلفة التي تقوم "كيا" بتصنيعها .
وتُعد شركة كيا واحدة من أسرع شركات السيارات نمواً في السوق الألمانية حيث تم الترخيص لنحو 47 في المائة من سيارات كيا خلال عام 2005، أي ما يُعادل 49.820 سيارة جديدة بالإجمال. وإذا أخذ في الاعتبار أن عدد السيارات الجديدة التي تم الترخيص لها لشركة هيونداي الكورية الشقيقة بلغ نحو 51.701 سيارة يمكننا الاستنتاج بسهولة أن الشركات الكورية تمكّنت من بيع المزيد من السيارات أكثر من مجموعة فيات التي تشمل موديلات فيات وألفا روميو ولانسيا. ورغم هذا فإن ليشيل وهو المدير السابق لشركة فيات ألمانيا يقول أن المعدلات الأخيرة تلك ليست كافية. "علينا أن نتمكّن حتى عام 2010 من خرق الجدار الحاجز في السوق الألمانية ببيع نحو مائة ألف سيارة سنويا
و تصل تكلفة المقر الجديد لشركة كيا إلى 70 مليون يورو إضافة إلى الاستثمار في البنية التحتية لشبكة وكلاء البيع ولا يعتزم ليشل أن يعمل على توسعة شبكة التجّار الحالية التي تعادل 283 شريكا لمجموعة كيا، بالإضافة إلى 518 موقعا، لكنه سيعمل على التركيز على رفع حجم المبيعات للتشغيل التجاري من معدلها الحالي الذي يصل إلى 160 سيارة مباعة شهرياً، وإلى 350 سيارة خلال الأعوام الخمسة المقبلة. ويأمل المدير الألماني أن تتحسن حركة تزويد المبيعات عن طريق شركات التأجير، والتمويل. ويعلّق على هذا قائلاً: "من الممكن أن يكون شراء سيارة كيا عن طريق بنك واحد أسهل". وحتى اليوم يعمل (سي سي بنك) على تمويل سوق هذه الشركة. ولم يُتخذ قرار بعد حول مسألة "بنك واحد فقط". ولكن من المتوقّع أن يعمل الإنشاء الجديد لمركز الإدارة والتطوير في فرانكفورت، برفعه من ثماني طوابق إلى 12 طابقا، على تسريع عمليات التخطيط اللاحقة.حيث سيصبح من الأسهل جذب المزيد من المشترين الخاصين عن طريق عروض التمويل المتخصصة، وعن طريق التقليل من حجم ترخيصات التجّار، والمبيعات التي تُعقد مع زبائن الشحن البحري .
وتبلغ نسبة المشترين الخاصين نحو 51.3 في المائة، حسب دراسة أجرتها مؤسسة التوقعات "B&D" حول شركة كيا، بينما كانت النسبة تعادل 60.6 العام الماضي، مما يعني تراجعاً طفيفا نسبياً، ولكن هذه النسبة تُعد أقل كذلك من تلك التي حققتها شركة هيونداي الشقيقة حيث بلغت نحو 65.6 العام الماضي. وتعتبر هذه المعدلات إشارة واضحة بالنسبة لمدير المؤسسة فيرديناند دودينهوفر إلى مدى إصرار علامة كيا للتقدّم في السوق أكثر، ويرى أن كيا قادرة على التفوّق على هيونداي قريباً من خلال مبيعاتها في ألمانيا ويقول: "برغم نفقات الإعلان الباهظة التي تقوم بها شركة هيونداي-أوروبا، ومنها عن طريق مباريات كأس العالم، إلا أن "كيا" تقف على مشارف سرعات نمو عالية في المستقبل، نظراً للمبادئ الإدارية المناضلة التي تتبعها الشركة في ألمانيا". وبينما عملت مجموعة شركات هيونداي على انتشال منافستها الكورية من الإفلاس في عام 1998، إلا أنها تنوي حالياً أن تتقدم في أوروبا بصورة خاصة، بينما تكرّس هيونداي نفسها للتقدّم في أمريكا الشمالية.
وترفض شركة كيا التوجهات الآسيوية في التصميم وتميل نحو التصميمات الأوروبية خاصة الألمانية ويقول ليشل: "يعلم الكوريون بأن الألماني هو أفضل سائق سيارة، وفي فحصها كذلك". وتجدر الإشارة إلى النقلة في التصميم التي تتخذها الشركة حالياً، حيث يُعلّق ليشل آمالاً كبيرة على الطراز الجديد ( سيراتو ) المنافس للسيارة الجولف والذي سيتم إطلاقه في كانون الأول (ديسمبر) من المصنع الجديد في سلوفاكيا
ونظراً لتبدّل الطراز، ولكن أيضاً بالنظر إلى البنية التحتية الجديدة، يريد أن يعطي ليشل نفسه بعض الراحة فيما يتعلّق بالنمو. "لقد حققنا أخيرا نمواً في المعدلات بما يعادل نحو 30 في المائة. والآن علينا أن نعمل على تماسكنا في ألمانيا"، وهذا يعني بالنسبة لشركة كيا، النمو بنحو 5 إلى 9 في المائة. "لا يمكن أن نقبل بأن تكون محصّلتنا متخلفة عن باقي الركب". إلا أن مدير "كيا" لا يذكر أرقاماً محددة. وكل ما يقوله: " جنينا الكثير من الأموال". "ونظراً للاستثمارات الكبيرة في البناء الجديد، وشبكة التجّار، من المحتمل أن تشير معدلات عام 2006 إلى شيء من التراجع"، ولكن خلال مدة أقصاها عام 2007 بلا شك ستكون شركة كيا شركة مجدية بقوة.