فياض حفر الباطن تشجع المربين على نقل مواشيهم إليها

فياض حفر الباطن تشجع المربين على نقل مواشيهم إليها

شجعت مراعي حفر الباطن المعشبة كثيرا من مربي الماشية لنقل أغنامهم إليها، حيث شهدت الأيام الماضية توافدهم بحثا عن الكلأ والمرعى بعد هطول الأمطار الغزيرة منذ بداية موسم الشتاء.
وتجمع المربون في منطقة سامودة وأم عشر بالإضافة إلى الفاو القريب من حفر الباطن، ونقلوا أكثر من 300 ألف رأس من مناطق السعودية باتجاه مراعي حفر الباطن.
وأكد لـ "الاقتصادية" متخصصون بيطريون أن توجه عدد كبير من مربي الماشية إلى تلك المواقع قد ينقل الأمراض الموجودة عند بعضها مما يسبب كارثة حقيقية لوجود عدد كبير في مساحة محدودة وشددوا على ضرورة توافر عيادات متنقلة.
وكانت وزارة الزراعة عبر فرعها في حفر الباطن قد عملت على توفير سيارة إرشادية ثابتة في المحافظة مهمتها التنقل في عموم المناطق الرعوية التي تنتشر فيها المواشي للرعي والبحث عن الكلأ والأعشاب والأشجار الطبيعية التي تقتات منها قوت يومها، خاصة وأن المحافظة تشهد هذا العام موسما ربيعيا عم معظم الرياض.
وأكد لـ "الاقتصادية" عبد الرحمن السعدون مدير فرع الزراعة في حفر الباطن، أن طاقما متكاملا يتكون من طبيب بيطري وعدد من المختصين للقيام بتوعية أصحاب ومربي المواشي (الإبل والأغنام والماعز) من الأضرار التي تصيبها سواء الأمراض الموسمية والطارئة وإرشادهم بطرق مكافحتها.
وفي الوقت نفسه تقوم الفرقة المتنقلة بمعالجة وتلقيح الحيوانات المتضررة مع توفير العلاجات المناسبة لها وذلك حفاظا على الثروة الحيوانية في المحافظة وعدم انتشار الأمراض أو الأوبئة فيها، ومساعدة أصحاب ومربي المواشي في عدم تحمل عناء نقل المواشي المريضة إلى فرع إدارة الزراعة وذلك لتسهيل عملية المعالجة والتلقيح. وتشمل الجولات الميدانية القرى والهجر والمراكز التابعة للمحافظة.
وأسهمت تنقلات المربين إلى براري حفر الباطن في انتعاش قطاع النقل بشكل كبير، حيث تحركت الأعلاف باتجاه مواقع المراعي حيث يحتاج المربون إلى خلط كمية من الأعلاف مع رعي المواشي في تلك المواقع لعدم اكتفائها بما تنبته الأرض من أعشاب.
ويتجه العديد من مربي الماشية إلى المراعي المعشبة كعادة أزلية في تنقل أصحاب المواشي والبادية خلف الماء والمراعي الخضراء، إضافة إلى أن المربين في تلك المواقع يخفضون استهلاك الأعلاف حتى يتم قطعها تدريجيا.
وقال هزاع الحمدان أحد كبار تجار المواشي، إن تنقلهم إلى تلك المواقع بقصد خفض تكاليف الأعلاف يتم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وأشار الحمدان إلى أن منطقة حفر الباطن من المناطق الرعوية الواسعة والتي يحرص عادة مربو الماشية إلى الاتجاه إليها بعد أن تصيبها الأمطار وتخضر أرضها رغم أن أراضي الحفر سريعة الاخضرار مع أوائل الأمطار، إلى جانب أنها سريعة الاندثار مع موجات العواصف التي تهب على تلك المناطق في فصل الربيع.
وأضاف الحمدان أن غالبية المربين الزاحفين بمواشيهم إلى تلك الفيوض هم من المناطق الوسطى إلى جانب أجزاء من المناطق الشمالية التي لم تشهد ربيعا لهذا الموسم، كما أن أراضي حفر الباطن وما جا ورها مهيئة لزيادة الشجيرات الحولية التي نبتت بفعل الأمطار الموسمية حيث يتوقع أن تشهد المنطقة مزيدا من الأمطار. وزاد تجار الأغنام أن غالبية الملاك يفضلون تربية النعيمي على النجدي بسبب قلة أمراض النعيمي وثباته في المرعى وقلة حركته عكس الأنواع النجدية التي تكثر فيها الأمراض والتي تفتك فيها بشكل جماعي يعرض الملاك لخسارة كبيرة ولا يستطيع الاستمرار في تربية مثل هذه الأنواع ورغم الفروق السعرية لصالح الأغنام النجدية إلا أن تربيتها فيها نوع من المخاطر بسبب كثرة نفوقها.
وتابع أن المواشي التي تعتمد في رعيها على الأعشاب الحولية التي تنبتها البيئة الصحراوية تتغير تغيرا ملحوظا خلال أقل من شهر ويظهر التغير على شعر الماشية وكذلك ألبانها إلى جانب لحومها، وعادة يفضل مستهلكو اللحوم في مثل هذا الوقت من العام لحوم الماشية القادمة من المراعي. ويضيف الحمدان أن التفريق بين الماشية التي رعت في الفيوض المعشبة من المواشي التي تم تقديم الأعلاف لها داخل الحظائر يعود إلى وجود الحسك في صوف تلك الماشية وتغير شكل الصوف إلى صوف باه.
من جهة أخرى، شهدت الأغنام في أسواق حفر الباطن نزولا في أسعارها بشكل طفيف وذلك لكثرة المعروض في الأسواق، إلى جانب أن المتنزهين في تلك المواقع يفضلون شراء الماشية من المربين مباشرة في المراعي لضمان أنها رعت من الأعشاب التي تضمها فيوض الحفر.

الأكثر قراءة