حرية السقوط إلى الأسفل

حرية السقوط إلى الأسفل

إن رسوم الكاريكاتير التي نشرتها صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية، وشاركتها عدة صحف نرويجية وفرنسية لا تعبر أبداً عن حرية الرأي ولا تعبر عن حرية التعبير. حيث إن حرية الرأي و التعبير لا تعني التجريح والتطاول على ديانة سماوية يدين بها ألف وأربعمائة مليون إنسان على وجه الأرض. إن حرية التعبير أن ترتقي بالمجتمع إلى كل ما هو أفضل بحيث ترفض كل القيود والضغوط التي تمارس عليها من أجل كتمان الحق وتحقيق العدل والمساواة بين الناس. إن حرية التعبير تعني التحرك ضمن حدود واسعة، ولا تعني الحرية المطلقة.. فالحرية التي ادعاها الدنماركيون أساءت إلى معنى الحرية.. كما أساؤوا استعمالها، فالحرية التي تقوم على النقد والتجريح وإيذاء مشاعر الآخرين.. وشحذ مشاعر الحقد والكراهية تجاههم من قبل المسلمين في كل أنحاء الدنيا، وتشجيع الآخرين على المقاطعة لمنتجاتهم الوطنية.. وتحقيق الخسائر المادية لهو من العبث والجنون والاستغلال السافر لحرية الصحافة.. وحرية الكلمة. إن للحرية حدودا ومعالم ونهايات. فلا توجد حرية مطلقة، وإن الحرية التي تثير المشاعر، وتجلب الخسائر المادية والبشرية لهي حرية السقوط إلى الأسفل! أتساءل عن الفائدة التي حققتها تلك الصحف عندما تناولت بصفحاتها سيد الخلق وخاتم النبيين (صلى الله عليه وسلم) بالذم والتجريح ؟ وأتساءل عن الفائدة التي خرج بها القرّاء والمتلقون؟ لا أعتقد، بل أجزم بأن تلك المادة لم تضيف الجديد أو المفيد.. ولم تقدم نفعاً ولم تحقق مصلحة تهم المجتمع أو الدولة.. بل أضرت أكثر مما أفادت، فهل من الممكن أن تكون هذه الحرية غير حرية حمقاء.. قادتهم إلى شفير الهاوية؟
إن كان لديهم إيمان عميق بحرية الكلمة، وحرية الصحافة فأين أقلامهم من المحرقة النازية"الهلوكوست". التي رفض ويرفض الصهاينة أي تناول لها بالنقد والتحليل . تلك القضية التي ما زالوا يستعملونها كورقة ضغط على الضمير الغربي إلى اليوم. إن التعدي على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام خطيئة كبيرة، وفعل ربما لن ينسى من ذاكرة التاريخ . فلا أتصور أن الاعتذارات وعبارات الأسف ستداوي هذا الجرح الذي أحدثه ثلة أجزم بأنهم لا يدينون بأي دين سماوي. إن من الخطأ العظيم أن يتناول أي إنسان كان معتقدات الآخرين ويتطاول عليها، يجب أن يعرف الآخر - وأظنه قد رأى وسمع- كيف نعيش في حب الرسول الكريم، وكيف نفديه بأرواحنا عليه الصلاة والسلام . فلا أبقى الله أقلاماً تطاولت عليه.. ولا نصر الله عقولاً حركت كوامنها في النيل منه والاستهزاء به عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأجل التسليم .

الأكثر قراءة