اكتشافات أثرية جديدة تغيّر الخريطة التاريخية

أسفرت المسوح وأعمال التنقيب الأثرية للبعثات الأثرية: الألمانية، الأمريكية، والإيطالية العاملة في اليمن بالتعاون مع الهيئة اليمنية العامة للآثار والمتاحف في محافظة مأرب التاريخية أخيراً، عن اكتشافات أثرية أثارت اهتمامات الخبراء المحليين والأجانب الذين توقعوا أن تسهم في تغيير الخريطة التاريخية للمنطقة.
وكشفت البعثة الألمانية عن نصب حجري عملاق منقوش بالمسند يتحدث عن التاريخ العسكري للدولة السبئية خلال حكم الملك "يسع ايل وتر بن يكرب"، وكذا حملاته العسكرية ضد الدول المعاصرة للدولة السبئية آنذاك وقتل خلالها الآلاف وشرد الآلاف. ويتناول النقش ظروف المعارك التي دارت رحاها في العصور الغابرة بين سبأ وقتبان، ويخلد القادة العسكريين الذين استشهدوا خلال تلك المعركة.
وأوضحت لـ "الاقتصادية" الخبيرة الألمانية آريس جرلاخ رئيسة الفريق مديرة المعهد الألماني للآثار في اليمن، أن الكشف عن هذا النقش الكبير الذي يبلغ طوله نحو سبعة أمتار جاء عن طريق المصادفة، مشيرة إلى أن النقش يمثل صحيفة أو تذكارا لمعركة حربية.
وكانت البعثة الأثرية الألمانية العاملة في مدينة صرواح القديمة قد اكتشفت قبل ذلك نقشا جديدا يعد ثاني أهم وأكبر النقوش اليمنية القديمة المعروفة حتى الآن وهو يخص الملك المكرب السبئي (ينع امروتار)، الذي حقق أثناء حكمه إنجازات كبيرة للإله (المقة).
من جهته، كشف الفريق الأثري التابع للمؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان العاملة في محرم بلقيس التاريخي في مأرب، عن نماذج أولية لمحركات هيدروليكية تعمل على طاقة المياه، وعن وجود مدينة أثرية متكاملة تحت الرمال على مساحة 700 ياردة تحوي مباني ونقوشا تعود إلى عصور غابرة. وتوصلت نتائج الموسم الأثري للفريق الأمريكي إلى حقيقة أن معبد (أوام) كان عبارة عن مركز ديني وقومي للجزيرة العربية.
وقالت مرلين فلييبس رئيسة المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان العاملة في محرم بلقيس منذ منتصف القرن الماضي بقيادة شقيقها ويندل فيليبس، "إن محرم بلقيس اكتشاف مذهل لم يره الناس منذ آلاف السنين، لهذا يستطيع الدارس للاكتشافات الأثرية المستجدة في اليمن أن يتبيّن الدرجة المتقدمة للحالة الحضرية التي كانت تعيشها تلك الممالك في ذلك الزمن البعيد.
من جانبه، قال السيناتور دي مغريه رئيس الفريق الأثري الإيطالي الذي أظهرت نتائج الأعمال الأثرية الجارية لفريقه في مدينة براقش التاريخية وجود معبد أثري جديد مكون من طابقين إلى جانب معبد (نكرح) هو (عثتر حرق)، ويتوقع الكشف عن معبد ثالث مجاور خلال الأيام المقبلة، إن الاكتشافات الأثرية في مأرب مثيرة للاهتمام، مشيرا إلى أنه لا يزال هناك الكثير من الأسرار والعجائب.