"إيرباص" تختار الصين لأول مصانعها خارج أوروبا

"إيرباص" تختار الصين لأول مصانعها خارج أوروبا

يخطط مصنع إيرباص الموجود في مدينة تولوز الفرنسية لإقامة خط إنتاج له في الصين. وتتنافس أربع مدن صينية لاستضافة المصنع الذي، إن تم، سيكون أول مصنع يقام خارج أوروبا لبناء طائرة إيرباص من طراز 320. إلا أن الخيار لم يقع بعد على إحدى المدن الأربعة بعد وهي مدن: شنغهاي، تيانجين، إيكسيان وزوهاي.
وذكر جوستاف همبرت رئيس مصنع إيرباص والمدير التنفيذي المسؤول خلال زيارته الأخيرة قبل أيام إلى الصين: "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسيتم الإعلان عن القرار الذي اتخذته شركتنا في بناء خط إنتاجي منتصف هذا العام". من جانبه قال أنتوني فيليبس المتحدّث الرسمي باسم الشركة ً: " قمنا بإطلاق الخُطى الأولى من برنامجنا المهم في الصين، والتي تمكّننا من دراسة العمل المشترك مع المزودين".
ومن المتوقّع أن يكون المصنع الجديد قادراً على بناء أربع طائرات متوسطة المدى شهرياً.
وقال ون جيباو رئيس الوزراء الصيني خلال زيارته لفرنسا في كانون الأول (ديسمبر) إنه من الممكن أن يُصبح إنتاج هذا المصنع الجديد جزءا من صفقة تزويد الصين بـ 150 طائرة إيرباص من طراز 320 بقيمة تُقدّر بنحو عشرة مليارات دولار.
ويقول همبرت إن الصين سوق ضخمة وواعدة في قطاع الصناعة الجوية ولهذا فإن توطيد العلاقات يُعد أمراً بالغ الأهمية. في غضون ذلك أفادت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" اليومية في هونج كونج أن الأقطاب الاقتصادية في الصين وهي مدن شنغهاي وإيكسان تتصارعان مقدّماً للفوز بالمصنع. وتوجد المدينتان في مقاطعة شانكسي وسط الصين التي تعتبر إقليماً رائداً في مجال صناعة الطائرات. وتنتج شركة إيكسيان المساهمة لصناعة الطائرات طائرة النقل الصينية Y7 ، بينما تطرح الشركة التعاونية المجاورة لها "شانكسي" لصناعة الطائرات طراز Y8. كما تقوم مصانع أخرى بإنتاج وتصنيع الأجنحة والمثبتات اللازمة للاستخدام في طائرة البوينج 737 منذ عام 1993. وهناك المزيد من الشركات تقوم وبتعاون مشترك مع شركة رولز رويس لتصنيع المحركات بتصنيع قطع وأجزاء من طائرات فوكر و بوينج منذ عام 1997. ومنذ عام 1985 يتم كذلك تصنيع أجزاء مثل الأبواب، وبعض القطع البديلة لطائرات إيرباص في إيكسيان. وقد تم افتتاح مركز تصميم الطائرات الرائد في مدينة إيكسيان الصينية عام 2003. ومن الممكن أن يبدأ العمل هناك على تطوير برنامج طائرة نقل الركاب المستقبلية في الصين. ويتم العمل على بناء الطائرات في مدينة شنغهاي التي تعتبر قطب الصين الاقتصادي منذ أكثر من ثلاثة عقود. وقامت الشركة المساهمة لصناعة الطائرات في شنغهاي طائرة مكدونيل دوجلاس من طراز MD-8-، لشركة الخطوط الجوية (تشاينا إيستيرن) الصينية . وتُبدي شنغهاي استعدادها أمام الأوروبيين لبناء مصنع جديد أمام أبواب المدينة، بحيث يكون مجاوراً لمطار بودجون الجديد من الناحية الجنوبية، بمدخل مباشر إلى المدرج.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة زوهاي تقع عند مصبّ نهر
بيرل مقابل إقليم هونج كونج. وتكمن ميّزة هذه المدينة في أنها من الممكن أن تصبح مطاراً جديداً ضخماً مستخدماً طائرات إيرباص. ولكن على كل حال فإن مدينة زوهاي أو مدينة تيانجين وهي مدينة صناعية شمال الصين لا تحظيان باهتمام كبير من قبل الخبراء والمتخصصين. وتختلف الآراء حول الإنتاج الثالث لطائرات إيرباص حيث كان على الشركة أن تدفع ثمن الانتقال، بهدف أن تحظى على مهام وحجم طلب كبير.
وتنوي شركة إيرباص خلال الأعوام الثمانية المقبلة زيادة حجم سوق القطاع الجوي المتنامية بسرعة في الصين من معدلها الحالي 29 في المائة إلى 50 في المائة. بينما تحظى شركة بوينج الأمريكية المنافسة بنحو 67 في المائة حالياً. وفي الوقت ذاته، فقد أعلنت إيرباص منذ فترة طويلة، عن رغبتها الجامحة في نقل نحو 60 في المائة من حجمها الإنتاجي إلى دول متدنية التكلفة، مثل الصين. ولهذا، لا يخشى الساسة فقدان فرص العمل فحسب، بل وبمنح الكفاءة للصينيين. وفي المقابل، أكدّت إيرباص أنها ستحافظ على كفاءتها الجوهرية داخل أوروبا.
أما في الصين فيقال أن إيرباص ستستحوذ على أغلبية أسهم الشركات المشتركة المخُطط بناؤها على كل الأحوال. وعرض الأوربيون فيما سبق على الصينيين إمكانية المساهمة بنسبة تبلغ 5 في المائة من بناء وتطوير طراز إيرباص 350 . وأعلنت الصين من جانبها، أنها ستطرح على الأسواق طائرات النقل الخاصة بها حتى عام 2020، والقادرة على التحليق ضمن مسافات بعيدة المدى. وفي الطريق إلى هذا، من الممكن أن تكون شركة إيرباص شريكاً مهماً.

الأكثر قراءة