"جوجل" قصة نجاح ومنافسة
"جوجل" قصة نجاح ومنافسة
يحكي لنا كتاب "قصة جوجل" الصادر حديثا عن دار "ديل" قصة إحدى أهم وأنجح شركات مواقع الإنترنت في وقتنا الحالي، التي أصبحت تؤثر في مسيرة الاقتصاد الرقمي، بل وتوجيه العالم نحو المزيد من استخدام التقنية والاعتماد عليها. كما يقربنا من واحدة من أكثر الشركات التي أحدثت خلال أعوام قليلة ثورة في القدرة على الوصول إلى معلومات حول مختلف المجالات وإتاحتها للجميع في أي مكان في العالم.
كانت البداية - كما يشير الكتاب - في عام 1998 عندما ترك كل من "سيرجي بيرن" المولود في موسكو، و"لاري بيج" المولود في أواسط أوروبا الغربية، إحدى كليات الدراسات العليا بجامعة ستانفورد، وذلك -على حد قولهما- "من أجل أن يغيرا العالم من خلال "محرك بحث" يمكن له أن ينظم كل جزئية من المعلومات على الإنترنت مجانا".
وعلى الرغم من نجاح الشركة في تحقيق ذلك وبشكل شمل أكثر من مئة لغة، فقد استمرت مساعيها لإضافة الملايين من الكتب والموسوعات والمواد التلفزيونية وغير ذلك إلى قاعدة بياناتها المتاحة للبحث على شبكة المعلومات الدولية.
وقد اعتبر العديد من المختصين ظهور "جوجل" كشركة منافسة لمايكروسوفت في تطوير حلول وبرامج الإنترنت هو إحدى أهم سمات الاقتصاد الرقمي في عام 2005. الأمر الذي يتوقع أن يحقق العديد من المكاسب الاقتصادية للشركة والذي يمكن أن يحقق ارتفاعا لأسهم الشركة في الأسواق المالية.
فقد أطلقت شركة "جوجل" خدمتها الخاصة للرسائل الفورية ونظام الاتصال الهاتفي عن طريق الإنترنت لتنضم إلى ركب منافسيها في هذا النوع من خدمات الاتصالات.
وأكدت الشركة الرائدة في العالم كمحرك للبحث على الإنترنت أنها تعتزم إضافة خدمة الرسائل الفورية إلى جانب الاتصال الهاتفي عن طريق الإنترنت إلى قائمتها المتنامية من الخيارات التكنولوجية التي تقدمها إلى جانب البحث على الإنترنت.
وتعتزم خدمة "جوجل توك" شق طريقها وسط أربعة منافسين في مجال الاتصالات عن طريق الإنترنت، وهم "أمريكا أون لاين"، و"ياهوو"، و"مايكروسوفت"، والخدمة الأوروبية "سكايب" التي أنشئت منذ عامين، ولدى كل منها نحو 10 ملايين مستخدم. ويتعين على المستخدم أن يكون مشتركا في البريد الإلكتروني "جي ميل" الخاص بـ"جوجل".
كما أعلنت الشركة عن استعدادها لنشر محتويات خمس مكتبات لأهم المؤسسات التعليمية في العالم، بتقنية رقمية. ومن شأن هذه العملية وضع صفحات الكتب الموجودة في مكتبات جامعات مشهورة في متناول الجميع للبحث فيها وقراءتها على الإنترنت. ويتضمن المشروع كل محتويات مكتبات جامعتي ميشيجان وستانفورد، فضلا عن أرشيف جامعتي هارفرد وأكسفورد، والمكتبة العامة في نيويورك.
وقالت جوجل: إن صفحات الكتب المنشورة لن تتضمن إعلانات تجارية، لكنها توصل إلكترونيا بموقع شركة أمازون لبيع الكتب. كما ستمكن عملية ربط الموقع بالمكتبات العمومية، الناس من استعارة الكتب إلكترونيا. ولن يحصل "جوجل" على أي ثمن من أجل أداء هذه الخدمة. حيث ستستغرق عملية نسخ الأوراق رقميا لمكتبة جامعة ميشيجان وحدها، التي تحتوي على سبعة ملايين كتاب، ست سنوات.
ولتعزيز مكانتها الدولية وتخصيص خدماتها حسب الأسواق المستهدفة، فقد أعلنت "جوجل" أنها ستحجب العبارات ذات الحساسية السياسية من على موقعها الصيني الجديد استجابة لشروط بكين مقابل دخول ثاني أكبر سوق إنترنت في العالم. وبناء على التنازلات الطوعية التي قدمتها "جوجل" لقاء الدخول في هذه السوق، فستطبق "جوجل" رقابة ذاتية مشابهة تمارسها بالفعل معظم الشركات المحلية ومتعددة الجنسيات العاملة في المجال في الصين.
إضافة إلى ما سبق، لا يزال هناك العديد من المبادرات وقصص النجاح التي لا يتسع المقام لذكرها، والتي تبرز قصة نجاح وطريق منافسة شاق وطويل من أجل الريادة والصدارة لـ"جوجل" في مجال الاقتصاد الرقمي، والتي استطاعت أن تنتقل من مجرد محرك بحث لهواة على الإنترنت، إلى إحدى أكبر الشركات العالمية في المجال التقني، بل أصبحت مصدر قلق كبير لعملاق ومحتكر برامج الكمبيوتر "مايكروسوفت".
متخصص في المعلومات