شركات تسويق زراعي تتحول إلى "دكاكين" وتبيع منتجات استهلاكية
شركات تسويق زراعي تتحول إلى "دكاكين" وتبيع منتجات استهلاكية
أثار بيع شركات متخصصة في التسويق الزراعي منتجات استهلاكية غير زراعية مثل حفائظ الأطفال، المناديل، المرطبات وغيرها من خلال فروعها ومعارضها المختلفة، تباينا في آراء متخصصين في القطاع الزراعي. فبينما اعتبر البعض أنها (أي الشركات) تمارس أدوارا غير أدوارها، رأى آخرون أن كون هذه المنشآت شركات فهي ربحية يجب تفهم وضعهم.
وبرر عاملون في بعض شركات التسويق أثناء جولة "الاقتصادية" هذا الاتجاه إنه حرص على توفير مستلزمات المستهلكين تحت سقف واحد، مشددين على أن توفير بعض المنتجات هو "خدمة إضافية" وليس العمل الأساسي للشركات.
وفي هذا الشأن، قال لـ "الاقتصادية" عبد العزيز الطلاس رئيس مجلس إدارة شركة الجوف الزراعية سابقا، إن اتجاه هذه الشركات إلى أنشطة غير أنشطتها "أحبط كثيرا من المزارعين، وسبب كثيرا من المشاكل".
واعتبر الطلاس أن مثل هذه الأساليب تحتاج إلى إعادة نظر من قبل جهات مثل الزراعة أو وزارة التجارة، بل حتى لتدخل الغرف التجارية. وتساءل الطلاس: أين اتفاقيات هذه الشركات مع المزارعين، هل دورها إرسال مندوب إلى السوق صباحا لتجمع أكبر كمية وإعادة تغليفها فقط؟
لكن عبد الله بن محمد الوابلي مدير عام جمعية البطين التعاونية في القصيم عارض الطلاس معتبرا أن هذه الشركات "ربحية"، وليست مسؤولة عن الأشياء الأخرى. وحاول الوابلي إيجاد مبررات لها كونها لا تلتزم بنشاطها الأساسي وكونها محسوبة على القطاع الزراعي، لافتا إلى أن بعض الشركات تتورط في شعارات قبل انطلاقها في الوقت الذي يجب أن تحدد مسبقا هدفها بالربح المادي لخدمة مساهميها وليس أي شيء آخر.
وأشار الوابلي الذي يعد من رائدي العمل التعاوني خاصة في مجال الزراعة، إلى أن دور مساعدة المزارعين والالتزام بالشعارات المعلنة هو دور الجمعيات التعاونية وليس الشركات، مبينا "هي تجمع أموال وليس أفراد" بعكس الجمعيات التي تعد تجمع أفراد (المزارعين) وليس أموالا – على حد تعبير الوابلي.
من جانبه قال خالد بن عبد المحسن الباتع رئيس الجمعية التأسيسة لجمعية مزارعي حائل (تحت التأسيس) إن شركات التسويق الزراعي تفوت فرصا ذهبية بعدم التعاون مع المزارعين مباشرة وإبرام عقود تضمن تدفق المنتجات الزراعية بمواصفات عالية على مدار العام. وشدد الباتع على أن ترك هذه الشركات الأمر لجمع الكميات المطلوبة من السوق من دون التنسيق المسبق والمدروس ليس في صالح الشركات والمزارعين على حد سواء. وبين أن بقاء المزارع في مزرعته متفرغا للإنتاج هو الوضع الطبيعي، لكن في الوقت ذاته (والحديث للباتع) على الشركات منطقيا العمل على تجويد عملها التسويقي وتوفير منافذ تسويق مبتكرة للمزارعين في كل الأوقات. وفيما يتعلق باتجاهها إلى توفير مستلزمات إضافية مثل حفائظ الأطفال أو المناديل والمرطبات، قال الباتع: في الأصل دور هذه الشركات الأصلي خلق صورة ذهنية لدى المستهلك تبين رسالتها كونها متخصصة في توفير المنتجات الزراعية المأمونة والصحية، وليس التحول إلى سوبر ماركت أو دكان يجد فيه الزبون كل متطلباته. وبين أنه من خلال تجاربه مع المستهلكين فإن الأغلبية لديها الرغبة في التوجه إلى مكان متخصص في تسويق المنتجات الزراعية المضمونة والمعروفة المصدر بدلا من التسويق إلى أسواق الخضار التقليدية خاصة في المدن الكبيرة التي يتردد أن في أسواقها منتجات تزرع في مزارع غير نظامية.