خلافات ألمانية حول تخفيض مخصصات صندوق رعاية الورثة
حذرت الرابطة الاجتماعية الألمانية من تخفيض مخصصات صندوق التقاعد لرعاية ورثة المتوفى، وطالبت بالإبقاء على وضع مستقر لهم في هذا المجال. وقال (أدولف باور) رئيس الرابطة الاجتماعية أنه لا يجب المساس بمخصصات التقاعد الخاصة بالأرامل وأضاف: "إن من يطالب بتخفيض تقاعد أهل المتوفى، كمن يحاول اجتثاث جذور نظام التأمين الاجتماعي برمته. وترفض الرابطة الاجتماعية حملة بيرت روروب مستشار الحكومة ورئيس الهيئة الاستشارية لمتابعة التطور الاقتصادي في ألمانيا.
وتقول الرابطة إن تخفيضات في هذا الشأن غير ضرورية و لا يبررها ارتفاع نسبة مساهمات التقاعد من الناحية النظرية في عام 2020 إلى أكثر من 20 في المائة.
ويطالب روروب بتخفيض التقاعد للأرامل من الرجال والنساء بصورة كبيرة. وأوصي (روروب ) في تقريره الذي نشر في صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية الاقتصادية المتخصصة بضرورة إدخال إصلاحات لتجنب حدوث انفجار في مساهمات التقاعد ونوه إلى أن رجال السياسة لا يجب أن يتهربوا من إصلاح آلية رعاية أهل المتوفى.
ويرى روروب أن قيمة الأموال المخصصة لتقاعد أهل المتوفى ينبغي ألا تكون مرتبطة بقيمة تقاعد المتوفى نفسه بقدر ما يجب أن تكون حسب حاجة أهل المتوفى. وتقدر هذه المبالغ حالياً بنحو 40 مليار يورو، أي حوالي خمس نفقات التقاعد. ولكن هذا المبلغ يمكن أن يتقلص في حالة كانت الأموال للمتقاعدين الجدد موجهة حسب الحاجة.
ويقول الكساندر جونكل عضو الإدارة الرئيسية للجمعية الاتحادية لرابطات أصحاب العمل الألمانية ورئيس رابطة التأمينات التقاعدية الألمانية إن أصحاب العمل أيدوا ودعموا تقديم الأموال حسب الحاجة. وحسب رأي روروب فإنه يتوجب تمويل تقاعد أهل المتوفى من الضرائب بشكل أفضل، وذلك لأن الأمر يتعلق بنشاطات وأعمال اجتماعية. من جانبه أكد أدولف باور رئيس الرابطة الاجتماعية أن من يقيس مطالب التقاعد على حاجة أهل المتوفى وحدها فقط، يخفض من مرتبة التأمين التقاعدي القانونية إلى تأمين ضد الفقر. وهذا يمكن أن يعمل على إزالة الثقة بالتأمين التقاعدي. وتتم في الوقت الراهن عمليات دقيقة لاحتساب الدخل الخاص بتقاعد الأرامل. وبعد خصم مبلغ تطوعي، يمكن احتساب نسبة 40 في المائة من الدخل أو التقاعد الخاص بالشخص المعني. وعدا عن ذلك، فإن تقاعد الأرامل في نطاق الإصلاحات التي جرت في عام 2001 تم تخفيضه من 60 في المائة إلى 55 في المائة.
والحقيقة هي أن المبالغ المخصصة لتقاعد الأرامل أصبحت متدنية جداً. وكان مبلغ الدفع للتقاعد بالمتوسط في نهاية 2004 نحو 553 يورو في غرب ألمانيا، و562 يورو في شرق ألمانيا. وإن المرء لا يمكنه الاستغناء عن تقاعد أهل المتوفى مستقبلاً، ولا تزال له وظيفة مهمة هي تسوية وتعويض الظلم اللاحق منذ عقود طويلة بالنساء اللائي يقمن بالأعباء الأسرية و المنزلية.