حرب أسعار بين شركتين إماراتية وسنغافورية للفوز بصفقة "بي. آند. أو" البريطانية

حرب أسعار بين شركتين إماراتية وسنغافورية للفوز بصفقة "بي. آند. أو" البريطانية

حالة من الترقب الشديد تسيطر على دوائر المهتمين بقطاع النقل البحري والموانئ في العالم وبخاصة في محور لندن، دبي، سنغافورة، الذي يشهد منافسة ضارية من أجل الفوز بصفقة شراء شركة بي. آند. أو البريطانية. وهذه الشركة واحدة من أقدم شركات إدارة الموانئ والنقل البحري في
العالم وتتنافس عليها مجموعة موانئ دبي العالمية و"بي. إس. إيه السنغافورية".
وكانت البداية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عندما قدمت مجموعة موانئ دبي العالمية عرضها لشراء الشركة البريطانية في ظل ترحيب من جانب مجلس إدارة "بي. آند. أو"، ولكن "بي.إس.إيه" قدمت عرضا تزيد قيمته على عرض دبي فمالت الكفة ناحية الشركة السنغافورية قبل أن تعيد مجموعة موانئ دبي الكرة وتزيد قيمة عرضها. والآن يترقب المحللون الخطوة المقبلة من جانب الشركة السنغافورية حيث لا يستبعدون أن تتقدم الشركة بعرض جديد في اللحظة الأخيرة يتجاوز قيمة عرض دبي من أجل الفوز بهذه الصفقة المثيرة.
وتدير "بي. آند. أو" 29 ميناء حاويات في 16 دولة، وهي كما يقول تقرير مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني والاستثماري، آخر شركة عالمية كبيرة في مجال إدارة الموانئ مطروحة للبيع وهو ما يجعلها هدفا مهما للشركات التي تسعى إلى احتلال مكان الصدارة في هذا القطاع سريع النمو. وأضاف التقرير أن هذه الشركة ستكون جائزة كبيرة بالنسبة للفائز بالصفقة.
وكانت "بي. آند. أو" قد أعلنت منذ أسبوعين في بيان رسمي زيادة عرض مجموعة دبي إلى 3.9 مليار جنيه استرليني ( 6.9 مليار دولار أمريكي) مقابل عرض "بي. إس. إيه" الذي تبلغ قيمته 3.7 مليار جنيه استرليني.
كما قررت إدارة الشركة البريطانية تأجيل موعد عقد اجتماع الجمعية العمومية غير العادية للمساهمين لاختيار عرض الشراء إلى 13 شباط (فبراير)، الأمر الذي يشير إلى إمكانية اشتداد حرب الأسعار بين الشركتين الإماراتية والسنغافورية.
غير أن "بي. إس. إيه" لم تقدم حتى الآن أي عرض جديد ردا على عرض دبي الذي زاد عن عرضها الأول بنسبة 5 في المائة. ويزيد السعر الذي تعرضه دبي بنسبة 76 في المائة عن سعر سهم الشركة البريطانية في 27 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وقبل الإعلان عن خطط مجموعة دبي لشرائها.
ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ دبي العالمية قوله إن العرض الجديد لشركته يؤكد حرصها على شراء "بي. آند. أو" وهي رابع أكبر مشغل موانئ في العالم.
أما رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونج فقال في وقت سابق إن شركة "بي إس إيه انترناشونال" السنغافورية لإدارة الموانئ "تدرس بعناية كيف ترد على" عرض ميناء دبي الذي يعد أكبر عرض عالمي في الحرب الدائرة لشراء مجموعة "بي آند أو" البريطانية للموانئ والعبارات واصفا عرض شركة بلاده بأنه قرار صائب.
وكسر لونج حاجز الصمت متحدثا مع فريق عمل شركة "بي. إس. إيه" في أول يوم من العام الصيني الجديد حول عرض موانئ دبي الذي قدم يوم 29 كانون الثاني (يناير) الماضي الذي بلغ 520 بنسا للسهم لينتزع بذلك الصفقة بعرض جديد يقيم الشركة بمبلغ 3.9 مليارات جنيه استرليني (6.9 مليار دولار).
وقبل أربع وعشرين ساعة فقط كانت مجموعة "بي. آند. أو" قد أيدت
عرض "بي. إس. إيه" الذي يبلغ 3.7 مليارات جنيه استرليني أو ما قيمته 470 بنسا للسهم. وبالتالي رفضت المجموعة البريطانية عرض الشركة السنغافورية وقبلت بعرض موانئ دبي لتنضم بذلك إلى المساهمين الذين من المقرر أن يصوتوا في 13 شباط (فبراير) الجاري.
ورغم اقتراب موعد التصويت النهائي على عرض مجموعة دبي فإن محللين يرون أن حرب الأسعار بين الشركتين المتنافستين بدأت بالفعل وأن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد تصعيدا جديدا في ضوء القيمة الاستراتيجية لأصول الشركة البريطانية والتي يسيل لها لعاب الشركتين الإماراتية والسنغافورية.

الأكثر قراءة