التجربة السادسة

التجربة السادسة

الورقة الأولى:
حين يطلب مني الكتابة تجتمع في رأسي المتعب, الكثير من الأحداث والكثير من الهواجس ومن التأملات لمشوار بدأ وامتد سنين في رحلة مليئة بروعة اللون ووهج المشاعر, إنه السفر الذي لا يمل ولا تسكن فيه الأحاسيس ولا تهدأ الخيالات وتستقي زوارق الأحلام عند أي شاطئ.
هذا ... هو الفن إنه العالم المليء بالروعة والدهشة المبنية على الفطرة وهأنا أحاول أن أجمع الذكريات وأستحضر شيئا منها بين السطور.
واليوم أجمع تلك العصارات وتلك التجارب عبر المساحات البيضاء ومن خلال معرض يحيي حكاية البحر الساكن في الأعماق, إنها إحدى التجارب بل التجربة السادسة وهأنا أحمل حقائبي والكثير من لوحاتي مودعة البحر وشواطئ الشرقية متجهة إلى أعماق الصحراء تناديني روعة الرياض.
قادمة أنا أحمل البحر في أعماقي لينثر الحكايات الممزوجة في حبات الرمال لتتلاشى قطرات الرطوبة القادمة من لفحات الخليج لتذوب في جفاف الصحارى وقسوة المناخ ...
وكالآخرين ... كغيري من البشر أقصد أولئك الحالمين.
آمل ... وأرجو أن أجد لتجربتي صدى عند الآخر في ساحة تضج بزحام من العراقة ومن التقليد.

الورقة الثانية: الرسم على الجدار
إنها مهمة صعبة وأعتبرها من أمتع الأمور حين تملأ مساحات الجدار باللون المركب داخل العمل المبني لتزين مدينتنا بلمساتنا وكنت أحلم دائماً وتشدني رغبة جارفة بأن أمسك الفرشاة الكبيرة وألون الجدران والأسوار الفارغة رغم أني أعلم أن هذا الأمر مستحيل تحقيقه خاصة على امرأة.
لذلك أتمنى أن أرى فناني هذا الوطن الجميل يزينون هذه الجدران الفارغة بإبداعهم لإعطاء لمسات جمالية تعرض تراث الإنسان في هذه الأرض.

الورقة الثالثة:
متى تتوقف مثل هذه الظاهرة, ظاهرة مجموعة من مبتدئات عشقن الفن وعشقن الشهرة واعتقدن أن الفن هو مجرد مظهر أو مظاهر تبرز في إطلاق الألقاب الفارغة والمشاركات بأعمال رديئة لا تدل إلا على جهلهن بهموم الفن وحقيقته ورسالته السامية, التي ترتقي بالنفس والذوق...
لا يرتقي بالكعب العالي, والعدسات الملونة, ولا بالخصل المطلة من فوق الحاجب.

الأكثر قراءة