التقنية لمواجهة تحديات الأمة الإسلامية

التقنية لمواجهة تحديات الأمة الإسلامية

التقنية لمواجهة تحديات الأمة الإسلامية

تعد التحديات التقنية من أهم ما يواجه العالم الإسلامي اليوم، وذلك بسبب الفجوة الرقمية بين دول العالم المتقدم والدول النامية. ولعل أبرز دور للتقنية في القضايا الإسلامية ما ظهر من استخدام الرسائل الإلكترونية بمختلف أشكالها لمواجهة حملة الاستهزاء بالأمة الإسلامية ممثلة بنبيها محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كانت تلك أحد الوجوه المشرقة لاستخدام التقنية في تعزيز وحدة المسلمين تجاه مناصرة نبي الهدى عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وقد رأيت في هذه المناسبة استعراض الجوانب التقنية لبرنامج العمل العشري لمواجهة تحديات الأمة الإسلامية  في القرن الحادي والعشرين في الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامية في مكة المكرمة التي عقدت في الفترة 7 و8 كانون الأول (ديسمبر) 2005، والذي تضمن دعم توسيع التجارة الإلكترونية بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، ودعوة الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة لتعزيز نشاطها في عملية تبادل المعلومات والخبرات بين غرف التجارة في الدول الأعضاء.
أما فيما يتعلق بالتعليم العالي والعلوم والتقنية فقد تضمن برنامج العمل العشري للمنظمة تحسين وإصلاح مؤسسات التعليم ومناهجه في كافة مراحله، وربط استراتيجيات الدراسات الجامعية العليا بخطط التنمية الشاملة في العالم الإسلامي، مع إيلاء الأولوية لدراسة العلوم والتقنية وتسهيل التفاعل العلمي وتبادل المعارف فيما بين المؤسسات الأكاديمية للدول الأعضاء، وحث الدول الأعضاء على السعي إلى تعليم متميز بالجودة يعزز الإبداع والابتكار والبحث والتطوير.
وأكد المؤتمر على استيعاب المسلمين ذوي المؤهلات العالية داخل العالم الإسلامي ووضع استراتيجية شاملة للاستفادة من كفاءاتهم، والحد من ظاهرة هجرة العقول، وتكليف الأمانة العامة بدراسة إنشاء جائزة منظمة المؤتمر الإسلامي للإنجازات العلمية المتميزة للعلماء المسلمين، ودعوة الدول الإسلامية إلى تشجيع برامج البحث والتطوير، أخذا في الاعتبار أن النسبة العالمية في هذا النشاط في الدول المتقدمة هي 2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، ودعوة الدول الأعضاء إلى ألا تقل مساهمتها في هذا النشاط عن نصف هذه النسبة. وأكد أيضا على ضرورة العمل للاستفادة من النتائج المهمة للقمة العالمية لمجتمع المعلومات بتونس، التي أسهمت فيها جميع الدول الإسلامية، بصفة بناءة، بغية التقليص من الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والدول النامية. ودعوة الأمانة العامة للمنظمة إلى متابعة هذه النتائج، لتعزيز قدرات الدول الأعضاء على الانخراط في مجتمع المعرفة، بما يدعم مسيرة التنمية في الدول الإسلامية، وتشجيع المؤسسات ومراكز البحوث الوطنية الحكومية والخاصة على الاستثمار في بناء القدرات التقنية، لا سيما في مجال الاكتفاء الذاتي في استخدام التكنولوجيا المتقدمة، كالحصول على التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، إضافة إلى مراجعة أداء المؤسسات الجامعية المنتمية لمنظمة المؤتمر الإسلامي لتحسين فعاليتها ونجاعتها، والدعوة إلى المساهمة في الوقفين المخصصين للجامعتين في النيجر وأوغندا، وتقديم الدعم إلى الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، ودعوة الدول الأعضاء إلى تعزيز الدعم للجامعة الإسلامية للتكنولوجيا في بنغلاديش بغية تمكينها من زيادة مساهمتها في بناء قدرات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي عن طريق تنمية الموارد البشرية.
وحث البنك الإسلامي للتنمية على تعزيز برنامجه للمنح الدراسية للمتفوقين والتقانة العالية الهادف إلى تطوير القدرات والإمكانات العلمية والتقنية والبحثية لدى العلماء والباحثين في الدول الأعضاء.
ولمواجهة الفجوة التقنية في المجالين الاقتصادي والعلمي فإنه يتعين على الأمة تحقيق مستويات أعلى من التنمية الاقتصادية، نظراً لما يزخر به العالم الإسلامي من موارد اقتصادية وطاقات هائلة، وذلك عن طريق إعطاء الأولوية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجارة البينية والتخفيف من وطأة الفقر في دول منظمة المؤتمر الإسلامي خاصة الأماكن المتضررة من الصراعات، ومعالجة القضايا المرتبطة بالعولمة والتحرير الاقتصادي والبيئة والعلوم والتقنية.

الأكثر قراءة