زيادة معتدلة في الاستهلاك العالمي من الطاقة مقابل التراجع الألماني
قللت ألمانيا من معدلات استهلاكها للطاقة في عام 2005 وذلك بسبب ارتفاع أسعار النفط والغاز. وأفادت بعض تقديرات مجموعة شركة (إكسون موبيل) العالمية للنفط أن معدلات الطلب والاستهلاك في ألمانيا سجلت تراجعا في عام 2005 يقدر بما يعادل 491 مليون طن فحم أي أنه يقل بنسبة 1 في المائة عن معدل استهلاك العام السابق.
وأظهر الألمان حساسيتهم بالأخص تجاه أسعار النفط حيث تراجع حجم الاستهلاك بنحو ثلاثة ملايين وحدة معادلة للفحم إلى 177 مليون وحدة حسب تقديرات ( إكسون موبيل). وإضافةً إلى ذلك فقد تقلص الارتفاع الواضح لاستهلاك الغاز الذي حدث في ألمانيا العام السابق حيث توقف الطلب عند 110 ملايين وحدة وهو ما يمثل 22.7 في المائة من حجم الطاقة الأساسية المستهلكة في ألمانيا. كما تراجعت حصة الفحم إلى 13.1 في المائة. بينما تمكنت طاقتا الرياح والمياه من رفع حصتيهما كمصدرين من مصادر الطاقة بنحو 7.1 في المائة.
وسجّلت أسعار البنزين المرتفعة في محطات تزويد الوقود، أعلى نسبة لها حين وصلت 1.45 يورو لكل لتر من البنزين الخاص. وأعاد سائقو السيارات التفكير في الأمر ما أدي إلى تراجع الطلب على وقود السيارات بنحو 6 في المائة أي ما يعادل 1.5 مليون طن. وبات الناس الآن يراعون عند شراء السيارات الجديدة أن تتميز بوفرة استهلاكها في الوقود كما أنهم باتوا يفضلون السيارات التي تعمل بالديزل حسب ما أشارت شركة إكسون موبيل. وبرغم الاعتقاد السائد بأن مركبات الديزل أكثر توفيراً، إلا أن مبيعات الديزل قد انخفضت هي الأخرى عام 2005 لأول مرة منذ أعوام.
وانخفض الطلب على وقود التدفئة بصورة بسيطة لأن العديد من المنازل تتجنب ملء خزانات الوقود الخاصة بها في الخريف آملة بأن تنخفض الأسعار، و لو بنسبة بسيطة. ولم تتحقق هذه الآمال خلال الأعوام الثلاثة الماضية أبداً، بل في المقابل ارتفعت معظم الأسعار، حسب ما ورد عن الخبراء في مجموعة إيكسون موبيل. وكنتيجة للأسلوب الأخير في التعامل مع خزانات وقود التدفئة، انخفض معدل التعبئة الكامل للمنازل بنحو 10 نقاط في المائة بالمقارنة مع معدل الأعوام الماضية. وارتفع خلال العام الماضي الطلب على وقود للطائرات. وما أدى إلى هذا الارتفاع، ازدهار الطيران قليل الكلفة ، ونقل مراكز طيران خدمة DHL من بروكسل إلى لايبزيج.
ويتعارض تراجع الطلب على النفط في ألمانيا مع التطوّر الدولي. وحسب بيانات جاءت عن في هامبورج، ارتفع حجم الإمدادات العالمي للنفط خلال هذا العام بنحو 1 في المائة إلى معدل قياسي بلغ 3.6 مليار طن. ويتم تزويد معظم النفط من روسيا (461 مليون طن)، ومن المملكة العربية السعودية (458 مليون طن). وتنتج الدولتان في الوقت الراهن أكثر من ربع الحجم الإجمالي لإنتاج النفط الخام. وانخفض بحدة حجم إمدادات النفط في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتفقد أوروبا في كل يوم دورها في تزويد الأسواق بالنفط بسبب تراجع حجم المخزون الاحتياطي في بحر الشمال. وحسبما أفادت دراسة نشرت في مجلة النفط و الغاز، Oil & Gas Journal وأعلنتها رابطة اقتصاد النفط MWV فقد انخفض معدل إمدادات النفط في أوروبا بنحو 9 في المائة إلى 253 مليون طن. و رغم التوسع الأوروبي في أنشطة التنقيب فإن حجم الاحتياطيات الأوروبية يتقلّص باستمرار. لكن هذه الاحتياطيات يمكن زيادتها بصورة مجدية نظراً لأسعار اليوم بنحو 8 في المائة إلى ملياري طن مما يشكل1 في المائة من احتياطيات العالم. وارتفعت الاحتياطيات العالمية هذا العام بنحو في المائة 2.5 إلى 176 مليار طن، وهي أعلى قيمة حتى الآن.