تفاؤل حول نجاح جولة الدوحة بعد محادثات دافوس
أسهم لقاء وزراء التجارة خلال منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا علي زيادة فرص نجاح جولة الدوحة المقبلة المقرر عقدها مع نهاية عام 2006، واتفق العديد من القادة السياسيين الذين حضروا المنتدى على برنامج عمل طموح يشمل تجارة المواد الزراعية . كما تناولت المباحثات أيضا قضية الجمارك الصناعية، والخدمات. وتفي هذه المباحثات بمتطلبات الاتحاد الأوروبي بدرجة كبيرة رغم أن المسؤولين الأوروبيين رفضوا تقديم تنازلات في حالة عدم دخول أفضل للصناعات الأوروبية إلى أسواق الدول النامية مثل البرازيل، الهند، والصين.
وأوضح بيتر ماندلسون المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي بعد اللقاء "أن المزاج العام أصبح أفضل من ذي قبل. ونريد الآن التحدث حول جميع المواضيع، وأنا أرحب بذلك".
وإذا توجب على الاتحاد الأوروبي أن يظهر المزيد من المرونة في تجارة المواد الزراعية، فإنه بحاجة إلى حافز أو إغراء على شكل فرص سوق أفضل للصناعة الأوروبية. وتحدث روبرت بورتمان المندوب التجاري الأمريكي فوصف الاجتماع بأنه جيد, مؤكدا حدوث تغيير واضح في المواقف وقال بورتمان :"نحن ندعم الاتحاد الأوروبي ، بأن يكون هنالك إجراء جماعي". وتريد الولايات المتحدة الأمريكية ما أمكن تخفيضاً كبيراً في الجمارك الصناعية، وانفتاحاً على الأسواق في تقديم الخدمات.
ولاحظ باسكال لامي رئيس منظمة التجارة العالمية وجود موقف جديد خلال المباحثات وقال : " يعرف العديد من الدول أنه يتوجب عليها الخروج من الحصون الدفاعية في حالة توجب الانتهاء من المفاوضات خلال سنة واحدة". وإن الجولة التجارية التي بدأت قبل نحو أربع سنوات في الدوحة، من الواجب أن تصل إلى نهاياتها في بداية عام 2007 على أكثر تقدير، لأنه بعد ذلك بقليل سينتهي التفويض الزمني الممنوح للرئيس الأمريكي بخصوص انتهاء تلك المفاوضات التجارية العالمية.
ووزع لامي برنامج عمل على الوزراء يتكون من عدة صفحات يضع مواعيد ثابتة ودقيقة حتى نهاية عام 2006. وحتى نهاية شهر نيسان (أبريل)، ينبغي تحديد النسب المئوية الدقيقة لتخفيضات الجمارك على السلع الصناعية والزراعية التي كان من المفروض أصلاً إعدادها قبل شهر من الاجتماع الرئيسي الذي عقد في ( هونج كونج ) . وحتى صيف عام 2006، ينبغي أن تقدم عروض لفتح أسواق أخرى للخدمات، غير أن العروض كانت لغاية الآن ضئيلة للغاية.
كما أنه لم يتم تثبيت مواعيد لاجتماعات وزارية أخرى لغاية الآن على الرغم من أنه كان واضحاً بالنسبة للدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية التي يبلغ عددها 149 دولة، أن مثل هذه القرارات السياسية الصعبة تحتاج إلى مثل تلك الاجتماعات.
من جانبه أثار ( جوردن براون ) وزير المالية البريطاني خلال منتدى دافوس مسألة عقد مؤتمر قمة كانت البرازيل قد اقترحته في السابق. وأثناء المناقشة في منتدى الاقتصاد العالمي الذي عقد بعد لقاء الوزراء. واستمر زعماء الدول الصناعية والدول المتقدمة في مناوراتهم التكتيكية التي عملت على تأجيل الجولة لغاية الآن. ولم يعط كل من أموريم وزير الخارجية البرازيلي و كمال نات ) وزير التجارة الهندي اللذين يتحدثان باسم مجموعة العشرين التي تضم دولا نامية أية مؤشرات حول تخفيضات الجمارك في السلع الصناعية، أو توقيت تقديم ذلك. وتنتمي الصين إلى هذه المجموعة كذلك، وستتدخل مستقبلاً في محادثات منظمة التجارة العالمية بشكل أقوى. ولكن بكين لا تتبنى الاقتراح البرازيلي، وتتحفظ إزاء ذلك لغاية الآن. وحقيقة الأمر هي أن البرازيل كانت قد عرضت تخفيضاً بشكل مسبق بنسبة 50 في المائة، إلا أن هذا التخفيض يتم احتسابه ضمن حدود الجمارك العالية في منظمة التجارة العالمية، أي أنه يمكن ألا يخفض بالفعل الجمارك الحقيقية. ولذلك، فإن ماندلسون أشار إلى أن ذلك على أساس أنه امتياز غير ذي قيمة. ويتوقع المراقبون أن الاتحاد الأوروبي، والدول الثلاث الكبرى السائرة في طريق النمو الصين، الهند، والبرازيل)، ستقوم أولاً بإنجاز تسويات في محادثات ثنائية قبل عرض ذلك في جولة الدوحة. ومثل هذه المحادثات كانت قد أجريت سابقاً في دافوس، واستمرت لفترة أطول من لقاء الوزراء.