مواطنات: العمل المهني علمنا سبل التواصل السليم مع الآخرين

مواطنات: العمل المهني علمنا سبل التواصل السليم مع الآخرين

مواطنات: العمل المهني علمنا سبل التواصل السليم مع الآخرين

تغيرت حياة الكثير من السعوديات غير الحاصلات على مؤهلات دراسية عالية منذ أن فتحت أبواب العمل المهني لهن في الوقت الذي استقطبت فيه بعض المصانع باتفاق مع مركز التدريب والتوظيف بجمعية النهضة عدد كبير من السعوديات غير الحاصلات على مؤهلات دراسية عالية لتمنح لهن الفرصة في الدخول إلى سوق العمل السعودي وإثبات الذات. واستعرضت شريحة كبيرة من العاملات السعوديات في المصانع لـ"الاقتصادية" تجاربهن الناجحة للعمل في المجال المهني وتأثير ذلك عليهن ليس من الناحية المادية فحسب ولكن نتائج العمل اتضحت على طريقة التخاطب والتواصل السلوكي.
تقول إحدى العاملات في مصانع سعد الدين للحلويات إن التغيير الذي حصل في حياتها منذ أن التحقت كان واضحا سواء من النواحي المادية أو الاجتماعية، وأكملت قائلة:" اختلفت حياتي تماما بعد العمل المهني في المصنع حتى على مستوى التعامل الاجتماعي مع أهلي وأقاربي حيث أصبح لدي قدرة كافية على تقدير واكتساب الآخرين واحترام الوقت، كما أنني أصبحت أستطيع التخاطب مع الأشخاص بأسلوب أكثر إقناعا في حين أتاح لي العمل فرصة كبيرة جدا لكي أثبت وجودي في المجتمع حيث إنني لم أكن أتوقع أنني سأبدع في العمل في مجال تصنيع الحلويات، كما أن الدورات التي تلقيناها من مركز التدريب الملحق بالمصنع، في حين أن تزويدنا بكتيب خاص بالموظفات والموظفين بمجرد التحاقنا بالعمل والذي يعطينا نبذه عن الشركة ويتطرق كذلك إلى أمور تتضمن بعض التوجيهات العملية الإيجابية، في حين يحتوي هذا الكتيب كذلك على خطوات مهمة لإجراءات السلامة، إضافة إلى فوائد الانضباط في العمل والسلوكيات السليمة التي لا بد أن تتبع من قبل كل موظفة وموظف ويعد بمثابة المرجع، خاصة أنه يبين لنا جميع الجوانب التي نجهلها قبل الالتحاق بالوظيفة والدخول إلى سوق العمل.
وأضافت كما أن الدورات التأهيلية المستمرة التي نتلقاها من مركز التدريب تقوم على تعليمنا أمورا كثيرة تفيدنا حتى في حياتنا الاجتماعية كما أنها تضع أمامنا خطوطا عريضة لكيفيات العمل السليم وطرق التكيف مع العمل الجديد والتوجيهات السليمة، كما أنها تتطرق إلى الكيفيات الصحيحة للنظافة الشخصية خاصة أننا نعمل في أحد المصانع الغذائية التي تحتاج إلى درجة عالية من النظافة، ليس ذلك فحسب بل تعتبر الدورات التي تعطى من قبل مركز التدريب مؤثرة في السلوكيات وطريقة التغيير كدورة الموظف الناجح التي تحقق الاتصال الفعال مع الآخرين والانسجام مع الزملاء وتحقيق الواجبات المهنية والسلوكية.
ووافقتها الرأي موظفة أخرى في المصنع ذاته قائلة :"العمل في المجال المهني لي آفاق جديدة وطور قدراتي المنزلية حتى أنه جعلني ماهرة في فنون الطبخ.
في حين استطلعت "الاقتصادية" آراء بعض النساء الكبيرات في السن حول المشروع المقترح تنفيذه من قبل مصانع سعد الدين الذي يستقطب عددا من كبيرات السن البارعات في عمل الحلويات والمأكولات الشعبية التي تتميز بها المناطق المختلفة في المملكة، حيث قالت أم علي العسيري:" لدي خبرة كبيرة في عمل جميع المأكولات الشعبية التي تتميز بها المنطقة الجنوبية من بلدنا كعمل حلا (العريكة) التي يوضع عليها العسل وتؤكل خاصة في فصل الشتاء لأنها تبعث الدفء وأتمنى أن التحق بمصنع سعد الدين لأعمل هناك.
أما طرفة السحيباني (50 سنة) فغمرتها الفرحة عندما علمت بالمشروع الذي يستقطب النساء الكبيرات في السن للقيام بعمل أنواع الحلويات والمأكولات الشعبية وقالت: بعد أن تزوجت بناتي الثلاث جلست وحيدة في منزلي ومن شدة حبي لعمل أنواع المأكولات الشعبية أقوم يوميا منذ الصباح الباكر لأطبخ مأكولات منوعة بكمية كبيرة فأرسلها لجاراتي وبناتي الثلاث، حتى أنني أطلب منهن في بعض الأحيان ألا يقمن بطبخ وجبة الغداء لأنني سأبعث لهن ما يكفيهن، وبصراحة غمرتني الفرحة عندما أخبرني أحد أبناء جاراتي أن هناك مصانع غذائية تطلب النساء الكبيرات ليقمن بطبخ المأكولات الشعبية وأتمنى أن أكون منهن لكي أقضي وقت فراغي وأنا مستعدة لتطبيق أي أنظمة بدون مخالفات.

الأكثر قراءة