فورة الأسهم تقلص حجم الاستثمارات في شركات المقاولات ومواد البناء

فورة الأسهم تقلص حجم الاستثمارات في شركات المقاولات ومواد البناء

أكدت لـ "الاقتصادية" مصادر في شركات المقاولات ومواد البناء, أن سوق الأسهم عرقلت حركة البناء في السوق السعودية، وأدت إلى تضخم المخزون السلعي لديها، إضافة إلى ارتفاع أسعار الحديد في الأسواق العالمية نتيجة زيادة الطلب عليه. وأوضحت أن المستثمرين كانوا يتجهون سابقاً إلى الاقتراض من البنوك للبناء العمراني، بينما في الفترة الأخيرة ومع فورة الأسهم المحلية أصبح الاقتراض بغية المتاجرة في الأسهم المحلية والخليجية.
من جانبه، قال محمد بن جبير المدير العام لشركة المنتجات الفولاذية المحدودة إن أسعار مواد البناء مثل: الحديد، الخشب، الأسمنت، وغيرها ارتفعت في الفترة الأخيرة، مقارنة بانخفاضها نسبيا في بداية 2005 نظرا لتراجع الطلب عليها. ولفت إلى أنه من الطبيعي حدوث تضخم في المخزون وقلة الطلب بسبب توجهات بعض المستثمرين العقاريين إلى سوق الأسهم المحلية بحثا عن الثراء السريع في الأسهم، مشددا على أن تاجر التجزئة وأصحاب الاستثمارات العقارية من أكثر المتضررين من الركود الحاصل في السوق حاليا.
وكشف أن المصانع التي تمارس نشاط التصنيع بأنواعه ليست متضررة من الركود والانخفاض في الأسعار منذ بداية العام الماضي، مرجعاً ذلك إلى أن حركة التصنيع تجد إقبالا عليها من داخل السعودية وخارجها.
وفي السياق ذاته، أشار المهندس رائد المديهيم المدير العام لشركة المهيدب لمواد البناء إلى أن الارتفاع كان في المنتجات الحديدية عامي 2004 و2005 بسبب العوامل الخارجية والطلب المتزايد عليها، مؤكداً أن الحديد تتحكم فيه الأسواق العالمية لا المحلية.
وبيّن أن الأسعار في الفترة الحالية مستقرة بشكل عام، وأن جميع ممارسي النشاط البنائي متضررون من ارتفاع الأسعار، إذ إن المخازن مليئة بالمنتجات السلعية، وكثافة المخزون أدت إلى تضخم في الشركات لضعف الطلب عليها في الآونة الأخيرة.
وألمح إلى أن سوق الأسهم المحلية أدت إلى عزوف المستثمرين عن مواد البناء، مؤكداً أن التوجه الكبير للعقاريين إلى سوق الأسهم خصوصاً في الآونة الأخيرة يعود إلى عوائد الأسهم المجزية عن الاستثمار العقاري. ودلل على ذلك بالقول إن رجال أعمال العقار كانوا قبل فورة الأسهم يبنون مخططات كاملة لكن ذلك تقلص إلى حد كبير.
ورأى أن العام الجديد فيه آمال كبيرة لمواد البناء، متوقعا أن تكون الأسعار معتدلة، خصوصاً أن قوة إيرادات الدولة ستسهم في إكمال البنية التحتية.
من جهته، بيّن علي الحارثي مدير المنطقة الوسطى لشركة المهيدب لمواد البناء, أن أسعار مواد البناء متذبذبة وغير مستقرة وتراوح أسعارها بين فترة وأخرى، مؤكداً أن الحديد الصناعي، المواسير، الفوارغ، والصاج الأسود، على سبيل المثال لا للحصر شهدت انخفاضا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة بسبب تراجع الطلب عليها، موضحاً أن حديد التسليح ثابت ولم تتغير الأسعار منذ بداية العام الماضي.
وبرر انخفاض الأسعار في الفترة الأخيرة لقلة الطلب وزيادة المخزون، مفيدا أن مدة مخزون الشركة نهاية كل عام تنخفض أسعارها. وأرجع ذلك إلى التخلص من باقي المخزون نهاية المدة لوضع استراتيجية جديدة لبداية العام المقبل. إلا أنه أكد أن الدهانات لم تتراجع أسعارها، فالإقبال عليها كثير، ما يؤدي إلى زيادة استهلاكها بشكل أو بأخر، ويعد هذا الصنف من مواد البناء الأكثر استهلاكا، ولم يتوقف إطلاقا الطلب عليه منذ بداية العام الجاري.

الأكثر قراءة