معايير أوروبية صارمة للحد من عوادم السيارات الملوثة للبيئة
معايير أوروبية صارمة للحد من عوادم السيارات الملوثة للبيئة
لم يكن الارتفاع الذي سجل في نسبة التلوث ليلة الاحتفال بحلول العام الجديد في أجواء العديد من المدن الكبرى – لم يكن بسبب ازدحام حركة السير وعوادم السيارات بقدر ما كان بسبب إطلاق الكثير من الأعيرة والألعاب النارية في سماء تلك المدن احتفالاً بحلول عام 2006.
ولكن على كل الأحوال فإن صناعة السيارات ترزح ومنذ عام تقريباً تحت ضغطٍ كبير لتعمل على زيادة تنقية العوادم ويتم في أوروبا بالفعل ومنذ عام 2005 تطبيق الاتجاه الذي تبنته دول الاتحاد والذي يقضي بسحب ترخيص السيارة إذا تجاوز قيمة ما تنفثه من عوادم الحد الأقصى والذي يعادل 50 مايكرو جرام من دقائق الغبار الملوثة لكل متر مكعب من الهواء خلال فترة زمنية 35 يوماً من أيام السنة.
وبهذا حققت شركات فلاتر الوقود والعوادم في الآونة الأخيرة سوقاً رائجة ً بين عشية و ضحاها حيث لا يوجد سوى ثلاث شركات على مستوى العالم تصنع المصافي الدقيقة والتي تتطابق في مواصفاتها مع السيارات الجديدة وهي شركات:
إبيدين Ibiden في اليابان وشركة فاوريسيا & سانت جوبين Faurecia &Saint-Gobain في فرنسا وشركة بوش Bosch الألمانية و التي تفرض نفسها بقوة في سوق الفلاتر والمرشحات.
وتحمل المحولات التحفيزية منذ أوائل التسعينيات مسؤولية تنقية الغاز الصادر عن عوادم محركات السيارات. واستفادت شركات تزويد المركبات من هذه التقنية بصورة ضخمة، ومنها الشركة الأمريكية إنجلهارت، Engelhard، والتي قدّمت عرض ضم يُقدّر بالملايين لمجموعة شركات BASF، حيث تشهد أسعار أسهمها اليوم ارتفاعاً واضحاً. وتكرّس شركة إنجلهارت لتصنيع المحولات التحفيزية اليوم جهودها على مجال تصنيع المرشحات والمصافي المفلترة للعوادم.
وليست وحدها دول أوروبا، وأمريكا التي تعمل على تشديد معايير نفث الغازات الملوثة. بل إن الدعوة شملت أيضا الدول النامية التي دعت حكوماتها إلى تحسين قوانين حماية المناخ. ويبدو أن الساسة دائما ما يشيرون إلى صناعة السيارات على أنها العدو الأول للبيئة.
ويتقدم كل من فرنسا وألمانيا في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنّب إصدارات الغبار الدقيق الملوث والذي يمكن في أسوأ الأحوال أن يكون أحد أسباب ظهور أورام سرطانية للإنسان وألزمت صناعة السيارات الأوروبية نفسها حتى عام 2008 في تقليل نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون نحو 25 في المائة، إلا 140 جراماً لكل كيلو متر من القيادة. ولا يمكن تحقيق هذا الهدف إلى في حالة تقليص الحجم الاستهلاكي من مواد الطاقة، وبهذا تتميز السيارات التي تعمل بوقود الديزل، عن السيارات التي تعمل بالبنزين.
وأعلنت الحكومة الألمانية عن دعم مالي لخطط إقامة مصانع لإنتاج فلاتر تنقية وقود الديزل، الأمر الذي أضاف قيمة أخرى إلى نظام الترشيح. حيث لم يكن من المتوقع أن تشهد صناعة المصافي هذا القدر من الازدهار. ويكثر الحديث في هذا القطاع بين شركات التزويد عن مشاكل في السعات. وتبلغ نسبة مركبات الديزل المهيأة بمصاف ترشيحية دقيقة في ألمانيا واحدة إلى اثنتين. وتضاعف حجم المصافي في الترخيصات الجديدة لشهر تشرين الثاني (نوفمبر)، حسب بعض المعلومات التي وردت عن رابطة صناعة السيارات، VDA، الألمانية، إلى نحو 64 في المائة. وتستفيد شركات إنتاج الأنظمة والقطع من حركة الطلب المتزايدة تلك بصورةٍ خاصة.