التدريب والتأهيل قلَّص التميز في العمل بين المرأة والرجل

التدريب والتأهيل قلَّص التميز في العمل بين المرأة والرجل

التدريب والتأهيل قلَّص التميز في العمل بين المرأة والرجل

لا ينكر أحد الدور الذي لعبته الاتحادات العربية والغرف المشتركة، في تعزيز العلاقات الاقتصادية العربية وفتح آفاق استثمارية جديدة ومجالات وفرص أوسع للقطاع الخاص والمستثمرين العرب.
وبالرغم من كل الانتقادات التي توجه إلى هذه المؤسسات، وما يتردد من أنها فشلت في تحقيق أهدافها، وبالرغم من أن عددها يتعدى 35 اتحاداً نوعياً، إلا أنها حتما حققت إنجازات نحو تحقيق إقامة السوق العربية المشتركة.
"المرأة العاملة" التقت رئيسة أحدث هذه الاتحادات الذي يحتل رقم 34 في قائمة الاتحادات النوعية التابعة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وهي هدى يس رئيسة اتحاد المستثمرات العربيات، وتناولت في الحوار سبل تطوير أداء سيدات الاعمال العربيات.

ما طبيعة اتحاد المستثمرات العربيات، وكيف تأسس؟

تم تأسيس اتحاد المستثمرات العربيات في نهاية العام الماضي ديسمبر 2004 بهدف خلق كيان عربي فاعل للمستثمرات العربيات، ويبلغ عدد العضوات المؤسسات 60 عضوة يمثلن 12 دولة عربية هي: السعودية والإمارات والبحرين والأردن وليبيا وسوريا ولبنان، وتم اختيار مصر كدولة المقر.

هل الاتحاد خاص بالمرأة العربية، وهل هناك تعارض بينكم وبين اتحاد المستثمرين العرب ؟

لا يوجد بيننا وبين اتحاد المستثمرين العرب أي تعارض، بل هناك تعاون مشترك، ولكل منا برنامجه الخاص. فالمرأة الآن أصبحت قادرة على اقتحام أي مجال، والدور الاقتصادي للمرأة أصبح يتنامى بشكل كبير في كل الدول العربية.

ما الهدف من تأسيس الاتحاد؟

لاشك أن قيام السوق العربية المشتركة هو أهم أهداف هذا الاتحاد وحلمه الأول، خاصة في ظل المتغيرات العالمية وسيطرة القطاع الخاص علي السوق العالمية. لكن هناك أهداف أخرى كثيرة أهمها زيادة حجم التبادل التجاري بين الدول العربية بما يتناسب مع إمكاناتها، وزيادة حجم الاستثمارات المشتركة، وإبراز دور المرأة في عالم الاقتصاد وتشجيعهن على دخول سوق العمل بجرأة، واقتحام مجالاته كافة، إضافة إلى زيادة حجم التعاون المشترك في مجالات التنمية البشرية والتمويل والصحة والزراعة والتجارة، والإسهام في تطوير الصناعة العربية لتحقيق مساهمات أكثر في الناتج القومي والعمل على تنمية العلاقات التجارية لمواجهة التكتلات الخارجية.

هل هناك إمكانية لإنشاء السوق العربية المشتركة حاليا؟

السوق العربية المشتركة أصبحت واقعاً فرض علينا نتيجة للمتغيرات الدولية، فهي أصبحت خياراً استراتيجياً لا يمكن التنازل عنه، والدول العربية مطالبة بتنفيذ ذلك حتى تستطيع مواجهة أعباءها المتزايدة، فالوقت الآن مناسب تماما للاستفادة من الإمكانات والثروات الضخمة التي تمتلكها الدول العربية.

ماذا عن المرأة العربية ودورها في ذلك؟

في الحقيقة هناك تغير كبير في وضع المرأة عربيا، فسيدات الأعمال في الوطن العربي أصبحن يقتحمن كل مجالات العمل بالرغم من الظروف الصعبة التي يواجهنها وتغير الثقافات.

ماذا عن التمكين الاقتصادي للمرأة وانخفاض دورها في النشاط الاقتصادي؟

المرأة العربية ما زالت تعاني من مشاكل كثيرة، وبالتالي فإن دورها في الاقتصاد لم يتعاظم فجأة فهي تعمل جاهدة للوصول إلى ذلك، وهناك سيدات أعمال ناجحات وهناك مجالات عمل جديدة أصبحت تفتح أبوابها للمرأة، وهذا يعني أن هناك تغيرا حدث، فالتميز في العمل بين المرأة والرجل انحصر بشكل كبير وعمليات التدريب والتأهيل، وأصبح ذلك متاحاً الآن أمام المرأة التي لديها الإصرار لتعلم الكمبيوتر والتكنولوجيا، غير أنها تحتاج إلى مساندة أكثر من الحكومات العربية.
ونحن كاتحاد مستثمرات نقدم كل الدعم لأي مستثمرة ولدينا خبرات وكوادر نشيطة وفعالة لديها طموحات كبيرة.

ماذا عن مناخ الاستثمار العربي والمشاكل التي تواجههم كمستثمرات؟

تغير مناخ الاستثمار في الوطن العربي عما كان عليه، فهناك إصلاحات اقتصادية تمت في كل الدول العربية من ضرائب وجمارك وتسهيلات وحوافز، وكلها تساعد على زيادة حجم الاستثمارات المشتركة.

هل المرأة العربية بصفة عامة أصبحت مهيأة لدخول سوق العمل بكل أنواعها؟

نعم المرأة العربية مؤهلة ولديها إمكانات كبيرة ورؤى اقتصادية فعالة، لكنها تحتاج إلي المساندة والإصرار على اقتحام أصعب المجالات، فتحرر المرأة من كل القيود الداخلية سيساعدها بشكل كبير على تحقيق نجاحات كبيرة في سوق العمل، فهناك مصدرات ومستوردات وأصحاب مصانع وروش، ولا يوجد الآن مجال لا توجد فيه امرأة عربية بما في ذلك البورصة وأسواق المال والعقارات.

ماذا عن السعودية والتطورات الكبيرة التي تحدث فيها بالنسبة للمرأة؟

أشعر أن هناك خطوات جادة لذلك، فالمرأة السعودية أصبحت تغزو سوق العمل بشكل واسع، وأصبح لها فكرها الخاص، واعتقد أن الفترة القادمة ستشهد تغيرا واضحا بالنسبة للمرأة السعودية التي تمتلك مميزات ومزايا نسبية كبيرة، وإصرارا واسعا على اقتحام جميع المجالات الاقتصادية والمساهمة الفعالة في النشاط الاقتصادي والإنتاج.
والمرأة السعودية مؤهلة للقيام بعدد كبير من المشروعات العربية في الفترة المقبلة, فهي أصبحت تشارك في جميع مجالات الصناعة والتجارة، وأصبحت تشارك في مؤتمرات خارجية، وأصبح لها كيان خاصا وأقسام نسائية في الغرف التجارية، ورغبة في استثمار أموالها في مجالات الاستثمار المختلفة، وكل ذلك يدل على أن الدول تشجع هذا التحول.

ماذا عن المرأة المصرية؟

المرأة المصرية أصبحت شريكا أساسيا في التنمية برغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهها في المنزل والعمل، وبالرغم من انخفاض مشاركتها في العمل السياسي والاقتصادي لأسباب معينة، إلا أن أحداً لا ينكر التقدم الذي وصلت إليه المرأة في مصر، فنحن نخوض مرحلة جديدة، وأي مرحلة لها سلبياتها وإيجابيتها.

كيف تنظرين إلى مناخ الاستثمار في مصر؟

مناخ الاستثمار في مصر شهد تغيرا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، فهناك إصلاحات جمركية وضريبية تمت، وهناك قوانين جديدة دخلت حيز التنفيذ، واعتقد أن أرقام الاستثمارات الأخيرة تكشف ذلك، ونحن كاتحاد مستثمرات نسعى إلى الاستفادة من تلك الاستثمارات في إقامة عدة مشاريع مشتركة.

الأكثر قراءة