نجاح السعوديات في المصانع يدفع الشركات إلى رفع عددهن إلى 350 عاملة خلال عام

نجاح السعوديات في المصانع يدفع الشركات إلى رفع عددهن إلى 350 عاملة خلال عام

 نجاح السعوديات في المصانع يدفع الشركات إلى رفع عددهن إلى 350 عاملة خلال عام

يتجه عدد من مديري ومسؤولي المصانع والشركات السعودية إلى زيادة عدد السعوديات العاملات بنسبة تصل إلى 50 في المائة خلال العام الجاري، عقب التجربة الناجحة التي حققتها المرأة السعودية خلال الأعوام السابقة في حين أنشأت بعض الشركات أقساما كانت تقتصر فقط على الرجال، بحكم تلاؤم طبيعة المرأة معها بينما تتجه مصانع أخرى إلى تخصيص أقسام جديدة بعد افتتاحها للنساء.وبهذا الخصوص أوضح سعيد الأكلبي المسؤول التنفيذي في الشركة العربية لتصنيع المنتجات الطبية (عناية) أن مشروع التوظيف النسائي في الشركة انطلق بإيمان القائمين على الشركة بضرورة مساهمة مؤسسات المجتمع والشركات الوطنية في توفير وخلق المزيد من الفرص الوظيفية للمواطنات المؤهلات لشغل الوظائف التي يشغلها بعض الوافدين والرغبة في الدعم الاجتماعي بشكل عام وتطوير أداء المرأة السعودية بشكل خاص والعمل على تيسير سبل التدريب والتطوير المستمر لها, إضافة إلى الرفع من مستوى أدائها في القطاعات الخدمية والإنتاجية التي تتوافق مع طبيعتها. وأبان أنه من الأسباب التي دفعت الشركة لإنشاء هذا القسم وجود 50 في المائة من الأعمال ذات الطبيعة النسائية مثل الخياطة، إضافة إلى أعمال أخرى يمكنهن القيام بها، والتي يشغلها وافدون في ظل إحجام الشباب السعودي عن العمل بها، وبدأ تنفيذ الفكرة بعد قيام الشركة بعقد اتفاقية مع جمعية النهضة النسائية الخيرية بالعمل على تنفيذ برنامج تدريبي يقوم بالإشراف علية مركز التدريب والتوظيف بالجمعية حيث يتكفل المركز باستقطاب الكوادر النسائية من المواطنات السعوديات الراغبات في العمل لتكون بذلك نسبة السعودة 100 في المائة في هذا القسم.
وأضاف الأكلبي بدأ العمل في القسم النسائي في الشركة العربية لتصنيع المنتجات الطبية (عناية) في بداية شهر أيار (مايو) لعام 2002م بـ 19 عاملة آنذاك، في العمل على خط إنتاج خياطة المعاطف الجراحية فقط، ومع بداية عام 2005 وقعّت الشركة اتفاقية تدريب وتوظيف مع صندوق تنمية الموارد البشرية لتوظيف 44 منها 40 وظيفة نسائية بهدف توسيع نشاط القسم، نفذّت الشركة 90 في المائة من هذه الاتفاقية وتم توظيف 15 خياطة معاطف جراحية، بالإضافة إلى عشر عاملات في خط إنتاج أطقم العمليات الجراحية الذي افتتح في شهر أيار (مايو) 2005، ليبلغ عدد العاملات 44 ما بين مشرفة وعاملة ومعاينة جودة، كما تمت إعادة هيكلة القسم لتوسيع المستويات الوظيفية، في حين تم استحداث وظائف مشرفات إنتاج لعدد 4 ومشرفتي خط إنتاج روعي في ذلك تقييم أداء العاملات ومؤهلاتهن وخبرتهن العملية، وقد تم فصل قسم مستقل يتولى عملية فحص ومراقبة جودة المنتجات يشتمل على (3) موظفات ومشرفة جودة. كما أن من أبرز الأمور التي استجدت خلال هذا العام هو رفع الحد الأدنى لأجور العاملات إلى ألفي ريال شهرياً بعد إعادة هيكلة القسم النسائي وتصنيف وظائفه.
 أضاف الأكلبي" يقسم النشاط الصناعي بالقسم النسائي إلى قسمين رئيسين الإنتاج، ومراقبة الجودة، ويندرج تحت قسم الإنتاج إنتاج المعاطف الجراحية بأنواعها مثل معاطف الجراحين ومعاطف المرضى والطاقم الطبي داخل وخارج غرف العمليات الجراحية، وأخرى للعاملين في المختبرات، في حين تتلخص أعمالهن ضمن قسم تصنيع وتجميع أطقم العمليات الجراحية بأنواعها المتعددة والتي يختلف تصميمها بناء على اختلاف نوع العملية فهناك (أطقم كاملة للعمليات الأساسية والعمليات الباطنية وعمليات القلب وأخرى خاصة بعمليات الأطراف وعمليات العظام، إضافة إلى عمليات الأنف والأذن والحنجرة وعمليات العيون وعمليات الولادة الطبيعية والقيصرية, بينما يتلخص العمل في القسمين الثالث والرابع بصنع أغطية المرضى داخل غرف العمليات، بالإضافة إلى أغطية خاصة بطاولات العمليات.في حين تقوم العاملات السعوديات في القسم الخاص بخياطة أغطية الأحذية الجراحية وأغطية الرأس للجراحين وأغطية الرأس للممرضات بينما يندرج تحت القسم الخامس (مجموعة المستلزمات) خياطة أغطية مخدات وأغطية أسرة المرضى وأردية العزل الخاصة إضافة إلى الضمادات الجراحية النسيجية.أما فيما يتعلق بالتدريب الذي تسعى الشركة من خلاله إلى رفع كفاءة العاملات وإكسابهن مهارات جديدة تقوم على مبدأ التدريب المستمر، فإن برامج التدريب بالشركة تشمل مرور الموظفات الجدد ببرامج التهيئة المبدئية التي يتم تزويدهن بها، ويدخلن في برامج تدريب نظري لمدة 15 يوماً يشمل شرحا مفصلا على المواد الخام الداخلة في التصنيع وطرق الإنتاج، ينتقلن بعد ذلك إلى ما يسمى التدريب على رأس العمل وذلك لمدة 12شهراً تتنقل فيها العاملة من عملية إنتاج إلى أخرى حتى تجيدها بالشكل المطلوب، وتتولى أربع مدربات مهمة التدريب وتقييم العاملات بشكل أسبوعي، في حين يتم تحديد الاحتياجات التدريبية مع نهاية كل سنة وفق تقارير الأداء السنوية لتدخل ضمن خطط التدريب العامة بالشركة. أما فيما يتعلق بتدريب الموظفات والعاملات على المهارات الأخرى وخصوصاً تعليم اللغة الإنجليزية فقد أبرمت الشركة اتفاقية تدريب من خلال افتتاح فصل لغة إنجليزية لمدة ثلاثة أشهر بدأ في شهر نوفمبر من عام 2005م وينفذه مركز التدريب بجمعية النهضة النسائية، كما تسعى الشركة من خلال خططها للسنوات المقبلة إلى الاستمرار في توسعة القسم وإدخال خطوط إنتاج أخرى من شأنها خلق فرص وظيفية متعددة ومتنوعة أمام السعوديين والسعوديات بوجه خاص داعمة بذلك خطة السعودة الداخلية بالشركة التي تجاوزت 3 في المائة خلال عام 2005 والسعي وراء توفير بيئة عمل ومناخ تنظيمي يكفل استمرارية الملتحقين بالعمل وخفض نسبة دوران العمل إلى مستوياتها الطبيعية.ومن جانبه أكد المهندس علي سعد الدين مدير مصنع سعد الدين للحلويات أن مهارة العاملات السعوديات في العمل بمجال تصنيع الحلويات والبيتوفور تفوق تماما مهارة الرجل في حين أن هذا الأمر جعل الإدارة تقوم بخطة لزيادة عدد العاملات من 58 إلى 100 عاملة, مضيفا أنه سيتم تنفيذ مشروع نسائي جديد ويتمثل في عمل الحلويات والمأكولات الشعبية حيث سيبدأ باستقطاب نساء كبيرات السن اللاتي يتميزن بمهارة عالية في عمل أنواع الحلويات والمأكولات الشعبية الشهيرة في المناطق السعودية وأشار إلى أن هذه الطريقة ستشعرهن بتحقيق الذات وخاصة أنهن يحتجن إلى عمل يملأ وقت فراغهن. وعن الدورات التدريبية التي تؤهل العاملات للعمل في مصنع سعد الدين أوضح مدير مصنع حلويات سعد الدين أنه قبل التحاق العاملات بالعمل في مصنع سعد الدين تؤهل العاملة بعدد من الدورات التي يستلزمها العمل المهني في المصانع الغذائية وتتنوع مابين الدورات التي تصب في مجال الصحة والنظافة الشخصية والعامة وارتباطها بالسلوك الصحي السليم, وأخرى تصب في الطرق الصحيحة للتعامل مع الآخرين حيث يعطي النوع الأول من الدورات الصحية للعاملات بهدف التعرف على أسباب ونتائج التسمم الغذائي ومصادره واستعراض أنواع الجراثيم التي يمكن أن تتراكم على الأغذية والعوامل المؤثرة في نموها, كما يحقق هذا النوع من الدورات مفهوم النظافة الشخصية المتعلقة بالشعر واليدين والملابس, كما توجه هذه الدورات إرشادات خاصة بالأوقات التي يتوجب فيها غسل اليدين والكيفية الصحيحة لها في حين يعرض خلال هذه الدورات فيلم وثائقي يستعرض أبرز الممارسات الخاطئة التي يقع فيها العاملون والعاملات في المصانع الغذائية بينما يوضح هذا الفيلم كذلك الممارسات الصحيحة في المصانع الغذائية. كما يصقل النوع الثاني من الدورات مهارات التواصل الكلامية وغير الكلامية التي تستخدم العين والإشارة باليدين, كما تعلم هذه الدورات طرق الإصغاء للأحاديث كما يوضح هذا النوع من الدورات مشاكل الاتصال.يستطرد قائلا: لا تقتصر الدورات التي تعطى للعاملات عند هذا الحد لأن هناك دورات خاصة تستهدف المشرفات وتعطى لتثقيفهن في مجال الإشراف الإداري الفعال حيث تتطرق هذه الدورات إلى عدة محاور وهي: الواجبات السبع للإشراف، أنواع الإشراف والمشرفين، الكيفية الصحيحة للقيادة والإشراف، القيادة والعلاقات الإنسانية مداخل الإشراف الفعال. كما تعطى دورات خاصة لكيفية إدارة الوقت وكيفية بناء فريق عمل ناجح ودورات في تحقيق السلوكيات الإدارية الناجحة.
 وفي السياق ذاته قال توفيق الديب مدير القسم النسائي في مصنع الأغطية والوسائد إن عدد العاملات السعوديات في القسم النسائي في المصنع وصل إلى 30 سعودية حيث تتلخص أعمالهن في ما يخص بخياطة الأغطية والوسائد بأحجامها و مختلف المفارش بأنواعها, إضافة إلى صنع كل المستلزمات المنزلية, وأشار إلى أنه سيزداد عدد العاملات السعوديات خلال هذا العام إلى 50 عاملة سعودية ليصبح مجموع العاملات في المصنع 80 سعودية.
يشار إلى أن دراسة للغرفة التجارية والصناعية في الرياض بينت وجود 378.595 فرصة عمل متاحة لإحلال العمالة النسائية السعودية محل العمال الوافدة, إلا أن مثل هذه الفرص متحركة غير ثابتة تتدرج من حيث قابليتها للسعودة وتوافر التأهيل المناسب ومدى قبول العمل فيها, وأكدت الدراسة الصادرة أخيرا عن مركز البحوث والدراسات في الغرفة استمرار انخفاض نسبة مساهمة المرأة السعودية في سوق العمل والتي تراوحت بين 5.1 و5.8 في المائة من مجموع الإناث السعوديات في سوق العمل، وتوصلت الدراسة إلى أن أهم أسباب انخفاض مساهمة المرأة السعودية في سوق العمل عدم توافق التخصصات التعليمية للخريجات مع سوق العمل, إضافة إلى التقاليد الاجتماعية وقلة مجالات العمل المتاحة.

الأكثر قراءة