منافسات بين الشركات اليابانية والألمانية لاحتلال قمة سوق السيارات العالمية

منافسات بين الشركات اليابانية والألمانية لاحتلال قمة سوق السيارات العالمية

هنا في ديترويت في ولاية ميتشجين في الولايات المتحدة الأمريكية، الطقس بارد والرياح تتحرك بسرعة كما هو الحال في مثل هذا الوقت من كل سنة. وفي الأيام الأولى من شهر كانون الثاني(يناير) من كل عام يقام في المدينة معرض تلتقي فيه كل قطاعات نشاط إنتاج السيارات وهو يعتبر مؤشرا للمزاج العام في هذا القطاع.
وفي معرض هذا العام في ديترويت التي تعرف أيضا بمدينة السيارات تري الرياح تتحرك بسرعة أكبر من المعتاد و تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر أكثر من المعتاد و تظهر معاناة أزمة مصنعي جنرال موتورز وفورد أيضا أكثر من المعتاد.
وتعاني الشركات العملاقة العريقة التي يوجد مركزها في منطقة نهر ديترويت من ضغوط التكاليف الضخمة للرعاية الصحية ومستحقات التقاعد. وأعلنت شركة جنرال موتورز أنها ستغلق في السنوات الثلاث المقبلة تسعة مصانع و سيتم إلغاء 30 ألف وظيفة. وفي شركة فورد ينبغي في نهاية شهر كانون الثاني (يناير) عرض خطة إعادة هيكلية مفصلة يمكن أن تحتوي كذلك على خطط إغلاق لمصانع وتخفيض عدد العاملين بشكل كبير.
وإلى جانب كل هذا فإن الحرص علي المظهر المتألق حسب أسلوب هوليوود الأمريكي المفضل لا تخفف أبدا من وطأة الأزمة فالحقيقة تقول إن هناك فائضا في الإنتاج و ضعفا في أرقام المبيعات في كل من جنرال موتورز و فورد.

أما المستفيدون من التراجع الأمريكي فهم اليابانيون. ويمكن لشركة تويوتا اليابانية لصناعة السيارات في هذه السنة أن تحل محل جنرال موتورز على قمة الهرم العالمي في صناعات السيارات. وتضع أرقام الخطة المطمئنة في الحساب أن الإنتاج سوف يرتفع بنسبة 10 في المائة، أي ومن ثم إن أكثر من تسعة ملايين سيارة تويوتا جاهزة ستطرد المنافس الأمريكي من أعلى السلم.
كما أن المصنعين الألمان يسعون لإثبات وجودهم بقوة في معارض السيارات بحصة سوق تصل نسبتها إلي 10 في المائة من سوق السيارات في أمريكا الشمالية. كما أن أرقام البيع الحالية تعزز أحياناً من توقعات النمو المتفائلة. وحققت شركتا بي إم دبليو BMW وأودي Audi الألمانيتين لصناعة السيارات معدلات بيع جديدة كما سجلت شركة بورش Porsche ارتفاعاً جديدا في مبيعاتها رغم القلق في البداية من استيعاب الأسواق لطراز سيارة الأراضي الوعرة Cayenne.
وبالنسبة لشركة مرسيدس- بنز فعليها أن تتحمل نقصا خفيفا في المبيعات.أما شركة فولكس فاجن فإن وضعها حالياً سيئ بشكل واضح حيث عانت بعد أزمة 2004 مرة أخرى من انتكاسة ووجب عليها تحمل خسائر بمليارات الدولارات في السوق الأمريكية مرة أخرى .وقبل أسابيع قليلة اتخذ رئيس شركة فولكس فاجن قرارا ضروريا بوقف إنتاج و بيع طراز السيارة الفاخرة Phaeton في السوق الأمريكية.
ومن غير المنتظر أن تقترب لحظة النهاية لكل من المتنافسين الأمريكيين الكبيرين، فورد وجنرال موتورز ولكن في هذه الأثناء يوجب على الشركتين إدراك أن إجراء خصم وتخفيضات في الأسعار لا يجلب النجاح في الأسواق على المدى الطويل.
وتبدو تأثيرات القرار واضحة على كافة القطاعات حتى أن علامات تجارية ألمانية مميزة اضطرت لبيع سياراتها بسعر أرخص. وعلى سبيل المثال فقد تراجع سعر شراء سيارة بورش بأربعة آلاف دولار في السوق الأمريكية. وقبل أربع سنوات كان رئيس شركة كرايسلر قد شبه سياسة تخفيض الأسعار بالجرعات المخدرة الصغيرة، بحيث إن المرء يشعر بكل ارتياح، ولكن الجرعة يجب الحفاظ عليها ومن ثم زيادتها بشكل دائم.

الأكثر قراءة