مخاوف من انخفاض معدلات إنتاج الحبوب الرئيسية
في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي سادت أسواق البذور والمحاصيل الزيتية حالة من التجاهل من جانب المستثمرين بعد أن اتجهت كل الأنظار إلي أسواق أخرى بعينها مثل سوق الذهب واختفى نشاط أسواق البذور الزيتية والحبوب على مدار أشهر عن أنظار معظم المتداولين.
ولم تبق في السوق سوى الصناديق المالية التي تحاول تحقيق الأرباح حيث كرّست نفسها خلال الشهر الماضي في شيكاغو لحبوب القمح وفول الصويا بصورةٍ خاصة. وبسبب ارتفاع الأسعار كان من الواجب أن تبرم هذه الصناديق اتفاقاتها الخاصة. فقد تسبب ارتفاع الأسعار في أن يخسر الكثيرون مواقعهم ليجدوا أنفسهم واقفين على شفا الهاوية.
ويثور جدل بين المحللين حول أسباب ارتفاع الأسعار وإن كان ذلك يرجع إلى طبيعة تقنية أو يعود لأسباب جوهرية. لكن الموسم ينبئ حاليا بانخفاض الأسعار، لكن المزارعين الأمريكيين يمتنعون منذ نهاية العام نظراً عن بيع مخزونهم لأسباب ضريبية. لكن يجب عليهم في كل الأحوال بيع المحصول مع حلول الموسم الزراعي التالي واستخدام الأموال لشراء بذور حبوب جيدة ومعدات زراعية جديدة تحل محل الآلات الزراعية القديمة الموجودة. وتُلاحظ ذروة التزويد عادةً في شباط (فبراير)، وهو الشهر الأخير قبل موسم حرث المحصول الجديد. وتظهر غالباً أسوأ حالات التراجع في أسعار البذور الزيتية، والحبوب وهي الفترة التي تسمي (راحة فبراير) February Break.
وشهدت بعض المحاصيل الزراعية ارتفاعاً واضحاً في الأسعار خلال الأسابيع القليلة الماضية، ومنها القمح، والذرة، وفول الصويا ولعل هذا يكون إشارة إلى بداية اشتعال نيران الأسعار في الأسواق إلا أن العديد من المحللين لا يعتمدون على هذا في توقعاتهم حول تبدّل مزاج الأسواق بشكلٍ جذري. وهيمن الشعور العام خلال عام 2005 على زيادة حجم المخزون للمحاصيل الزراعية والآن يكثر الحديث حول حصاد كبير سيتحقق في نصف الكرة الشمالي عام 2006، بهدف مقاومة حالات نقص الإنتاج التي لم يعرها أحد الاهتمام الكافي.
وسيشهد العالم، حسب تقديرات عام 2005/2006، عجزاً حقيقياً في إنتاج القمح، والأرز، والحبوب بصورةٍ عامة، والذرة بصورةٍ خاصة. ويترك هذا العجز الوضع العالمي فيما يخص الحبوب في حالة وخوف منذ موسم 2003/2004، حيث انخفض الحجم الإنتاجي إلى كميات قليلة جداً. ويُعتبر محصول الأرز الأكثر اقتراباً من هذا الوضع. ولكن يشهد القمح بالفعل أيضاً، حسب تقديرات المختصين، تهديداً بأن يرتفع سعره مقابل شحّ عرضه.
ويشهد وضع تزويد البذور الزيتية بصورةٍ عامة، وفول الصويا بصورةٍ خاصة، تحسناً في معدلات التزويد الحاليةً أفضل من حال الحبوب. ويُقال إن محصول فول الصويا المتزايد في أمريكا الجنوبية، سوف يحقق معدلات المحاصيل المُتوقعة. ولكن لا يمكن التأكد ما إذا كان سيتحقق هذا التحسن بالفعل، إلا بحلول الفترة ما بين منتصف كانون الثاني (يناير) ونهاية شباط (فبراير). وتشهد المحاصيل الجديدة في البرازيل، والأرجنتين نمواً خاصاً. ويؤكّد هذا على ارتفاع أسعار فول الصويا في شيكاغو، وانخفاضها لاحقاً.