قسم نسائي هو الحل للمشاكل التي تواجه الفنانة
قسم نسائي هو الحل للمشاكل التي تواجه الفنانة
مع الخطوات الأولى للحركة التشكيلية في المملكة العربية السعودية, كان للفنانات التشكيليات السعوديات حضور فاعل ومؤثر قوي مما كان له كبير الأثر في نهضة الفن وتطوره، ومع الألفية الجديدة خطت التشكيليات خطوات واسعة وثابتة نحو النجاح وإثبات الذات وخلال هذه الرحلة الطويلة للمسيرة التشكيلية النسائية أثبتت فيها المرأة رؤيتها الخاصة،واستطاعت أن تقف مع الفنانين السعوديين جنبا إلى جنب إلا أن ذلك لم يكن بالأمر اليسير فالمرأة واجهت الكثير من المعوقات والصعاب التي أثرت على بعضهن تأثيرا سلبيا فيما كانت تلك الأمور والمعوقات دافعا للمواصلة والاستمرار عند البعض الآخر.
هذه القضية محل اهتمام كبير من جانب الفنانات ورغبة في الوقوف على هذه المعوقات والتعرف على وجهات نظرهن التقت الاقتصادية مع بعض التشكيليات من مختلف مناطق المملكة تحدثت الفنانة مها السنان المحاضر في قسم التربية الفنية في كلية التربية الفنية للاقتصاد المنزلي والتربية الفنية بقولها: إن عدم وجود جهة نسائية تقوم بالإشراف وتنظيم المعارض أو المساعدة في التنظيم يجعل إقامة المعرض بالنسبة للفنانة السعودية أمرا ليس بالسهل, في ظل مجتمع مثل مجتمعنا الإسلامي المحافظ والذي يفصل بين المرأة والرجل في جميع المجالات, ونظرا لازدياد أعداد الفنانات وخصوصا الجيل الجديد منهن, ولصعوبة التعامل مع الجهات الموجودة حاليا كون العاملين فيها من الرجال. لذا فإن وجود جهة رسمية حكومية نسائية تكون مسؤولة عن الفن التشكيلي النسائي أصبح ضرورة ملحة في وقتنا الحاضر.
هدى العمر:عدم وجود مكان خاص لاجتماع الفنانات يضعف التواصل وتبادل الخبرات
وعند لقاء الاقتصادية بالفنانة التشكيلية هدى العمر التي طرحت العقبات التي تواجهها الفنانة التشكيلية في المملكة وبشكل موضوعي حيث قالت في أسى وبعد فترة صمت وجيزة إن المعوقات عديدة ولكن بإيجاز تندرج جميعها تحت بند واحد هو الحل الذي تسعى له الفنانات فإذا وجد تلاشت معظم العقبات ألا وهو وجود قسم نسائي تابع لوزارة الثقافة والإعلام على غرار إدارة النشاطات الثقافية في الوزارة فتلجأ إليها الفنانة حين الوقوع في مشكلة سواء من جهة العرض أو استقاء المعلومات حول المعارض التي تقيمها الجهات المسؤولة أو تنمية المواهب وصقل الخبرات كذلك التعرف على أقرانها في المجال التشكيلي نفسه حيث إن عدم التواصل بينهن قد يحد من تبادل الخبرات في الإطار الفني ويرجع ذلك لعدم توافر مكان رسمي لاجتماع الفنانات لمناقشة الأمور الفنية فلا وجود لورش العمل أو قاعات المحاضرات التي تسهل عملية الحوار بينهن فيكون هناك جدول للنشاطات المختلفة يحدد مكانها وزمانها فتلتقي فيه الفنانات، وبالطبع لا يتسنى هذا إلا في وجود قسم نسائي يعمل على تذليل هذه الصعاب فيما أضافت العمر قائلة إن هناك أيضا جهات من الساحة التشكيلية أو خارجها تتبنى إقامة معارض فنية، هذه الجهات ليس لها مرجعية رسمية فلابد من وجود تصريح وضوابط لإقامة أي معرض لضمان حقوق الفنانة التشكيلية التي قد تقع في العديد من المشكلات منها ضياع حقوقها المادية وهذا عن تجربة شخصية لي حيث نهب حقي عند بيع عملين من أعمالي في أحد المعارض ولم أستطع استرداده فإلى من أذهب والمعرض في حد ذاته غير موثق بالطبع، هذا الأمر ينطبق على الفنان والفنانة ولكن الفنان لديه إمكانيات لا تتحقق للمرأة وذلك عائد لعدم وجود قسم نسائي وهو في رأي الحل الأمثل لضمان حقوق الفنانات .
ومن جانب آخر كان رأى الفنانة التشكيلية هناء الشبلي معبرا عما تتكبده الفنانة من عناء داخل المجتمع لإثبات ذاتها حيث بينت أن الفن التشكيلي التزام ومسؤولية لذلك تجد الفنانة نفسها أمام العديد من المعوقات التي تقف في وجهها أثناء التزامها بهذه المسؤولية أمام المجتمع فهي تعبر عن قضايا البلد الذي تعيش فيه وعليها أن تكون على قدر هذه المسؤولية وبشكل مشرف ومحترم فالفنانة أثناء تأدية هذا الدور يعترضها دورها كأم إن كانت متزوجة ولديها أطفال مما يجعل الأمر صعبا لمتابعة التطور في هذا المجال، فالفنانة لن تحقق النجاح إن لم تجد الدعم الكافي والتشجيع من أسرتها ومجتمعها والحصول على تغيير النظرة السلبية تجاه الفن التشكيلي على كافة الأصعدة ولا أعتقد أن الفنانة فقط هي التي تعاني من هذه النظرة فالرجل كذلك يعاني منها فيما يسمى بالأمية الفنية التي تحتاج إلى وعي كاف ومجهود إعلامي لمكافحتها، كما أشارت الشبلي إلى أن وضع المرأة في مجتمعنا له خصوصية تختلف عن باقي المجتمعات ،فالرجل يتمتع بحرية أكبر في إجراء معاملاته في الوزارة وباقي الجهات الحكومية، أما المعاملات التي تخص الفنانة فتحددها وتقررها لجان رجالية في وزارة الثقافة.كما أن ما يخص الفنانة من مشاركات في المعارض وتسليم واستلام اللوحات الفنية، والاستعلام عن مواعيد المعارض وغيرها من الأمور كلها تتم من خلال جهات يرأسها ويديرها الرجل، مما يصعب عليها التواصل في كثير من الأحيان، فأتمنى وجود جهة نسائية أو بالأحرى قسم نسائي في الوزارة يسهل على الفنانة تدبير أمورها في مجال الفن التشكيلي.
سها الزيد:بعض المنظمين يستغلون إنتاج الفنانات
ومن جانب آخر تحدثت بعض الفنانات الشابات عن معاناتهن فقالت الفنانة سها الزيد والحاصلة على بكالوريوس التربية الفنية بتقدير امتياز:المشاكل كثيرة والمعوقات عديدة إلا أن أبرز هذه الأمور تتمثل في اقتصار الفرص على أسماء معينة تتكرر في العديد من المناسبات، إضافة إلى استغلال إنتاج الفنانات من قبل بعض المنظمين وخاصة حينما تكون جهات غير رسمية ،وكذلك غياب الضمانات لحفظ أعمال الفنانات السعوديات مما أوجد فرصا للاقتباس بل و تصل أحيانا إلى السرقة، ومن المعوقات ،كذلك قيام بعض الجماعات الفنية النسائية التي تدور حول نفسها بما يحقق مصالحها الذاتية مستغلين إمكاناتهم ومتجاهلين الفنانات ذات المستوى الراقي وترى- الزيد- أن الحل يكمن في وجود جمعية للفن التشكيلي النسوي تكون تحت إشراف ودعم جهة رسمية كوزارة الإعلام والثقافة تقوم على رعاية فنهن وتسويقه ونشره داخل المملكة وخارجها بما يبرز سمو الذوق في الفن السعودي بأبعاده المعاصرة والتقليدية ويضمن لهن دعماً مادياً متواصلاً يساعدهن ويدفعهن للتفاني في تقديم الأفضل بشكل مستمر.
وديعة بوكر:الساحة التشكيلية تخلو من الناقد المتخصص
أما الفنانة وديعة عبد الله بوكر والمحاضرة بقسم التربية الفنية في كلية التربية للاقتصاد المنزلي والتربية الفنية في جدة فترى أن عدم وجود رعاة رسميين للمعارض وارتفاع تكاليف صالات العرض وإن وجدت بالسعر المناسب فلا ترقى إلى ما تقدمه الفنانة من إبداع، وخلوّ الساحة من الناقد التشكيلي الدارس المتابع للساحة العربية والأجنبية فهو- الناقد- الذي من شأنه دفع الفنانة للأمام، فالنقد البناء يساعد في إبراز وإخراج الإيجابيات الموجودة عند الفنان وفي الوقت ذاته تلافي نقاط الضعف وكذلك قلة الوعي في مجتمعنا بأهمية المعارض الفنية, مما يجعل الفنانة في حالة خمول دائم وعزوف الكثيرين حتى الفنانين عن حضور المعارض التشكيلية المقامة، كل هذه تعيق الإبداع لدى المرأة . كما أكدت الفنانة سندس عشميل الحاصلة على بكالوريوس تربية فنية على ما قالته الفنانة ودية عن صالات ومشاكلها وأضافت لذلك ما تواجهه الأعمال من إهمال أثناء عملة النقل والتخزين وترى كذلك أن من المعوقات قلة الفرص للجيل الناشئ من الفنانين في ظل احتكار المعارض لأسماء الفنانين الكبار وخاصة في المسابقات وكذلك عدم وجود صحافة وإعلام فني يقوم على الشفافية والعلم والموضوعية بسبب نقص الكوادر المتخصصة إضافة إلى طريقة تنظيم المعارض التي لا نسمع عنها إلا قبل وقت قليل من العرض وذلك يضعف مستوى مشاركة الفنان في الحوارات التي استقتها الاقتصادية مع الفنانات التشكيليات السعوديات. إن وجود قسم نسائي في وزارة الثقافة والإعلام هو الأمل الذي يتطلعن إليه وهو القادر على معالجة الكثير من المشاكل التي تواجههن، فهل يتحقق لهن ذلك أم ستسير الأمور كما كانت عليه من قبل ؟!