أحلام المرأة السعودية في العيد (2)
أحلام المرأة السعودية في العيد (2)
حدثتكم في مناسبة العيد الماضي عن تلك الأسرة المكونة من الأم وخمس من بناتها، والأحلام التي راودتهن في حياتهن الاجتماعية، ليفاجأن بأن الأحلام ليست مجانية! وأن كل خدمة أو أمنية لها رسوم سواء تحققت أو لم تتحقق .. وهذا ما يدور في المجتمع.
الابنة الكبرى في هذه الأسرة التي سأنقل لكم قصتها واسمها أحلام! ليس في الواقع وإنما في الخيال الذي هو المتبقي لنا ونستطيع أن نمارسه دون وصاية من أحد ودون أن نحاسب أو نعاتب عليه.. فهو خيال !
هذه الفتاة ( أحلام !) بالطبع ليست الفنانة ! فهذه ليست بحاجة إلى أحلام جديدة .. فالشهرة تمنح الحياة والمال في آن واحد، وأما الأولى فهي (أحلام ) البنت التي تسرح بخيالها وأمانيها وتطلعاتها إلى مجد يصعب تحقيقه في هذا الوقت الذي يقول لا للأحلام ونعم للواقع الحي الذي نعيشه بأفراحه وأتراحه.
هذه الفتاة كانت تحلم بالعمل والحصول على وظيفة فحققت فرصة البقاء في المنزل مكرهة! وضاعت الأحلام .. كانت تحلم بمواصلة تعليمها فحققت التوقف عند الثانوية العامة دون أن تجد مكانًا سواء جامعة أو معهدا أو حتى مدارس خاصة تستوعبها فضاعت أحلام التعليم .. كانت تحلم بإقامة مشروع صغير وتمويل يسهم في تحقيق أحلامها، فحققت فتح باب المطبخ لتكتفي بالوفاء بطلبات أخواتها وخدمتهن! فضاعت الأحلام، كانت تحلم بمصادر ووسائل تثقيفية تنمي مداركها ومعلوماتها، فحققت سيلاً فضائياً فارغاً لم يجلب لها إلا التعاسة على ما وصل إليه الإعلام العربي! كانت تحلم بمشاركة اجتماعية تحفظ لها توازنها، وتحقق لها الانتماء إلى هذا المجتمع .. فحققت خيبة أمل في تضاؤل فرص العمل الاجتماعي والخيري للمرأة، فضاعت أحلامها. كانت تحلم على أقل تقدير بمن يأخذ بيدها ويسمع لرأيها.. فحققت الكبت بحصر الانتخابات والمشاركة بالرأي على قرينها الرجل.. فضاعت أحلامها، كانت تحلم بأن تعوض حياتها بصداقات وفية وأخوية تساندها في تقرير مصيرها، فحققت الفشل في الحصول على من تتوافر فيه هذه الصفات مع عصر الماديات والمصالح! وضاعت أحلامها..
كانت تحلم بعد ضياع هذه الأمنيات بزواج يحقق لها الاستقرار النفسي والاجتماعي .. فحققت العنوسة ذلك الشبح الذي يظل هاجساً مرعباً لبنات جنسها.. فضاعت أحلامها.. كانت تحلم على الأقل بالشعور بالراحة إزاء استقرار وارتياح بنات جنسها في الحياة الاجتماعية والمساهمة في بناء المجتمع.. فحققت توتراً وحسرة لما وصلت إليه من تهميش في بعض مناحي حياتها فضاعت أحلامها.. وأخيراً كانت تحلم بأن الكتابة، والكتابة عن أحلامها سيغير من اسمها من (أحلام) إلى (آمال) لعل الأمل يكون قريبا بعد ضياع الأحلام.