خطة خمسية تتضمن برامج تنفذ بالأولويات وتراجع بشكل دوري

تؤدي هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية دوراً مهماً وشموليا ضمن عدة أهداف لها، وذلك نحو فتح سوق الاتصالات وتقنية المعلومات تمشياً مع رسالة شعارها "جودة عالية بأسعار ميسرة".
وأمام التنامي السريع والتطور التقني المذهل لم يعد بمقدور مستخدمي التقنية ومنهم أصحاب الهواتف الجوالة على النطاق العالمي أو المحلي، استيعاب التقنيات التي تطرح وتلك المتوافرة على الأجهزة، سواء بطريقة لاسلكية أو سلكية، وحتى نعرف القراء الكرام بالخدمات التي خططت لتدشينها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية خلال المرحلة المقبلة، التقت "الاقتصادية" الدكتور محمد السويل، محافظ الهيئة ليطلعنا ضمن الحوار التالي على ما سيصل إليه عالم الاتصالات في المستقبل القريب.

ما تعليقكم على مقولة الجوال استأثر بالاهتمام على حساب تطوير وتنويع الخدمات الأخرى؟
تهتم الهيئة بخدمات الاتصالات وتقنية المعلومات كافة، وتولي كل خدمة منها ما تحتاج إليه من جهود ودراسات لتطويرها وفتح مجال المنافسة العادلة لتقديمها، وقد تتفرد بعض الخدمات عن غيرها باهتمام المشتركين وبالطلب المتزايد عليها، وأبرز مثال على ذلك خدمات الهاتف الجوال، فقد عني المشتركون به بسبب المرونة التي يوفرها لهم من خلال التطوير التقني الحاصل من قبل الشركات المصنعة لشبكات الهاتف النقال، وهذا ظهر في الزيادة الملحوظة في عدد المستخدمين للهاتف النقال بشكل أكبر من عدد المستخدمين لدى المشغلين في الشبكات الأخرى كالهاتف الثابت. ولكن هذا لا يعني أن الهيئة لا تهتم بالخدمات الأخرى التي تُعد ضرورية لبعض شرائح المشتركين، مثل الهاتف الثابت وخدمات نقل المعطيات وخدمات الاتصال عن طريق الأطباق الصغيرة المعروفة بالفيسات وغيرها، إذ إن من أهداف الهيئة العمل على فتح سوق الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة، وإتاحة الفرص والخيارات المتعددة لدى جميع المستخدمين، تمشيا مع رسالة الهيئة المتمثلة في توفير خدمات اتصالات وتقنية المعلومات بجودة عالية وبأسعار ميسرة.

كيف وجدتم تجاوب الجهات الحكومية والخاصة تجاه سياستكم في التوسع المنظم للبيئة الأساسية لتقنية المعلومات, وما تطلعاتكم في هذا الجانب؟
حرصت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات منذ إنشائها على إيجاد البيئة المناسبة لتعزيز خدمات الاتصالات والمعلومات وفتح الأسواق المناسبة لخدمة الجهات الحكومية والخاصة على السواء. وتعتمد الهيئة في استراتيجيتها في التوسع المنظم للبيئة الأساسية لتقنية المعلومات على الاستمرار في عمل دراسات للسوق المحلية وتطورات تقنية المعلومات والتوجهات العالمية في مجال فتح الأسواق، مع وضع خطة خمسيه تتضمن برامج قابلة للتنفيذ ضمن أولويات تُراجع بشكل دوري كل ستة أشهر. ونتيجة لذلك أصبح هذا التجاوب الإيجابي مع المتغيرات من أهم الأعمال التي حققتها الهيئة في مسيرتها.

ما أحدث الخطوات في مجال التجارة الإلكترونية, وما أبرز العقبات التي تقف أمامها؟
آمل ألا تكون التجارة الإلكترونية أو الحكومة الإلكترونية أو أي تطبيق آخر من تطبيقات التعاملات الإلكترونية بعيد المنال في المملكة، ذلك إن المملكة خطت شوطا كبيرا في هذا المجال, ولديها لجنة (فريق) متخصصة من وزارتي المالية والاتصالات وتقنية المعلومات, وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تعمل جاهدة في الإعداد للحكومة الإلكترونية, كما أنه يجرى حاليا إعطاء تراخيص عديدة لممارسة أنشطة تتعلق بالتعاملات الإلكترونية, استعدادا لانطلاقها بإذن الله, وبهذه المناسبة يسعدني إن أشير إلى أن التعاملات الإلكترونية وتطبيقاتها بدأت توجد الكثير من الأنشطة, والأعمال التي سوف تساعد على توطين التقنية، وخلق الفرص الوظيفية وجلب الاستثمار للمملكة.

ماذا أعدت الهيئة لاستكمال الجاهزية الإلكترونية من طرفها, وتوفير الاتصال الفاعل مع المستفيدين؟
تعد الجاهزية الإلكترونية في المملكة العربية السعودية فكرة ملحة وعملا دؤوبا دون انقطاع، ويجب أن يتماشى هذا مع احتياجات المواطنين والمقيمين على السواء, إضافة إلى الجهات المختلفة، وعليه فإن مهمة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في هذا العمل مستمرة لتوفير الاتصال الفاعل بين المستفيدين.

ما الاستعدادات حول خدمة الطيف الترددي, والإجراءات التي اتخذت لتلافي التداخلات وتحقيق خدمة ذات جودة عالية؟
الطيف الترددي كما تعلمون ثروة وطنية محدودة وتعتمد الاتصالات اللاسلكية بصورة أساسية على توافر الترددات اللازمة لهذه الخدمات، ونظرا للتقدم التقني المتسارع الذي شهده مجال الاتصالات، واتساع الخدمات اللاسلكية وتنوعها، فقد عنيت الهيئة بإدارة استخدامات الطيف الترددي بكفاءة عالية حرصاً منها على تلبية احتياجات جميع المستخدمين من الترددات، ومن أهم إنجازات الهيئة واستعداداتها في هذا الشأن: إصدار لائحة خدمة لاسلكي الهواة والضوابط الفنية والإجراءات التنفيذية لهذه الخدمة، وإصدار الضوابط المنظمة لتوريد واستخدام أجهزة الشبكات اللاسلكية WLANS, داخل المباني، واتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح السوق للمنافسة في تقديم خدمات الاتصالات والمعلومات، ومنها التطبيقات المتعلقة بأنظمة النفاذ اللاسلكية عريضة النطاق مثل WIMAX، والمراقبة الفنية المستمرة لاستخدامات الترددات، للتأكد من مطابقة استخدامات الطيف الترددي للضوابط المسموح بها، وكشف الاستخدامات غير النظامية وتحديد مواقع استخدامها، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيقافها.

ما زالت خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية غائبة عن المستخدم السعودي، فمتى ستتاح لمستخدميها الأفراد، رغم تكاليفها العالية؟
إن تقديم خدمات الإنترنت في المملكة العربية السعودية حاليا يجب أن تتم عبر محطة عبور داخل المملكة, ومقدمو خدمة الاتصال عبر الأطباق الصغيرة المعروفة بـ (الفيسات) المرخص لهم حاليا هم خمسة، ويتاح حاليا للمستخدم العادي استخدام خدماتهم. ولكن كما ذكرت قد تكون الأسعار الحالية غير مناسبة للمستخدم العادي.

مبادرة "حاسب لكل منزل", تشهد انطلاقة دون المأمول, هل يعود السبب إلى ضعف جاهزية المتعهدين؟
تحقيقا لأهداف نظام الاتصالات ولائحته التنفيذية, قامت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بتبني مبادرة سعودية لزيادة استخدام الحاسب الآلي المنزلي من خلال تيسير حصول العائلة السعودية على أجهزة الحاسب الشخصية المنزلية، لتمكين أفراد المجتمع من زيادة استخدام وسائل الاتصالات وتقنية المعلومات بشكل عام, والحاسبات الشخصية بشكل خاص. ويسعى برنامج المبادرة إلى تحقيق هدف سام هو: تمكين مليون أسرة سعودية من الحصول على حاسب شخصي بطريقة وأقساط ميسرة ومريحة خلال خمس سنوات، وبالرغم من قصر المدة إلا أن المبادرة تسير إلى الهدف المطلوب، إذ تم بيع أكثر من عشرة آلاف جهاز وتم تدريب أكثر من ألفي شخص على استخدامها، وهذا يعنى نجاح المبادرة بالرغم من أنها جديدة على مجتمعنا السعودي.

بودنا لو تحدثنا عن المركز الوطني الاسترشادي لأمن وسرية المعلومات؟
المركز الوطني الإرشادي لأمن وسرية المعلومات، هو المركز الذي بدأت الهيئة في الخطوات التنفيذية لإنشائه، وسيكون من أبرز مهماته النوعية رفع مستوى المعرفة بأمن المعلومات وأمن الشبكات على المستوى العام لمجتمع المعلومات في المملكة بدءا في ذلك بالأفراد ثم المؤسسات والقطاعات العامة والخاصة. كما سيعمل المركز على تنسيق الجهود بين الجهات المختلفة، ومراكز الحاسب الآلي في المملكة في سبيل تبادل الخبرات والمعلومات المتعلقة بالثغرات والأخطار والهجمات على الأنظمة والشبكات الحاسوبية. والهيئة في الوقت الراهن انتهت من الدراسات والاستطلاعات الأولية وبدأت في اجتذاب الكوادر الوطنية المتخصصة، كما أنها بصدد اختيار كيان استشاري من بيوت الخبرة والشركات العالمية المتخصصة، وستتعاقد الهيئة معها للاستفادة منها في مجالات التخطيط الاستراتيجي والتدريب والإنشاء. وبعون الله ستتمكن الهيئة من إطلاق المرحلة الأولى من المركز خلال العام المقبل، وستستمر في العمل على تطوير المركز حتى يكتمل نضجه في الأعوام التالية حسبما ما تقضية الخطة الاستراتيجية بعيدة المدى للمركز.

كيف يمكن تطوير وتنويع خدمات الهاتف الثابت مقارنة بالخدمات المتوافرة على الجوال؟
خدمة الهاتف الثابت تعد من الخدمات الضرورية بالرغم من نمو الهاتف الجوال بسرعة أكبر من نمو الهاتف الثابت، حيث يوجد العديد من المستخدمين المعتمدين على هذه الخدمة اعتمادا كليا، وتعمل الهيئة حاليا على تحرير وتطوير خدمة الهاتف الثابت عن طريق الإعداد لطرح تراخيص لهذه الخدمة مع نهاية عام 2006م. وتتطلع الهيئة إلى زيادة الاستثمار، ومن ثم تشجيع تطوير خدمات الهاتف وخصوصا مع وجود تقنيات حديثة تقدم من خلالها خدمات الهاتف الثابت بشكل أكثر مرونة، لإتاحة خدمات ثابتة جديدة تتسم بالسرعة العالية وتعدد الوسائط (اندماج الصوت والصورة والنصوص المكتوبة وغيرها) التي تعرف بشبكات الجيل القادم NEXT GENERATION NETWORK وWIMAX. والمستقبل يحمل الكثير من التغيرات التقنية التي ستتيح الكثير من التقارب والاندماج بين تقنيات الاتصالات المتنقلة والثابتة. وبشكل عام فإن التطوير في خدمات الاتصالات يخضع لعوامل متعددة منها الربحية وحجم الطلب والإمكانيات التقنية المتاحة وغيرها من العوامل.

ما أبرز المشاريع والخطط المستقبلية في ملف هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لعام 2006م فيما يتعلق بالطيف الترددي، خصوصا بعد انتشار الاتصالات اللاسلكية والإقبال على خدمة واي ماكس؟
لعل من أبرز المشاريع والخطط المستقبلية الخاصة بالطيف الترددي هي: إعداد الخطة الوطنية للطيف الترددي في المملكة، وتزويد محطات المراقبة الفنية للترددات بأجهزة حديثة لمراقبة وتحليل البث اللاسلكي، واكتشاف أي تداخل على الاستخدامات الترددية قد يؤدي إلى انخفاض وتدني مستوى أداء خدمات الاتصالات والمعلومات، وتوفير برامج حديثة متخصصة في إدارة الطيف الترددي لتحل محل الأنظمة الحالية وحتى نغطي المستجدات في استخدامات الترددات وتقنياتها، وتحديث نظام إدارة الطيف الترددي الحالي بما يواكب الأنظمة والأساليب والتقنيات الحديثة في هذا المجال.