1140 كاميرا و200 رجل أمن لمراقبة حركة الحجاج خلال 24 ساعة
فيما يتنقل الحجاج في المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج في أمان وطمأنينة يتولى مركز القيادة والسيطرة مراقبة تحركاتهم في كافة المواقع من خلال كاميرات ثابتة ومتحركة على متن الطائرات للتدخل في توجيه الأجهزة الأمنية العاملة في الحج لمواجهة أي طوارئ قد يتعرض لها الحجاج، إضافة إلى مراقبة أداء الأجهزة الأمنية الموجودة في الميدان
ويحتل مركز القيادة والسيطرة في الحج مكانة كبيرة بين الأجهزة الحكومية التي تعمل في المشاعر المقدسة، كونه يعد نقطة مراقبة ذات شمولية أوسع وعنصرا مهما في تقييم الأداء وتجنب الكوارث التي قد تحدث في مواقع مختلفة من أماكن الحجاج.
"الاقتصادية" كانت في جولة ميدانية والتقت خلالها اللواء عبد العزيز بن سعيد قائد مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج، ألقى خلالها الضوء على مسيرة المركز وأهم المساهمات التي يقدمها في خدمة أمن الحجاج في المشاعر المقدسة. إلى التفاصيل:
نود في البداية أن نتعرف على بداية عمل المركز وفكرته؟
كانت بدايات مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج متواضعة قبل نحو 39 عاما يعتمد في أدائه على الاتصالات السلكية واللاسلكية وبعض التجهيزات الفنية اليدوية وكانت الفكرة من إنشائه تنسيق الجهود ومتابعة الأداء الميداني بالاستماع فقط والتوجيه وتمرير المعلومات وكان يسمى غرفة عمليات الأمن العام في ذلك الحين.
ما أبرز المراحل التطويرية التي مر بها المركز منذ تأسيسه وحتى وقتنا الحاضر؟
استحدث قبل ذلك باسم غرفة العمليات وقد مر بثلاث مراحل تطويرية عايشتها وأسهمت فيها مع بقية الزملاء فقد أدخل نظام المراقبة التلفزيونية بعد تأسيسه بثلاثة أعوام وهذه كانت مرحلة التطوير الأولى ثم أعيد تأهيل موقع المركز وإعادة تصميمه وتم إدخال بعض التجهيزات الفنية المتطورة في ذلك الحين واستمر العمل إلى عام 1416 هـ إلى أن هدم فيها مبنى الأمن العام السابق والكائن شمال مسجد الخيف وتم نقل المركز بعد إنشاء مبنى خاص به وكونت شبكة المراقبة التلفزيونية وإدخال نظام المراقبة التلفزيونية بالطائرات العمودية واستخدام أجهزة الحاسوب بصورة برامج تخدم الأهداف الأمنية والتطوير والتحديث مستمر عاما بعد عام وما يجده المركز من عناية واهتمام من ولاة الأمر حفظهم الله حقق له الشيء الكثير من التطوير والتحديث.
قضيت فترة من الزمن وأنت تعملون قائدا للمركز نود أن نتعرف على أبرز القصص والتجارب التي عايشتها في المركز؟
كانت بدايات حياتي العملي بعد أن عملت في الميدان لعدة سنوات، العمل في هذا المركز فقد عملت فيه ضابطا ضمن المناوبات وتنقلت بين أقسامه وأمضيت إلى هذا العام 32 عاما، وتدرجت إلى أن تسلمت قيادته منذ نحو تسعة أعوام وقد تعلمنا من الحج الكثير ومازلت أرى أنني في كل عام أتعلم الجديد فمدرسة الحج متجددة ومفاجآت الحج لا يتنبأ بها بوقوعها ولكن الخبرة في هذا المجال أكسبتنا الكثير، أما المواقف وقصصها فهي كثيرة
جدا وقد يكون من أهمها حريق 1395 هـ الذي مازلت أذكر تفاصيله ومناظره المؤلمة وما حل بنا في ذلك اليوم ومن عاش مراحل الحج يلاحظ الفرق الشاسع بين الماضي والحاضر فقد أصبحت منى ولله الحمد مدينة عصرية متكاملة متوافرة فيها سبل الحياة بأفضل صورها في مثل هذه التجمعات.
كم عدد العاملين من الضباط والأفراد؟
يتم اختيار العاملين في المركز من جميع أفرع الأمن العام ويشاركهم عدد من زملائهم العسكريين كضباط اتصال ممثلين لقطاعاتهم ويساندهم أيضا مندوبون لتمثيل المصالح والوزارات المشاركة في مهمة الحج لسهولة التنسيق وتمرير المعلومات واستقبالها، ويبلغ عدد الضباط العاملين في المركز 120 ضابطا وعدد الأفراد 77 فردا وعدد الموظفين35 موظفا يعملون بنظام المناوبات على مدار الساعة.
يحتوي المركز على عدد كبير من التجهيزات والكاميرات نود أن نتعرف على عددها وما الأعمال التي تقوم بها؟
يؤدي المركز مهمته من خلال شبكة عملاقة للمراقبة التلفزيونية تضم 1140 كاميرا بين ثابتة ومتحركة ليلا ونهارا وتشمل الحرم المكي وجسر الجمرات ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة والخطوط الرابطة بينهما، إضافة إلى وجود 664 مكبر صوت على جسر الجمرات وشبكة حاسوبية تعمل من خلال أنظمة مصممة لتحقيق متطلبات التشغيل، أما الأعمال التي تؤديها هذه الشبكات فهي المتابعة والرصد والتوثيق في ضوء ما يلاحظ يجري التعامل مع المواقف.
ذكرتم العام الماضي أن هناك إضافة كاميرات على سفوح جبال منى لمراقبة تحركات الحجاج هل تم تركيبها هذا العام؟
نعم هناك نقلة نوعية جديدة تعتبر مكملة لجاهزية المركز إلا أنه لظروف خارجة عن إرادتنا تأخرت الشركات المكلفة بتوريد هذه الأجهزة في الوقت المحدد واتفق أن يبدأ هذا العمل بعد الحج مباشرة وهذا التجديد يشمل ست كاميرات قيادية على سفوح الجبال تم تجهيز مواقعها هذا العام ولم يبق سوى تركيب الكاميرات واختيرت مواقعها بعناية لتحقيق شمولية التغطية وأيضا إضافة عدد من الكاميرات للتحاور الرئيسة في مكة المكرمة والمشاعر غير المغطاة وتطوير صالة التشغيل الرئيسي وتحديث برامج الحساب الآلي وشبكته. وفى هذا العام استحدث إدخال نظامGPS لتتبع المركبات الأمنية وتحديد مواقعها وتم أيضا إدخال نظام الخرائط الرقمية وهذه البرامج ستسهم - بإذن الله - في تطوير الأداء وسيكون العام المقبل عاما حافلا بمستجدات التقنية وتطوير شبكات المراقبة.
هناك مشروع لمراقبة تحركات السيارات داخل المشاعر بواسطة شفرات هل دخلت الخدمة في هذا العام؟
نعم وهو نظام الـ GPS وقد تم تشغيله منذ بدء مهمة مؤتمر القمة الاستثنائي الإسلامي الذي شارك المركز في مهمته وفي مهمة حج هذا العام.
إذن ما المشاريع الجديدة في المركز؟
المركز يحظى بعناية خاصة من الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ونائبه الأمير أحمد بن عبد العزيز، ومساعده للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف الذين لا يألون جهدا في دعمه وتطويره ويحظى بعناية خاصة من الأمير محمد بن نايف الذي يتابع أداءه على مدار أيام المهمة ويعيش معنا ساعات طويلة متابعا لشاشات المراقبة التلفزيونية للاطمئنان على سير خطط الحج وهذا الاهتمام الذي نجده من ولاة الآمر أسهم في تحقيق التطوير.
كيف تتعاملون في المركز مع رجال الأمن في الميدان عند وقوع الحوادث؟
نتعامل مع الزملاء في الميدان بصورة تحقق معرفة معاناتهم والمساهمة في حلها وعندما نرصد أي ملاحظة نسعى إلى تمريرها فورا لمعالجتها ومتابعتها حتى النهاية فتعاملنا تنسيقا لاستكمال أدوارهم والمركز هو للجميع سواء العسكريين أو المدنيين والحجاج فالكل محل اهتمامنا في المركز ونسعى إلى تحقيق تطلعاته ونجد من الجميع التفهم الكامل لدورنا وهذا يدفعنا إلى التفاني في تقديم الخدمة بأرقى صورها.
هناك خدمة المراقبة عبر الخرائط الرقمية ما دورها وهل ستساعد رجال الأمن في الميدان؟
نعم هذا النظام يحدد المواقع والإحداثيات على الخرائط لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة وسيكون - بإذن الله - عونا لنا وللعاملين في الميدان لتحديد المواقع بدقة وتحديد مسارات التحرك لأي مهمة.
كيف تتعاملون من خلف الشاشات من مركز القيادة والسيطرة مع الظواهر السلبية في الميدان؟
بفضل من الله سبحانه وتعالى كما أشرت سابقا وبفضل ما حققته حكومة خادم الحرمين الشريفين من تنقية حديثة سواء في مركز القيادة والسيطرة أو ما لدى العاملين في الميدان من تجهيزات تقنية تساعد على سرعة متابعة أي ظاهرة سلبية تقع في الميدان لا قدر الله، استطاعتنا إتمام السيطرة الأمنية السريعة والمقننة لأي ظاهرة سلبية تقع في الميدان وفق خطط مرسومة من السابق لأي حدث أو ظاهرة سلبية.
كيف تقيمون مستوى التعاون من قبل الجهات الحكومية والمعنية مع المركز؟
مهمة الحج وخدمة ضيوف الرحمن مسؤولية جميع الدوائر الحكومية ذات العلاقة وبعض المؤسسات وعادة يتم التنسيق ما بين الأمن العام وكافة الدوائر الحكومية من قبل بداية مهمة الحج بفترة زمنية كبيرة ليتسنى دراسة الخطط والتعليمات كل فيما يخصه وبفضل من الله سبحانه وتعالى التعاون قائم ولا توجد ولله الحمد أي سلبيات، بل هناك الكثير من الإيجابيات التي تسهم في معالجة أي أخطار أو أحداث تقع أثناء فترة الحج وأرى أن هذا التنسيق والتعاون يتميز عاما بعد عام وهو مؤشر قوي لمدى الانسجام التام بين الجهات المكلفة بالمهمة.
أسهم المركز في دق جرس الإنذار خلال حوادث سابقة من خلال توجيه العاملين في الميدان لموقع تدافع الحجاج.. ما خطط المركز في هذا العام لمراقبة المشاعر؟
المركز في جاهزية تامة هذا العام وكما أشرت سابقا أن هناك تجهيزات أدخلت للمركز تسهم في سرعة الإبلاغ عن أي حادث ومعالجة أي تدافع أو تزاحم في حينه وهناك خطط مرسومة لكافة الاحتمالات السلبية لدى المركز وجاهزة للتنفيذ في كافة الأوقات ولدينا رصد لساعات ومواقع التدافع وأجريت العديد من الفرضيات والتطبيقات بمتابعة من مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج، إضافة إلى توفير الخبرة لدى المكلفين في المركز بأمور المراقبة والمتابعة لمسارح العمليات.
هل هناك تقسيم للمشاعر داخل المراكز؟
المركز مسؤول عن كافة المواقع في المشاعر المقدسة بحيث نبدأ في جمع المعلومات اللازمة والخطط عند بداية التشغيل مثل يوم عرفة يتم التركيز على عرفة والمساهمة في تقديم كافة الخدمات الأمنية المطلوبة، مع العلم أننا كذلك نتابع ما يجري في مزدلفة ومنى والخطوط الرابطة بينهما أثناء وجود الحجاج في عرفة، بالإضافة إلى متابعة الحرم المكي ومكة المكرمة، فالمركز يقوم بمتابعة كافة المواقع التي لها علاقة بمهمة الحج طيلة أيام المهمة، أما التقسيم فهو محدد إداريا لكل مشعر ومحدد ميدانيا لكل قيادة.
هل ترون أن القطاع الخاص بإمكانه الاستفادة من المركز لتطوير أعماله؟
القطاع الخاص ضمن منظومة العمل التي تحظى باهتمام وعناية المركز ولكن إلى الآن ليس لدينا ممثلون لهم عدا مندوبين ولبعض الجهات التي تختص بالعناية بالمهمة ربما مستقبلا تبرز الحاجة إلى مشاركتهم، والمركز يرحب بانضمام أي ممثل لأي جهة تفيد في تنفيذ المهمة، والمركز مهيأ للجميع ويقدم خدماته لضيوف الرحمن والمشاركين في خدمتهم سواء قطاعا عاما أو خاصا.