الاتصال عبر الإنترنت حقق قفزات في عدد الزبائن
بلغ عدد المنازل المشتركة في خدمة الاتصال السريع بالإنترنت DSL في ألمانيا عام 2005 نحو 3.6 مليون مشترك، وهو رقم لم يسبق له مثيل، ويعكس رغبة العملاء في التجول بسرعة عبر الإنترنت، وبشكل عام فإنه يوجد نحو 10.4 مليون خط اتصال فعلي حاليا في ألمانيا.
صحيفة "فرانكفورتر ألجماينة" أجرت هذا اللقاء مع رالف دومارموث رئيس شركة يونايتد إنترنت، والتي تشهد أكبر حجم من الإقبال على خدمة خط الاتصال الرقمي المشترك التي تقدمها بسبب انخفاض أسعارها عن نظيراتها في السوق. وتخطط "يونايتد إنترنت" لأن تحقق أرباحا كبيرة العالم المقبل تتجاوز مليار دولار، ولهذا تسعى الشركة إلى إضافة سوق الاتصالات الخلوية إلى جانب خدمة DSL .
ويرى دومارموث أن تكلفة اتصال البريد الإلكتروني الزهيدة قد تزيد من الاعتماد على الجوّال في الاتصال بالإنترنت. وفي المقابل يرى دومارموث أن خدمة بث برامج التلفزيون عن طريق الإنترنت من خلال أنظمة التشغيل الثلاثي أمرا مبالغا فيه، رغم أن كثيرا من الشركات الأخرى يعتبر ذلك فرصة يلزم اقتناصها.
لاشك في أن زبائن قطاع DSL يحققون استفادة كبيرة، حيث يمكنهم التمتع بالخدمة والمكالمات الهاتفية مجاناً لمدة عام عندما يشتركون في الخدمة لمدة عامين متتاليين، هل تجني شركة يونايتد إنترنت أرباحا في مثل هذه الصفقة؟
بالطبع، فنحن لدينا في خدمة اتصال DSL هامش تجاري ذكي. فعندما نتمكّن من الحفاظ على الزبائن مدة عامين كاملين فإننا سنصبح نموذجا في الخدمة، أضف إلى هذا أننا نحقق هدفا استراتيجيا من خلال عملنا على زيادة حصة الزبائن المشتركين لدينا بالتعرفة على المكالمات بصورة منتظمة.
هل ستعمل الشركة على إهداء المزيد من الزبائن الجدد تلك الحصص من التعرفة على المكالمات؟
لا، لقد كان هذا عرضا مؤقتا وستسحب شركتنا الفرع 1 & 1 هذا العرض اعتبارا من بداية عام 2006 .
هل سيفقد السعر أهميته كمقياس للمنافسة بسبب حرب الأسعار المشتعلة هذا العام؟
للأسف لا، وليست كل الشركات المزوّدة تشعر بالرضا تجاه مركزها الذي تحتله في السوق: فشركة تيلي تو Tele 2 تُعتبر شركة مبتدئة، كما أن هناك شركة مثل فرينت فقدت شيئاً من مركزها في السوق. هاتان الشركتان، على سبيل المثال، ستحاولان ومن خلال خفض الأسعار زيادة حصتيهما من السوق من أجل تحقيق أرباح. وهناك شركات أخرى تريد العمل على تطوير بنيتها التحتية، وشركات أخرى يمكن أن تطرح للبيع، إضافة إلى الشركات التي تريد أن تكسب المزيد من المشتركين.
ألهذا نراك تتقرب من شركة أركور؟ هل هناك مصلحة في هذا؟
أنا لا أعرف بوجود عرض جدي لبيع شركة أركور.
هل هناك شركات من القطاع الخاص تريد ضم شركتي أركور ويونايتد إنترنت مع بعضهما بعضا؟
لا توجد أي محادثات فعلية في هذا الشأن حتى الآن. إننا نسير بصورة جيدة ونحقق نمواً ولا نرى أي ضرورة لمزيد من الشراء نظراً للطلب الحالي على الشبكة الألمانية.
ولكن ألن يكون من الأفضل اندماج شركة أركور ببنيتها التحتية وشركة يونايتد إنترنت التي يشترك فيها 1.75 مليون شخص لتقفا معا كمنافس قويً أمام شركة الاتصالات الألمانية؟
إن مثل هذا التحالف يفجر أكثر من تساؤل، بدءا من قيمة مثل هذه الصفقة وحتى توافق أو تنافر الشركتين على خلفية قاعدتهما الثقافية وبين هذا وذاك يوجد ألف سؤال آخر يحتاج إلى إجابة.
ولكن ماذا يحدث إذا أتيح في المستقبل نقل البرامج التلفزيونية من خلال خدمة DSL؟ ألا تحتاج خدمة التشغيل الثلاثي بنية تحتية مناسبة وإلا باتت غير مجدية؟
مهلاً قليلاً، ما التشغيل الثلاثي أولاً؟ إننا نقدم خدمة الإنترنت ونقدم أيضا خدمة المحادثات الهاتفية عن طريق الشبكةً. فإذا كنت تتحدث عن مشتركين يرغبون في متابعة برامجهم الصباحية المعتادة من خلال شبكة الإنترنت، فأنا أرى أن بروتوكول تلفزيون الإنترنت أمر مبالغ فيه، فنحن في ألمانيا لدينا شبكة تلفزيون جيدة، وهو ما يعني عدم إمكانية نمو سوق واسعة في هذا المجال. أما إذا كنت تقصد عرض ومشاهدة أفلام الفيديو حسب الطلب، فأنا أقول لك إن هذه الأخرى بالتأكيد ليست سوق المليارات التي سنخسرها غدا.
وعلى كل حال، فإن شركة يونايتد إنترنت يمكنها توفير الخدمتين من خلال بنيتها التحتية الحالية أو من خلال تقنية ADSL2+ التي تمكّن نقل 25 ميجابايت لكل 1.5 كيلو متر. وإذا أراد الناس مشاهدة المزيد من الأفلام عالية الجودة في الوقت ذاته، عندها ستلزم الحاجة إلى بنية تقنية VDSL الجديدة، وهي معدل مرتفع جداً من البايتات لخط الاتصال الرقمي المشترك، مثل الذي تنوي شركة الاتصالات الألمانية بناءه.
* ألا تخشى من أن تحاول شركة الاتصالات الألمانية إبعاد الشركات المنافسة كافة عن شبكتها عالية السرعة الجديدة؟
آمل ألاّ يكون هناك المزيد من الشركات في سوق الاتصالات في ألمانيا. فعندما تبقى شركة على الأقل إلى جانب شركة الاتصالات الألمانية، فمن المؤكّد أننا سنصبح نحن على القائمة الصغيرة. ومن الضروري أن تفتح شركة الاتصالات الألمانية بنيتها للشركات المنافسة، حيث يعد هذا الأكثر منطقية من ناحية اقتصادية. وإذا لم تسر الأمور بهذا الشكل، فمن المفترض أن يتم وضع شروط عامة ضمن هذا الإطار لتتمكن شركات أخرى من بناء بنية VDSL على المدى القريب أيضاً.
هل لديك مخاوف من أن تزداد شركة تي أون لاين قوةً عقب اتحادها مع مجموعة شركة الاتصالات الألمانية في السوق؟
لا، أنا لا أرى ذلك في الوقت الراهن. ولكن إذا كان لا بد من خلال ضم شركة الاتصالات الألمانية لشركة تي أون لاين أن تحظى بظروف إنتاجية أفضل منا، فعندها بالطبع علينا أن نتحرك. وهذا يعني بناء بنيتنا الخاصة بنا، أو تحقيق الإنتاجية من خلال شراء شركة أخرى.
متى ستتحسن سوق اتصال الخط الرقمي المشترك؟
من وجهة نظري أن السوق الآن مشبعة، حيث توجد سبع شركات تزويد هي التي تمسك فعليا بزمام السوق. وهذه الشركات هي: تي أون لاين، يونايتد إنترنت، إيه. أو. إل، أركور، فرينت، هاوس نت، وأباكس فيرساتل. وربما ستبقى من شركات التزويد خمس فقط. وهذه الخطوة لم تعد بعيدة، ولكن حالياً لا يوجد ضغط لأن الشركات السبعة كافة تحقق أرباحا أو تحقق تمويلاً جيداً.
كيف ترى سير خططك في سوق الهواتف الجوالة في ألمانيا؟
إننا نري ضرورة توفير خدمة الإنترنت على شبكة الجوال وهو أمر مهم للغاية لشركتنا، وسنسعى إلى تحقيقها. وحين تقوم هذه السوق، نريد أن نكون موجودين.
وكيف ترى تقدّم شركتكم؟
لا نزال في مرحلة التقييم.
هل تتطلع إلى امتلاك مزوّد شبكة فعلي لنموذج السوق الخاص بك؟
هذا احتمال وارد، ولكنا لن نعمل بأي حال من الأحوال على تقديم مزوّد رخيص إلى السوق من جديد.
كيف ستقوم بتطوير سوق الإعلان والترويج؟
تم بيع مدخلنا على الشبكة الألمانية، وشركتينا جي. إم. إكس، و1 & 1 جزئياً. ونحن نشهد المزيد من التوسّع من خلال شركتنا Adlink للدعاية وكذلك نشهد طلباً على شركتنا سيبلي كليك في فرنسا، ما يزيد من قوتنا.
كيف تتحرك السوق الخارجية؟
لقد أشرت إلى هذا، فالشركة تشهد عجزاً في الولايات المتحدة، ولكن ستكون أكثر جدوى في العام المقبل من خلال السوق الدولية. ويرتفع حجم الربح لدينا أكثر وأكثر في بريطانيا، وينخفض حجم الخسارة في الوقت ذاته في الولايات المتحدة. وفي فرنسا، سنعمل على الاستثمار أكثر في قطاع التسويق من جديد. وهذا من أهم الأهداف بالنسبة لنا.
وهل توجد دول أخرى جديدة من أوروبا أو آسيا على أجندتكم؟
إن التوسع على نطاق الدول يُعد مسألة بعيدة المدى بالنسبة لنا، ولكن علينا أن نطرح على أنفسنا السؤال: ما الأشياء التي يمكن أن تحققها شركتنا مجتمعةً معاً؟ وحالياً، علينا أن نكرّس جهودنا على ألمانيا، حيث من المفترض الوصول إلى اتخاذ قرار محدد حول سوق DSL خلال الأعوام المقبلة. وكذلك فإن نمونا في سوق الشبكة الألمانية أهم بالنسبة إلينا من أن نتوسع في دولة جديدة.
كيف ترى مظاهر النمو الخاصة بشركتكم؟
نحن ننمو بصورة أسرع مما خططنا له، حيث كان من المقدّر أن نحظى ما بين الفترة من عام 2003 إلى عام 2008 بنحو خمسة ملايين مشترك، وحجم المشتركين هذا حققناه اليوم فعلاً. فعلى سبيل المثال، في هذا العام وحده، سيبلغ عدد المشتركين لدينا نحو 700 ألف مشترك جديد في خدمة DSL، وفي العام المقبل سنحقق حجماً من المبيعات يزيد على مليار يورو لأول مرة.