حجاج مخالفون بلا تصاريح ينصبون خيامهم في قمم جبال منى

حجاج مخالفون بلا تصاريح ينصبون خيامهم في قمم جبال منى

حجاج مخالفون بلا تصاريح ينصبون خيامهم في قمم جبال منى

تلاحق فرق السلامة في المديرية العامة للدفاع المدني في المشاعر المقدسة، حجاجا مخالفين دخلوا المشاعر دون تصاريح نظامية، ونصبوا مئات الخيام على قمم جبال منى، معرضين أنفسهم للمخاطر.
وشرع نحو 20 فرقة سلامة تابعة لدفاع المدني في ملاحقتهم ومنعهم من تسلق الجبال، كما شرعت لجان مكونة من ثلاث جهات حكومية لمنع الحجاج من نصب الخيام.
وأبلغ "الاقتصادية" اللواء علواني جداوي قائد قوات الدفاع المدني في الحج، أن هناك لجنة مختصة تمنع نصب المخيمات على الجبال حتى لا يعرض الحاج نفسه للخطر جراء خروج هذه المواقع عن الحدود الطبيعية للمشاعر، والتي يصعب بالتالي مواجهة أي مشكلة يمكن أن تحدث على سفوح الجبال. وبيّن أنه تم وضع سياج حديدي على بعض المواقع الجبلية لمنع وصول الحجاج إليها ويوجد نحو 20 فرقة سلامة تلاحق هؤلاء الأشخاص لمنع تسلقهم الجبال.
من جهته قال حاتم قاضي وكيل وزارة الحج، إن هذه الظاهرة تتكرر كل عام على الرغم من وجود أكثر من 42 ألف خيمة وفرتها الدولة في مشروع تطوير منى بتكلفة ثلاثة مليارات مجهزة بكافة الخدمات التي يحتاج إليها الحاج طيلة فترة إقامته في المشاعر المقدسة. ونفى تدخل الوزارة في تحديد الأسعار لدى المؤسسات وتبقى هذه الخدمات تحت منظور العرض والطلب ونوعية الخدمات المقدمة.
وبيّن قاضي أن الأنظمة والتعليمات التي أقرتها الجهات المعنية واضحة وصريحة في هذا الشأن وهي تنص أن على المواطنين والمقيمين الانخراط ضمن حملات حجاج الداخل, والحصول على تصاريح نظامية تؤكد عدم تأديتهم للفريضة قبل خمس سنوات لما يشكله ذلك من عبء ثقيل على الخدمات والبنية التحتية وما يغرزه من ظواهر سلبية أهمها الافتراش والتدافع على جسر الجمرات.
وفي جولة لـ "الاقتصادية" على سفوح جبال منى رصدت أمس أعداداً كبيرة من المواطنين والمقيمين وفدوا إلى مكة المكرمة قبل إقامة نقاط الفرز رغبة منهم في أداء فريضة الحج دون الحصول على تصريح نظامي أو الانضمام لبعثات حج رسمية تؤمن لهم المأكل والمشرب والمسكن الخدمات كافة التي قد يحتاجون إليها. وسجل المواطنون نسبة 60 في المائة من الساكنين على قمم الجبال فيما سجل المقيمون نسبة 40 في المائة.
وتحدث لـ "الاقتصادية" مواطنون من أعلى قمم جبال منى يقولون إن إمكانياتهم المادية هي التي دفعتهم إلى تسلق سفوح جبال منى، كما رصدت الجولة حجاجا متخلفين تسربوا إلى المشاعر المقدسة يحاولون أداء فريضة الحج ومزاحمة الحجاج النظاميين.
وينشط في موسم الحج قيام وافدين من جنسيات مختلفة يديرون عمليات بيع علنية لمواقع تم حجزها قبل موسم الحج في قمم جبال منى مقابل الحصول على مبلغ من المال يصل إلى 150 ريالا للموقع ويزيد على حسب البعد والقرب من جسر الجمرات وجاءت هذه الظاهرة التي تعاني منها الجهات المعنية بسلامة الحجاج في كل عام رغم التحذيرات التي تطلقها والإجراءات التي تتخذها والتي تعمل على منع الحجاج من تسلق جبال منى الشاهقة.
ويلجأ عدد كبير من الحجاج في ظاهرة لافتة للنظر لنصب خيامهم فوق سفوح جبال منى، خاصة تلك التي تقع عند تقاطع جسر الملك خالد مع طريق الملك فهد قرب الجمرات. ويلاحظ أن الحجاج يستخدمون الأشرعة والأغطية لنصب الخيام التي تقيهم أشعة الشمس نهارا، أما في المساء فإنهم يغادرون هذه الخيام. ولوحظ أن النسبة الكبرى من هؤلاء الحجاج هم من المقيمين من جنسيات آسيوية، الساكنين في مكة المكرمة وهناك عدد أيضا من السعوديين. واكتظت الجبال المحيطة بمشعر منى بنحو 10 آلاف حاج يسكنون في مخيمات نصبت بطريقة مخالفه للأنظمة والقوانين التي سنتها الجهات المسؤولة عن الهيكل التنظيمي للحج.
يُذكر أن سفوح الجبال التي اتخذ منها الحجاج مواقع لهم تمت تسويتها أخيرا في مشروع ضخم نفذته وزارة الشؤون البلدية والقروية هذ العام لتهذيب جبال منى وتوسعة الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتطوير الجسر العام المقبل وزادت الرقعة المستوية بنحو سبعمائة ألف متر مسطح. وصدرت أخيرا الموافقة على إنشاء ست عمائر تابعة على سفوح جبال منى تستثمرها مصلحة التقاعد والتأمينات الاجتماعية.

الأكثر قراءة