بدء الخطة التشغيلية لمنع تدافع الحجاج على صعيد عرفات
تنفذ قيادة قوات أمن الحج اليوم، خطة تشغيلية لجبل الرحمة، خلال وجود ضيوف الرحمن على صعيد عرفات، بمشاركة كافة الجهات الحكومية والأهلية، لمنع عمليات التدافع خلال صعود الحجاج إلى الجبل.
وكشف حاتم قاضي وكيل وزارة الحج أن الخطة التشغيلية التي تشارك فيها كافة الجهات الحكومية المعنية، تقوم على إيجاد حزام أمني حول الجبل، لمنع عمليات التدافع، خلال صعود ضيوف الرحمن إلى الجبل، أو النزول منه لحماية ضيوف الرحمن، فيما ستقوم أمانة العاصمة المقدسة بتوفير مراكز خدمات حول الجبل، لتمكين الحجاج من الحصول على المياه والوجبات.
وأشار إلى أن الخطة التشغيلية تشرف على تنفيذها قوة أمن الحج بالتنسيق مع الجهات المعنية، مبيناً أن مؤسسات الطوافة ستوجد فرقاً ميدانية حول جبل الرحمة، لإيصال الحجاج التائهين إلى مخيماتهم، لأن الكثير من الحجاج يصلون إلى الجبل، ثم يتوهون ولا يستطيعون العودة إلى مخيماتهم، ولذلك تم تكليف مؤسسات الطوافة بإيجاد فرق ميدانية حول الجبل، تتولى إيصال الحجاج إلى مخيماتهم.
ويتحرك صباح اليوم نحو مليوني حاج منذ ساعات الصباح الأولى نحو صعيد عرفات في يوم الوقفة الكبرى، مشكلين بذلك أكبر تظاهرة إسلامية في مساحة صغيرة لا تتعدى كيلومترات، معلنين بدء فريضة الحج، وسيؤدي الحجاج صلاتي الظهر والعصر قصراً وجمعاً، ثم يبدأون قبيل غروب الشمس في مغادرة عرفات، و هو ما يعرف بـ"النفرة"، متجهين إلى مزدلفة ومنها إلى منى.
وكان الحجاج قد توافدوا أمس إلى منى، وهو اليوم المعروف بـ "التروية"، للمبيت فيها. وأعدت كافة الجهات المعنية بشؤون الحج خططا لعملية تصعيد الحجاج إلى عرفات، ويقوم نحو60 ألف رجل أمن بحماية الحجاج في عرفات، بينما ترافقهم طائرات عمودية وكاميرات مراقبة ترتبط بمركز القيادة والسيطرة لأمن الحج، وتعد عرفات المشعر الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وكانت قبيلة "الحمس"، وهي من قبائل العرب وعلى رأسها قريش لا تقف في عرفة، بل تقف بإجماع تشريفاً للحرم، فجاء الإسلام، وجعل الحج لا يتم إلا بالوقوف في عرفة، فقال صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة"، تأكيداً على أن من لم يقف في عرفة لا حج له. وعرفات ليس بجمع عرفة، وإنما هي مفرد على صيغة جمع، وهي الفسيح من الأرض، محاط بقوس من الجبال، يكون وتره وادي عرنة، من الشمال الشرقي يشرف عليها جبل أسمر شامخ يسمى جبل "سعد"، ومن الشرق يشرف عليها جبل أشهب، وهو أقل ارتفاعا من سابقه، وتشرف عليها سلسلة سوداء من جهة الجنوب تسمى "أم الرضوم"، أما من الشمال إلى الجنوب الشرقي فيمر وادي عرنة.
جبل عرفات معروف باسم "جبل الرحمة"، وهو عبارة عن أكمة صغيرة يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف، ولا يعد الوقوف على الجبل من واجبات الحج، لقوله صلى الله عليه وسلم "وقفت ها هنا بعرفة، وعرفة كلها موقف".
ويقف الحاج في مشعر عرفات بعد صلاة الظهر، من اليوم التاسع من ذي الحجة، ويجوز الوقوف إلى فجر اليوم العاشر، ولجبل الرحمة العديد من الأسماء منها "القرين"، وكان يسمى قديماً "ألالا" و"النابت".
وأولت السعودية منذ أسسها الملك عبد العزيز, رحمه الله, وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عرفات جل عنايتها واهتمامها، وقامت بتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية والعملاقة، وأنفقت عليها مليارات الريالات.