نحن بلا هوية..
"مَن جد وجدّ وَمن زَرع حصد" تلك الحكمة الكل سمعها وقرأها. العاملون بتلك الحكمة هم كثر، ومن لم يعمل بها كثر أيضا، وكلاهما في ازدياد. ومع استقطاب كثير من الأبناء المستجدين والمنضمين إلى بحر التربية والتعليم, تم تأسيس العمل بها، كي يُصنع من ذلك قبطان ومبحر في سلَك هذا البحر.
الكل يعلم أنه بعد المرحلة الثانوية تأتي المرحلة الجامعية المختلفة جذريا عن الابتدائي والمتوسط والثانوي. منذ زمن ليس ببعيد اُستحدث شيء فوائده جمة, ألا وهو السنة التحضيرية، وهي تعتمد كليا على اللغة الإنجليزية. استوقفني حديث أحد الدكاترة في إحدى جامعات المملكة عندما قال: مستوى الطلاب في اللغة الإنجليزية صفر. لماذا قال ذلك؟ بالطبع كانت لديه خبرة من سنوات قضاها في الجامعة, مُمَثّلا بدكتور المادة الإنجليزية, أتى في بالي سريعا عدة أشياء، من ضمنها من المتسبب في تدني مستوى اللغة الإنجليزية لدى الطلاب، مع العلم بأن الطالب قد تعلم اللغة الإنجليزية في ست سنوات مضت, لكن النتيجة (لا شيء). إذاً هنالك خلل ما في ذلك المشوار، فأين تلك السنوات التي درسها الطالب؟ أين تلك الساعات التي قضاها في تعلمه لتلك اللغة؟ أين وأين وأين وأين.. لن ننتهي من هذه التساؤلات التي لن أجد أحدا قادرا على الإجابة عليها.
المرحلة الثانوية لها 30 في المائة من نسبة القبول في الجامعة, لذا في اعتقادي أنه حتى لو نقصت درجات كثيرة في مادة الإنجليزي فهي لن تضر الطالب كثيرا، بل ستتضح فوائدها بعد التخرج من الثانوي. وسيكون الطالب مستوعبا ولو بنسبة 30 في المائة من اللغة الإنجليزية. مع الوقت سيزيد حب الناس لهذه اللغة، التي تعد الآن من أهم الأمور في التعليم، فعلى نطاق عالمي الكل يتحدث بهذه اللغة, وأصبحت هي اللغة الأم.
لكن مع الأسف إن نسبة 80 في المائة من طلابنا المتخرجين من الثانوية لا يعرفون اللغة الإنجليزية. لا يعرف سوى الحروف والبعض من القواعد التي بنيت عليه هذه اللغة, ومن الصعب جدا أن نجد الطالب يتعلم اللغة الإنجليزية من هذه السنوات الست.
عدد القراءات: 638