التنفيذ الفوري والقياسات المناسبة سر نجاح المنافسة في بناء السفن

يتهافت هواة السيارات على الموديلات الجديدة لدى طرحها في السواق ويتنافسون لمعرفة قدرة السيارة على التسارع في أقل زمن أو أقصى سرعة يمكن أن تصل إليها وقدرة السيارة الجديدة على المرونة في مواجهة الأخطار. أما صناع وهواة سفن الحاويات فإنهم يهتمون بأمور أخرى ويسألون أساسا عن طول السفينة وعرضها وسعتها وعدد المرابط، التي يمكن استخدامها.
ومن خلال هذه المعايير نجح دو سوون كو نائب رئيس مجموعة شركات بناء السفن والآلات الكورية هونداي للصناعات الثقيلة، HHI قبل عدة أسابيع في اجتذاب أعين الزبائن حين قام بطرح وعرض مشروع تشييد حاوية جديدة صممها مهندسون كوريون بالتعاون مع شركة جيرمانيشير لويد، GL الألمانية والتي يقع مقرها في مدينة وميناء هامبورج، شمالي ألمانيا.
يبلغ طول الحاوية الجديدة حسب المواصفات 382 متراً، وعرضها 54.2 متر، والعمق: 13.5 متر، وتصل حمولتها إلى 13.440 طن متفوقة على الحاويات القياسية TEU التي يبلغ متوسط حمولتها 400ر11 طن.
وقال دو سوون كو أمام العارضين إن الكوريين جادون فيما يفعلون ضاربا مثالا على ذلك بالقول إنه إذا عقدت صفقة بناء معنا اليوم فإننا نطلب الحديد اللازم لبدء العمل من الغد مباشرة. وحسب بعض الإشاعات غير المؤكدة حول ميرسك، وهي أكبر شركة مبيعات لحاويات المحيطات في العالم، قال إنه لا بد أن تكون المضاربة قد بدأت مباشرةً قبل صدور أي شيء رسمي.
من جانبه يؤكد تريفور كرو المحلل الاقتصادي في شركة ماكليرهاوس اللندنية أنه ستتم صناعة المزيد من سفن الحاويات الكبيرة مبررا تقديراته بزيادة حجم النمو في مبيعات الحاويات حول العالم، وهو الشيء الذي سيؤدي باستمرار إلى بناء سفن أكبر.
ويجري التركيز على قنوات الاتصال بين آسيا وأوروبا أو أمريكا الجنوبية، التي ستتكاثف فيها حركة الحاويات حيث تتحول السفن اليوم إلى أعلى سرعة وأقصى حمولة ممكنة لتتمكن من نقل جميع البضائع بين القارات تحقيقاً لاقتصادات السوق الضخمة .
وتعتبر شركة كونتي من ميونيخ لصناعة حاويات المحيطات هي الأولى التي تُصنّع الحاويات ضمن مقاييس 9500 TEU. وتبدو تكاليف تشييد الحاويات العملاقة قليلة في حالة استخدامها على خطوط رحلات الملاحة الطويلة، كما أن رسو الحاوية الواحدة في الميناء يوفر الوقت والمال بدلا من رسو عدة سفن صغيرة حتى وإن كانت الضرائب والرسوم المفروضة علي الحاوية تزيد على نظيرتها المفروضة على السفينة الصغيرة.
وعلى الرغم من هذا فإن بوكهارد ليمبر خبير القطاع من مؤسسة بريمر لاقتصاد الملاحة يقول إن السوق ستشهد أيضا طلباً متزايداً على السفن الصغيرة فليست كل الموانئ تهيئ الظروف المناسبة للحاويات العملاقة ومن أهمها عمق الغاطس ولهذا غالباً ما يتم توزيع البضائع في الموانئ من الحاويات الكبيرة على سفن أخرى صغيرة.