3 تشققات أرضية ترعب أهالي "لينة".. والمختصون يعتبرونها ظاهرة طبيعية

3 تشققات أرضية ترعب أهالي "لينة".. والمختصون يعتبرونها ظاهرة طبيعية

حذر الدفاع المدني في محافظة رفحاء من خطورة الاقتراب من التشققات الأرضية الموجودة بالقرب من مركز لينة (150 كيلو متر) جنوبي محافظة رفحاء، خاصة من قبل الرعاة والمتنزهين باعتبار هذه المنطقة من أكبر المناطق الرعوية في منطقة الحدود الشمالية.

على حافة "أعيوج"

وتمتد هذه الشقوق على الاتجاه بين 30 ـ 40 درجة غرب الشمال وتتفاوت في أطوالها، حيث يمتد الشق الشرقي إلى 200 متر، ويمتد الشق الأوسط إلى 300 متر، والشق الغربي يصل إلى 325 متراً، أما من جهة عرض الشقوق فهو يتفاوت من بضعة سنتيمترات إلى ما يزيد على مترين.
وتقع الشقوق في منطقة منخفضة على حافة وادي يسمى "أعيوج"، ويتميز التركيب الجيولوجي للأماكن الواقعة بين الشقوق "غربي منطقة الشقوق"، بالمحافظة على التركيب التطبقي الأصلي "منطقة التطبق"، بينما المنطقة الواقعة شرقي الشقوق تتميز بالتهشم فتظهر القطع من الصخور متنافرة ومتكسرة "منطقة التهشم".

فقدان مزيد من الأرواح

أمام ذلك وجه الرائد مناحي مؤنس الرويلي مدير إدارة الدفاع المدني في رفحاء، بخطاب إلى مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد في المحافظة يطلب فيه حث خطباء الجوامع إلى التطرق لتحذير المواطنين من الاقتراب أو الرعي قرب الشقوق الأرضية في المنطقة، للحيلولة دون فقدان أرواح خاصة من الرعاة وأهالي البادية بعد أن راح ضحيتها عدد من المواشي.

3 فتحات شبه متوازية

ويحسب الباحثين الدكتور خالد سليمان الدامغ وعبد الله السبتي من معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، فإن هناك دراسة أجريت لهذه الظاهرة الجيولوجية حول مدينة لينة، من خلال الاطلاع على الخرائط الجيولوجية والطبوغرافية للمنطقة، بغرض مسح المنطقة المعنية بدقة أكبر، حيث تبين للباحثان أن هذه الشقوق عبارة عن ثلاث فتحات شبه متوازية ومتعرجة بشكل كبير، وبمعدل عمق يصل من أربعة أمتار إلى 11 متراً، وتقع في الرصيف العربي، وذلك ضمن متكون "العرمة"، و"أم رضمة" المشهور بظاهرة التكهفات "الدحول"، فضلاً عن أن هذه الشقوق قديمة وترجع إلى نحو 50 سنة.

الرواسب البحرية

وعزا الباحثان في دراستهما التي قدماها بهذا الشأن تكوّين هذه الشقوق إلى الانهيارات المرتبطة بالظواهر الكارستية وهي الظواهر الناتجة من عملية ذوبان الرواسب البحرية "رواسب الجير والجبس"، حيث إن الرواسب الجيرية تمثل المادة الرئيسة لصخور متكون العرمة الذي تقع عليه منطقة الدراسة، ولدى هذه الرواسب قابلية عالية للذوبان في المياه، لا سيما مع وجود حمضية خفيفة يسهم في تكوينها غاز ثاني أكسيد الكربون المختلط مع ماء المطر ليكون حمض الكربونيك الخفيف، وهذه ظاهرة جيولوجية معروفة وتحدث باستمرار وبطء وتسهم في تشكيل العديد من التضاريس الجيولوجية المعروفة.

تعرض الصخور للإذابة

وفسرت هذه الظاهرة من الناحية العلمية بتعرض الصخور الجيرية السفلى لعمليات إذابة مستديمة بسبب الماء المتخلل عبر الشقوق السطحية إلى باطن الأرض، أعقب ذلك تكون فجوة باطنية استمرت في الاتساع مع استمرار المياه في النفاذ خلالها حتى وصل حجم الفجوة إلى حد لم يستطع فيه سقف الصخور التحمل وحد الانهيار الذي نشأ عنه تهشم صخور السقف "منطقة التهشم" وتشقق عمودي في الطبقات الملاصقة للسقف.

مزيد من الفجوات الباطنية

وأشار الباحثان في دراستهما إلى احتمال وجود مزيد من الفجوات الباطنية التي قد ينجم عنها مزيد من الانهيارات، لكنهما قالا إن خلو المنطقة من العمران ومن أي منشآت حيوية يقلل جداً من خطورة مثل هذه الاحتمالات.
وطمأن الباحثان السكان في المناطق القريبة من الشقوق، حيث لا توجد مخاطر بإذن الله عليهم، وذلك لبعد هذه الشقوق عن المنطقة السكانية حيث تقع على بعد عشرة كيلو مترات جنوب شرقي المدينة، خاصة وأن هذه الشقوق غير مرتبطة ظاهرياً بفوالق أو امتداد لفوالق، ولا توجد حركة أفقية أو عمودية يمكن ربطها بحركة تكونية على هذه الشقوق.

تلوث المياه الجوفية

وأوصى الباحثان بردم هذه الشقوق - نظراً لإمكانية تلوث المياه الجوفية في المنطقة التي يستخدمها سكان قرية "أعيوج" في تغذية آبار الري في القرية، وذلك لما لوحظ من وجود جيف لبهائم قد تكون هلكت في الشقوق أو رميت بها بعد موتها.

بحاجة إلى لوحات تحذيرية

وأشار الباحثان إلى أنه يمكن الاستعاضة عن الردم بلوحات تحذيرية، مطالبين بإجراء كشوفات جيوفيزيائية ملائمة لاختبار الظاهرة والفرضيات السابقة، باستخدام طريقة التصوير الكهربائي ثنائي الأبعاد أو حتى ثلاثي الأبعاد.

الأكثر قراءة