نمو هائل في السوق الغذائية السعودية وظهور أسواق خليجية واعدة
تشهد أوروبا تدنيا في معدلات النمو والربح بشكل عام، حيث تشتد حمى المنافسة بين الشركات في السوق. وبسبب الضغوط التجارية تقدم الشركات لزبائنها خدمات مجانية لا يحظى بها زبائن الأسواق الأخرى.
من جهته، أكد هانز بيتر فيلد رئيس المصنع الذي يحمل اسمه لإنتاج المواد الطبيعية التي تدخل في مكونات المشروبات والمواد الغذائية وجوده من خلال تزويد شركة المراعي وهي كبرى شركات الحليب في المملكة العربية السعودية. وقامت شركة المراعي بإنشاء مصنع تبلغ مساحته نحو 12 هكتاراً. ويقول فيلد إن النمو السكاني والعمّالة الأجنبية والسياحة وارتفاع معدلات الدخل مع تزايد الطلب و الاستهلاك تعمل جميعا علي تحفيز النمو في هذه السوق. ويتساءل قائلا: "إذا لم يشرب الناس العصائر والمرطبات بكثرة في هذا الطقس الحار فمن يفعل إذن"؟ وفيما مضى كان يتم استيراد الكثير من المواد الأولية أما اليوم فيتم إنتاج كل ذلك داخل المملكة.
واستثمر فيلد نحو 22 مليون يورو في المناطق الصناعية الجديدة في دبي، حيث من المخطط إنتاج مشروبات مركّزة خالية من الكحول، مثل عصائر البرتقال، المانجو، المشروبات الممزوجة محلياً، وعصائر الفيتامينات المتعددة. وستقوم هنالك أسواق جديدة. يذكر فيلد كذلك إيران والعراق. واحتضن المعرض الأخير للشركة الكثير من التجار اللبنانيين الذين يقومون ببناء المصانع لإنتاج المشروبات.
ويقول فيلد: "سنعمل في المستقبل على تزويد المواد الخام أيضاً".
وعندما يدور الحديث عن الأسواق الجديدة لا تغيب الصين أيضاً عن ذهن فيلد فهي سوق ضخمة وتسير فيها أعماله الخاصة بصورة جيدة وسيتم تعزيز هذا الوجود أكثر وأكثر حسب قوله. وتبلغ قيمة استثمارات فيلد نحو 20 مليون يورو. ويقول فيلد "علينا أن نتوسع فنحن نعمل بأقصى طاقتنا الإنتاجية ". ويحقق النمو في حجم السوق الصينية تقدما كبيرا وسريعا للغاية فالسوق الصينية تمثل بالنسبة لفيلد نحو ثلاثة أضعاف السوق النمساوية. ويحقق فيلد نجاحا وأرباحا في السوق الصينية على عكس كثيرين من أصحاب المشاريع الأوروبيين هناك.
أما سوق النمو الثالثة بالنسبة لفيلد فهي الولايات المتحدة حيث تضاعفت الطاقة الإنتاجية وحققت المبيعات نموا بلغ نحو 30 في المائة سنوياً، وهو ما يمثل نصف حجم السوق الأوروبية. ويتركز نمو فيلد بالأخص في سوق المشروبات الجديدة و المبتكرة من عبوات المياه ذات الرائحة والطعوم المختلفة والمياه بالفيتامينات ومشروبات الطاقة مثل ريد بول، أو المشروبات الممزوجة بالشاي الأخضر. "هذه الشركات التي ندعمها منذ التأسيس، تحقق اليوم 300 مليون دولار من حجم المبيعات، وهي من زبائننا".
أما في أوروبا فإن معدلات النمو والربح ضئيلة، حيث يسيطر هنا المزيد من المنافسة، ويحظى الزبائن بالخدمات التي بالمقابل تُقدّم مجاناً بالمقارنة بالأسواق الأخرى. ويقول فيلد إن الأسواق مشبعة ولاسيما السوق الألمانية ويقول فيلد: "هنا لا يمكن لبعض الاستثمارات أن تنشئ مصنعاً لتعبئة الزجاجات، ولا يوجد حتى المال لبناء علامة تجارية"، حيث إن الضغط التجاري على الشركات المصنّعة المتوسّطة ضخم جداً.
وتسهم السوق الدولية بصورة خاصة في نمو المجموعة. ووفق تقديرات فيلد فمن المفترض أن يتضاعف حجم المبيعات كل خمسة أعوام. ويبدو أن أرباحه تتعدى المليار يورو وتقل عن ملياري يورو لكن فيلد يرفض التحديد. وحسب التصريحات من المفترض أن يسجل حجم المبيعات مع نهاية عام 2007 نحو ملياري يورو.
ويتحدث فيلد عن صفقات الاستحواذ. ولم تسفر المحاولتان السابقتان للتوسع عن نتيجة مثمرة. فقد أخفق فيلد في اقتناص المجموعة الدنماركية هانسين التي تقوم بتصنيع المواد الإضافية للمواد الغذائية كما فشل أيضا في شراء شركة أتيس الفرنسية التي تنتمي اليوم بصورة غير مباشرة إلى مجموعة سودتسوكر. لكن فيلد نجح في ضم مصنع ألماني سويسري لتجهيز الفواكه في شرق ألمانيا.
ويشير فيلد إلى أن هذا المصنع يسير بصورة جيدة ضمن مصانع إنتاج تحضيرات الفواكه في مدن رون و هايدلبيرج ومن بولندا أيضا .
ولكن السوق مُشبعة والأرباح ضعيفة. "نحن نكسب الأموال دوماً من خلال ابتكار منتجات جديدة وحديثة" وفي السابق كان يستلزم الأمر فترة طويلة لتسخين الفواكه، والعمل على تعبئتها. "وعلى ذلك أن يتم بطريقة أسرع، ونحن نملك التكنولوجيا التي تجعل من ذلك ممكناً".
ومن المفترض ألاّ تفشل محاولات الضم المستقبلية ويقول فيلد "سنعمل على تحقيق أمور أكبر إذا سارت الأمور على ما يرام". ويمكن للمجموعة أن تنمو بصورة أسرع "ولكن نحن لا نريد أن نكون معتمدين على البنوك". وفي الوقت الراهن يحظى فيلد بالقروض الائتمانية دون كفالة. وحجم رأس المال الخاص مرتفع جداً، ويكفي دوماً لمتطلبات معيار"بال2". ولدى فيلد قانون ثابت بتوزيع نحو ربع الربح، والباقي يظل في الشركة.