تائهو تشاك جونز و حكاية الـloony tunes
شخصيات يصعب الجزم بسلوكها تجاه أي حدث..!
مهارة هائلة في قلب الثوابت من خلال صنع (ضعيف من ضخم) و(جبار من صغير).
ضحك لأجل الضحك ... وتعرية من خلال التتويه!
من هو صانع كل هذه التناقضات؟
إنه تشاك جونز المولود في عام 1912 في مدينة سبوكين، واشنطن، وانتقل مع أسرته إلى جنوب كاليفورنيا قبل أن يتم عامه الأول. اطلع هناك على صناعة الفيلم في مرحلة ولادتها، ويحكى أنه كان يتسلق سور الاستوديو لمتابعة تشارلي تشابلن أثناء أدائه بعض مشاهد أفلامه.
شجعه والداه على الرسم، لدرجة أن والده وافق على أن يترك المدرسة في سن الخامسة عشرة وينتقل للدراسة في معهد تشوينارد للفنون. بدأ بمزاولة الرسم في أوج فترة الكساد ولم يكن يطمح لأكثر من وظيفة تحتوي موهبته في إحدى المطبوعات الساخرة، لقاؤه شريك والت ديزني السابق آيويركس مهد لانضمامه إلى العمل ضمن فريق من المحترفين في استوديوهات فليدينج للرسوم المتحركة ومنهم والتر لانتز مبتكر شخصية وودي ناقر الخشب. وليتكم تعرفون كيف بدأ، فقد رضي تماماً بما عرض عليه من وظيفة اسمها (عامل غسيل شرائح) وانتقل بعدها لوظيفة (ممرر رسمات) وكان هذا أقصى ما حصل عليه من ترقية هناك!
انتقل بطموحه للعمل ضمن استوديوهات ليون شليزينجر والتي كانت تزود شركة الإخوة وارنر العملاقة برسومات متحركة، لتولد من هناك علاقة استمرت لمدة 30 عاماً. تتلمذ على أيدي المخرجين فريلينج، تاشلين و آفري ولهم يعزى الفضل في تعليمه مفارقات التوقيت الدقيقة وصناعة شخصيات مليئة بالحيوية وإعمالهم معاً من خلال فوضى متهللة، وسرعان ما تم ترقيته لوظيفة صانع رسوم متحركة وبدأ في العمل على إحياء شخصية الأرنب بجز Bugs Bunny والبطة دافي Daffy Duck ومنها انتقل لشغل وظيفة مخرج رسوم متحركة وهي أقصى ما يمكن أن يطمح إليه فنان كاريكاتير لديه ما يقوله من خلال عدد من شخصيات مبتكرة، واستمرت حكاية نجاحه من الأربعينيات وحتى وفاته في عام 2002 عن 89 عاماً.
إنجازاته:
* حاصل على جائزتي أوسكار عن فيلم "لأسباب تحسسية" بطولة الصياد بيبي لي بيو، وفيلم قصير بعنوان "الكثير مقابل القليل" عن فئة الأفلام الوثائقية وهذا ما لم يسبقه إليه أحد.
* حصل على الكثير من جوائز التكريم عن عدد من أفلامه التلفزيونية.
* تم تكليفه من قبل شركة إم جي إم بإعادة إنتاج أفلام توم وجيري.
* حصل على أوسكار للمرة الثالثة في عام 1965 عن فيلم قصير بعنوان "النقطة والخيط".
وتطول القائمة.... ولكن تبقى الحقيقة أن هذا الشاب الذي بدأ في عام 1931 بعد تخرجه في كلية الفنون بالبحث عمن يقتنع بقدراته وقبل بوظائف عمالية لا تستوعب ما لديه من قدرات ومنها انطلق في مسيرة توّجها بامتلاكه استوديوهات تنتج الرسوم المتحركة حتى قال ذات مرة: "ما زلت مندهشاً من أن هناك من يريد أن يعرض عليّ عملاً ويجعلني أمارس ما أعشق ممارسته".
لكني أؤكد لكم أنه كان على علم بأنه السبب في وصول الرسوم المتحركة إلى مصاف الفنون الراقية بسبب عبقريته في السخرية وإبداعه في صنع نمط مبتكر من التزامن الوقتي للأحداث, ناهيكم عن القاعدة الذهبية لإطلاق كل هذا بموهبته الماسية في الرسم الكاريكاتوري، فمن منا سينسى "باجز باني" مروراً بـ "تويتي" أو "رود رانر" أو "القرصان سام" أو "تاز".... وصولاً إلى القط التعيس "سلفستر"...؟
تظل هناك حقيقة أخرى لطالما اعترف بها تشاك جونز، وهي أنه لولا رحابة المناخ الفني في بلاده لما أمكن لكل هذه الأحلام أن تتحقق.