هدوء في نشاطات الضم والاستحواذ بين الشركات الرئيسية

تحتل شركة بيزنس أوبجيكتس Business Objects SA ومقرها في فرنسا المركز الثاني على مستوى الشركات الأوروبية في مجال الأنظمة وبرمجيات الحواسيب بعد شركة ساب مباشرة ومن المتوقع أن يتجاوز حجم مبيعات الشركة مع نهاية العام الجاري مليار دولار.
ويبدو جون شفارتس رئيس مجلس إدارة الشركة سعيدا جدا بهذه التوقعات ويقول: "تمكنت الشركة ومن خلال أدائها في السنة الماضية من تحقيق هذه النتيجة الإيجابية حيث تسير الأمور في السوق بصورة جيدة"
وتخطط الشركة لتعزيز النمو الذي تجاوز حجمه نسبة 20 في المائة مقارنة بأرقام العام الماضي وذلك من خلال اجتذاب المزيد من الزبائن وكذلك توحيد المقاييس حلول الأنظمة البرمجية لما يسمى بـنظام برامج Business Intelligence في السوق. كما يظهر تطوّر إيجابي آخر للشركة و يتمثل في ارتفاع أسعار أسهمها خلال الاثني عشر شهرا الماضية بنحو 60 في المائة.
ويقول شفارتس إن عامل الحسم بالنسبة إلى الشركة يتمثل في نوعية مثل تلك البرامج التي زود بها البريد الألماني (دويتشيه بوست).
و تقوم بتحليل معطيات السوق و توجهات الزبائن علي المدى الطويل. وتضع مجموعة بيزنس أوبجيكتس البريد الألماني تحت تلك التجربة منذ أعوام بهدف تمثيل معدلات الإنتاجية لمراكز البريد المتعددة من أجل تجهيز البيانات للطبقات الإدارية المختلفة بسرعة ومقارنتها بعضها مع بعض. وتعد هذه العلاقات التجارية التي يحققها البريد الألماني حالياً مهمة جداً للمجموعة.
ولهذا السبب تعمل مجموعة بيزنس أوبجكتس على إعادة هيكلة تشغيلها ويقول شفارتس إن هدف المجموعة هو توفير موظفي التركيب و التشغيل لخدمة الزبائن على المدى البعيد. و ينوي شفارتس تحقيق المزيد من التقدّم في تطوير البرامج بهدف تحفيز فرص النمو الإضافية للشركة حيث من المفترض أن يتم استخدام خيارات البرامج في المستقبل بصورة متزايدة لاتخاذ قرارات بالغة الأهمية.
وعلى هذا الطريق، ينوي شفارز أن يعمل باستمرار على ضم الشركات الصغرى لسد ثغرات التكنولوجية. ويقول شفارتس إن المجموعة ستقوم بإنتاج نحو نصف البدائل التكميلية بينما سيتم توفير النصف الآخر من خلال الشراء. وكانت إحدى عمليات الضم الكبرى حين قرر شفارتس شراء شركة كريستال ديسيشينز، Crystal Decisions في كانون الأول (ديسمبر) من عام 2003. وقدرت قيمة الصفقة بنحو 820 مليون دولار ليصبح هذا هو أضخم مبلغ دفع في مجال شراء شركة من قطاع Business Intelligence. ويقول شفارتس على صفقة الضم هذه:
" إن مثل هذا الشكل من الانضمام يمكن أن يضاعف بالفعل حجم الشركة بصورة ضخمة، لكنه في المقابل يسحب الأموال بشدة من تحركات السوق لمدة تراوح بين عام إلى عام ونصف وهنا يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضياع بعض الفرص".
ولا يتوقّع شفارتس أن تقوم مجموعات شركات الأنظمة والبرمجيات الرائدة، مثل مايكروسوفت، أو ساب، أو IBM، أو أوراكل بشراء شركات كبرى في مجال خدمة نظام Business Intelligence مثل شركة بيزنس أوبجيكتس، وكوجنوس، وهيبيريون على الأقل في المستقبل القريب. ويقول شفارتس "إن شركة مايكروسوفت نفسها لم تعمل على ضم هذا القدر الكبير من الشركات الكبرى. وتنشغل شركة ساب الآن في بناء قاعدة الشبكة، وتعمل أوراكل على مدى فترة من الوقت في مزج وتداخل الشركات التي قامت بشرائها. ويضيف قائلا إن مجموعة بيزنس أوبجيكتس يمكن أن تتوافق بشكل كبير مع شركة IBM التي تبحث منذ فترة عن شريك لها.
ويقول شفارتس: "تحتفظ شركات التزويد مثل شركة بيزنس أوبجيكتس بمعايير مستقلة لها لقياس قوتها إضافة إلى معايير كبار المزودين، وتظهر قدرتها على وضع برامج تضم معطيات وخيارات متعددة يتم وضعها في أماكن مختلفة تابعة للشركة." ويري شفارتس إن اتساع وضخامة حجم البيانات لا ينبغي أن يؤثر فعالية البرامج ويقول إن البريد الألماني يقوم بتوصيل نحو 70 مليون رسالة يومياً للعملاء ومع استخدام برمجيات Business Intelligence التي قدمتها مجموعته يمكنه الحفاظ على أداء زمني بالغ الدقة حيث تصل نحو 95 في المائة من الرسائل داخل ألمانيا في اليوم نفسه الذي أرسلت فيه.