نطالب بحصر المشتريات الحكومية على الصناعات الوطنية
تشهد صناعات الغزل والمنسوجات والبطانيات السعودية منافسة شرسة من المصانع الخارجية التي تغرق السوق السعودية بمنتجاتها، بهدف إضعاف المصانع المحلية والاستحواذ على السوق. ويطالب بعض المستثمرين في هذا الخصوص بضرورة دعم هذه الصناعة من خلال إلزام الجهات الحكومية بعدم التعاقد مع غير المصانع السعودية من خلال بند "المشتريات الحكومية"، مع إعفاء بعض المصانع التي تعاني من الخسائر من بعض ديونها المستحقة للدولة. شلهوب الشلهوب رئيس مجلس إدارة شركة العربية للغزل والمنسوجات يسلط الضوء على واقع صناعة المنسوجات السعودية والمعوقات التي تعترضها. إلى التفاصيل:
متى بدأ نشاط المصنع وكم يبلغ حجم الإنتاج؟
بدأ نشاط المصنع عام 1994 في الدمام بطاقة سنوية تقدر 10.5 مليون كيلو، بما يعادل 500 ألف بطانية سنويا، بمقاسات مختلفة، وتبلغ مساحة المصنع 16 ألف متر ويقع في المنطقة الصناعية. ويوفر المصنع للسوق المحلية وخطوط الطيران البطانيات من نوع الجاكار(الحياكة) والمنك (الطباعة)، بالإضافة إلى النوع المقاوم للحريق المخصص للسجون والطائرات.
ويبلغ رأسمال المصنع 28 مليون ريال، ويعتبر من أكبر المصانع لصناعة الغزل والنسيج في الشرق الأوسط، وينتج بالإضافة إلى البطانيات أطقم الشر اشف واللحف، كما يؤمن المصنع مستلزمات نسيجية طبية، بالإضافة إلى البطانيات والشراشف واللحف لمستشفى أرامكو. وكان ينتج من 60 إلى 70 في المائة من إجمالي طاقته، بواقع 250 ألف بطانية، وأدى عامل الإغراق من الدول الأجنبية إلى تراجع الإنتاج في كثير من الأحيان، ليصل إلى 25 في المائة.
هل تنوون التوسع في نشاط المصنع خلال الفترة المقبلة؟ ولماذا؟
لا توجد لدى المصنع نية للتوسع في نشاط المصنع لكون المصنع لا ينتج بكامل طاقته الإنتاجية، بسبب الغزو الخارجي من هذه الصناعات، وفي حال زاد الطلب فإن هناك إمكانية للتوسع في نشاط المصنع لتغطية الطلبات المتزايدة من منتجات المنسوجات والبطانيات. والمكائن الموجودة في المصنع لديها القدرة على زيادة إنتاجها دون أن تتأثر.
كيف تقيمون سوق المنسوجات والبطانيات في المملكة وبالأخص بعد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية؟
الصورة ليست واضحة لدينا من حيث السلبيات والإيجابيات التي يمكن أن تجنيها المصانع خلال الفترة المقبلة، ولكن يتضح لنا في الوقت الحالي أن هناك مزاحمة كبيرة من المنتجات الأجنبية التي ستدخل السوق السعودية في الفترة المقبلة، والمعلوم أن النسبة المفروضة من الجمارك على المنتجات الأجنبية من البطانيات والمنسوجات تعتبر ضئيلة وكانت تعتبر لنا معوقا، من حيث انخفاض أسعارها في السوق السعودية، وبعد اتفاقية منظمة التجارة العالمية فإن الجمارك على المنتجات الأجنبية ستنعدم وستزداد حدة المنافسة.
ومع الأسف فإن غالبية الأفراد في المجتمع يبحث عن الأرخص بغض النظر عن الجودة.
بودنا أن نستعرض أهم المعوقات التي تقف في وجه صناعة المنسوجات والبطانيات المحلية؟
أولا عدم وجود الأيدي السعودية المدربة، تكلفة أجور ومصاريف العمالة الوافدة، وجود المنافسة الخارجية للمصانع المحلية، وكل هذه الأسباب تؤدي إلى زيادة المصروفات على المصنع وبالتالي انخفاض الربحية، بالإضافة إلى العامل المهم وهو انحسار غالبية المشتريات الحكومية من منتجات المنسوجات إلى المنتجات الخارجية.
بعد ذكر أهم المعوقات التي تعترض مصانع المنسوجات والبطانيات السعودية؟ ما الحلول من وجهة نظركم؟
الحل يكمن في وضع حماية للصناعة الوطنية، وهذا بالتأكيد سيخالف نظام التجارة العالمية، من حيث الجمارك، وأؤكد أن بعضا من الصناعات الوطنية مهددة بالإفلاس أو الإغلاق بسبب قوة المنافسة الخارجية. وأطالب بضرورة قصر المشتريات الحكومية على المنتجات والصناعات الوطنية، لأن كثيرا من الجهات الحكومية تفضل المنتجات الخارجية على الصناعات الوطنية، على الرغم من أن المصانع المحلية أثبتت جودتها وقوتها خلال الفترة الماضية.
وبرأيكم من الذي سيبقى في السوق خلال الفترة المقبلة؟
كل مصنع أثبت جودته في السوق وذاع صيته من خلال إنتاجه خلال الفترة الماضية، ولديه تسويق جيد لمنتجاته، فإنه سيتكمن من التصدي لأهم المعوقات بالرغم من تناقص أرباحه بسبب المنافسة الشرسة المقبلة.
ولا ننسى أن المصانع الوطنية مدعومة من الدولة من خلال القروض الميسرة التي تقدمها لتلك المصانع، ويعد ذلك عاملا رئيسيا يمنع بعض المصانع من الإغلاق ويحميها، والمصانع المحلية تحاول جاهدة إثبات جدارتها وجودتها في الأسواق، وكسب هامش ربح قليل يساعد في بقائها.
ما الأسواق الخارجية التي يستهدفها مصنعكم؟
نحن لا نسعى إلى المنافسة في الأسواق الخارجية بسبب أن جميع منتجاتنا متوافرة في تلك الأسواق وبأسعار متدنية، وهناك بلدان مثل الصين باكستان الهند وبعض الدول العربية، كلها دول متقدمة في مثل هذه الصناعات والعمالة لديهم رخيصة، والمواد الخام متوفرة لديهم ولا مجال لمنافستهم في بلدانهم حتى لو فتحت الأبواب أمامنا. وبالرغم من ذلك فإننا نصدر منتجاتنا من بطانيات الأطفال إلى سوريا والأردن.
نعلم أنكم حاليا تواجهون إغراقا من الصناعات الأجنبية هل لديكم اقتراحات معينة لحل هذه المشكلة؟
نقترح على الدولة أن تعاود جدولة ديون المصانع وإعفاؤها من جزء من هذه الديون، وهناك العديد من المصانع التي تضررت بسبب كثرة الديون عليها، ونتمنى إيجاد حل سريع لهذه المشكلة لضمان بقاء المصانع في السوق خلال الفترة الحرجة المقبلة، وأود التركيز هنا على المصانع التي تواجه إغراقا من حيث مساعدتها لمواجهة المنافسة الخارجية.
نعلم أن لكم تعاقدات مع عدد من خطوط الطيران الأجنبية بودنا أن تطلعوننا على أبرز هذه التعاقدات؟
مصنع الشركة العربية للغزل والمنسوجات والبطانيات في المنطقة الشرقية عمل على تأمين 125 ألف بطانية لصالح طيران الخليج بقيمة 3.500 مليون ريال، وسبعة آلاف بطانية للخطوط القطرية بقيمة 1.600 مليون ريال. كما أمن المصنع 300 ألف بطانية للخطوط السعودية في الأعوام السابقة، وتم توقيع عقد مع طيران الخليج بقيمة 125 ألف ريال، ومع الخطوط الجوية القطرية بقيمة 16 ألف ريال.
كما تؤمن الشركة بطانيات بإنتاج محلي مقاوم للحرائق، إضافة إلى توريد كميات كبيرة من البطانيات من عدد من المتبرعين من رجال الأعمال المحسنين لمساعدة متضرري الزلازل في باكستان، سلمت جميعها إلى جمعية الهلال الأحمر السعودي المكلفة بمساعدة المتضررين في باكستان.
وأشير هنا إلى أن الشركة تتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية في المملكة ومنها الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) في مجال تأمين احتياجاتهم من البطانيات وبالأخص في فصل الشتاء، وذلك بأسعار مميزة وخاصة.
ما أبرز خطط المصنع الخاصة في مجال السعودة؟
نحن الآن ندرب مجموعة كبيرة من الشباب السعودي على وظائف متعددة في المصنع، ولدينا حاليا أكثر من 20 في المائة من العاملين في المصنع سعوديون، ويبلغ عددهم 128 عاملا ما بين إداريين وفنيين، وهذا العدد بالتأكيد سيتضاعف خلال الأعوام المقبلة.
هل هناك منافسة محلية لمنتجاتكم؟
نعم هناك منافسة محلية كبيرة لمنتجاتنا، ولا نخشى منها لكون هذه المصانع تعاني من نفس المعوقات التي نعاني منها، وأشير هنا إلى أن مصنعنا يعد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط.
كم يبلغ حجم الاستثمار في صناعة المنسوجات والبطانيات في المملكة؟
يبلغ حجم الاستثمار في سوق صناعة المنسوجات والبطانيات في المملكة نحو 3.500 مليار ريال، وهناك ثلاثة مصانع خاصة بصناعة البطانيات وكل مصنع يبلغ رأسماله 150 مليون ريال، أما فيما يخص مصانع الموكيت والسجاد فهناك سبعة مصانع وكل واحدة منها يبلغ رأسمالها نحو 500 مليون ريال.
هل لدى المصنع خطط لمواجهة المنتجات الخارجية خصوصا بعد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية؟
نحن نركز حاليا على قضية التسويق، لكون هذه القضية تعتبر من أهم القضايا التي يجب أن تركز عليها المصانع المحلية، لتصبح منافسا قويا أمام المنتجات الخارجية. أما فيما يخص الجودة فمصنعنا يتميز بجودة منتجاته، منذ أن بدأت أعماله، وأعتقد أن طلب منتجاتنا من قبل شركات خطوط الطيران الأجنبية يعد أكبر دليل على وصول منتجاتنا إلى الجودة العالمية، وأنا لا أخفيك أن هناك تخوفا وقلقا من قبل المصانع المحلية من نتائج الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.