التنقيب عن الغاز والصداقة القديمة ركائز التعاون الاقتصادي بين روسيا وألمانيا

التنقيب عن الغاز والصداقة القديمة ركائز التعاون الاقتصادي بين روسيا وألمانيا

التنقيب عن الغاز والصداقة القديمة ركائز التعاون الاقتصادي بين روسيا وألمانيا

تمكن بنك دريسدن (دريسدنر بانك) الألماني من إحراز نجاحين متتاليين في غضون يومين فقط، ففي البداية أعلن البنك أنه سيرافق شركة جازبروم في البورصة.
جاء هذا بعد أن سبق وأن أعلن البنك أنه سيشارك في رأس مال جازبروم وهو الإجراء الذي لن تقف نتائجه عند حد الوجاهة الشكلية بل سيكون له مردود نفعي. وما هي إلا أيام حتى وردت أنباء أن ماتياس وارنيج ممثل بنك دريسدن في روسيا سيتولى رئاسة كونسيريوم إقامة خط أنابيب غاز بطول 1200 كيلو متر تحت الماء في بحر الشمال بتكلفة قد تتجاوز أربعة مليارات دولار. ومن المقرر أن تقوم شركة الطاقة الروسية جازبروم بتنفيذ المشروع بالتعاون مع شركة BASF و Eon، وحتى الآن لم يتحدث وارنيج عن المهام الفعلية لفرع بنك دريسدن في موسكو في الصفقة. ويتولى وارنيج حتى الآن رئاسة مجلس الرقابة لفرع بنك دريسدن في موسكو. كما يتولى في الوقت ذاته رئاسة بنك الاستثمار في روسيا.

ويعتبر وارنيج شخصاً مميزاً و مهماً للحركة التجارية في بنك دريسدن في روسيا. وقبل أن يتسلّم مهامه في البنك عام 1990، كان مسؤولاً عن مهام كبيرة في وزارة الأمن في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية السابقة). ولابد أنه قام بمراقبة أنشطة بنك دريسدن خلال تلك الحقبة. وفي الوقت ذاته أجرى اتصالات رفيعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان يعمل في السابق ممثلاً للاستخبارات الروسية KGB في جهورية ألمانيا الديمقراطية. فبين الرجلين إذا معرفة قديمة إلا أنه من غير المعلوم ما إذا كانت هذه العلاقة تعود إلى الفترة الودية بين الاتحاد السوفيتي و جمهورية ألمانيا الديمقراطية. وتجلت تلك الصداقة في صورة واضحة بعد أن رشح الكرملين وارنيج عضوا في مجلس الرقابة في شركة جازبروم لكنه فشل بسبب عدم قدرته على الفوز بنسبة كافية من الأصوات.

وبالفعل كان وارنيج مفيداً جداً لبنك دريسدن الذي يجد نفسه مضطرا للدخول في المعاملات المتداخلة في روسيا . وعلى سبيل المثال أشار بنك الاستثمار دريزدن كلاينفورت فاسرشتاين على وزارة العدل الروسية – وكان الأمر بين يديها حينها – بوجوب تثمين و تقييم أصول شركة يوكوس النفطية وذلك من قبل أن تتحول القضية برمتها قبل نحو عام إلى مثار جدل و خلاف متصاعد. كما أشار بنك دريسدن بتقييم شركة جازبروم لدى بيع المجموعة النفطية بقيمة 13 مليار دولار.

و قبل أيام قليلة أعرب بنك دريسدن عن نيته ضم نحو ثلث شركة جازبروم مقابل نحو 680 مليون يورو. ويتولى البنك إدارة نحو 90 في المائة من المعاملات المالية لمجموعة الطاقة الروسية العامة جازبروم. وتنوي مجموعة شركات الغاز في عام 2007 إصدار نحو 50 في المائة من أسهمها و طرحها للمستثمرين الاستراتيجيين في بنك الاستثمار دريزدن كلاينفورت فاسرشتاين.

وبهذا حقق بنك دريسدن أحد أكثر التفويضات المرغوبة للأسهم في المنطقة، والسبب هو أن البنك ينوي مع بداية العام المقبل رفع رأس المال بإضافة 6.7 يورو مليون سهم لجازبروم ويقول بنك دريسدن إن هذا الاستثمار سيتم دون وجود مصالح اقتصادية بعيدة المدى. ولكن التفويض إجمالاً مثير، ومن الممكن أن يستغل وارنيج اتصالاته مع الكرملين مرةً أخرى.

وباستمرار تنجح المفاوضات بالتوازي مع بناء خطوط أنابيب الغاز. وعلى هذا فستقوم شركة جازبروم بنقل نحو نصف كميات الغاز الألمانية. ويحقق بنك دريسدن نجاحات ولاسيما من خلال هذا التأثير النافذ لدى شركة جازبروم في روسيا حتى في مقابل المنافسين الألمان الآخرين و لا يمكن بالتأكيد تجاهل أثر علاقة بوتين و وارنيج في هذا الشأن .

أما باقي البنوك الألمانية الأخرى فإن طريقها ليس ممهدا كما هو الحال مع بنك دريسدن. فالبنك الألماني (دويتشه بانك) أثار بعض القضايا مع نهاية الستينيات عندما حاول التخطيط لسوق أنابيب النفط مع الاتحاد السوفياتي. ووصف المتحدث باسم البنك هذه الخطوة بأنها كانت بداية السوق الروسية ونجحت المحاولات أخيراً في ضم بنك الاستثمار UFG لوضع قدم في أسواق تجارة الأسهم الروسية. كما أن (دويتشه بانك) ناشط جداً في أسواق الصناديق وفي دعم الزبائن الأثرياء الخاصين، وكذلك في تمويل التصدير، و في تجارة شركات الاستهلاك.

الأكثر قراءة