قواعد لمساعدة الشركات على التخلص من الإهدار أثناء الاستهلاك
يوجد ضعف هائل في التواصل بين المستهلكين والموردين اليوم. وبالرغم من تمتع المستهلكين بمساحة اختيار واسعة من السلع عالية الجودة وعدد كبير من مصادر الحصول على هذه السلع، فمواقع البيع بالتجزئة على الإنترنت توفر كل شيء، من أجهزة الكمبيوتر إلى السيارات والملابس وحتى الجواهر، وتقدم وعودا براقة للمستهلكين بالوفاء باحتياجاتهم كافة، إلا أن هذا لم يسعد المستهلكين بالقدر الكافي. ربما يرجع السبب في هذا إلى أن كل ما يحيط بعملية امتلاك واستخدام هذه المنتجات يتسبب في إصابة المستهلكين بالإحباط وخيبة الأمل.
عندما تفشل أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الجوالة في الوفاء باحتياجاتنا، فإن كل مكالمة نجريها وكل زيارة نقوم بها لمراكز خدمة العملاء الخاصة بالشركات المنتجة لهذه السلع أو التي تمدنا بهذه الخدمات تكون في النهاية مجرد مضيعة للوقت وتبديد للمزيد من الجهد. ومَن منا لم يقض ساعات عديدة في حجرة الانتظار في عيادات الأطباء منتظرا دوره، أو قاد سيارته مسافة كبيرة لمركز خدمة السيارات ليصلح شيئا بسيطا فيها كأزرار الإضاءة مثلا؟
في كتابها السابق "التفكير المتعاون" قدم المؤلفان جيمس وامك ودانيال جونز مبادئ الإنتاج المتعاون وهي المبادئ التي تقضي على تكون النفايات في عمليات التصنيع، والآن في هذا الكتاب يضع المؤلفان قواعد الاستهلاك المتعاون لمساعدة الشركات على التخلص من الإهدار أثناء الاستهلاك.
لا تكمن المشكلة في عدم اهتمام الشركات ولا في فشل محاولات الناس في إصلاح المنتجات المعطوبة، ولكنها تكمن في أن القليل من الشركات اليوم ترى الاستهلاك على أنه عملية متكاملة أي مجموعة من السلع والخدمات المرتبطة ببعضها والتي يفترض أن تعمل معا بتناغم ليصير المستهلك راضيا، فعملية شراء كمبيوتر منزلي مثلا تتضمن مجموعة من العمليات الأخرى مثل البحث والشراء والدمج مع المنتجات الإلكترونية الأخرى في المنزل، مثل الهاتف، الفاكس، والصيانة والتحديث أو حتى الاستبدال.
يحلل الكتاب النموذج الحالي غير الفعال من علاقة المنتج بالمستهلك ويستعرض خطوات إصلاح هذه العلاقة. في جميع بلاد العالم تتعلم الشركات التي تقوم بتطبيق مبادئ الاستهلاك المتعاون أساليب تقديم القيمة الكاملة التي يرغب فيها المستهلكون من المنتجات دون إهدار الوقت أو الجهد.