موجة الصقيع تدمر محاصيل البطاطس في الشمال وتكبد المزارعين خسائر بالملايين

موجة الصقيع تدمر محاصيل البطاطس في الشمال وتكبد المزارعين خسائر بالملايين

ضربت موجة الصقيع التي تتعرض لها المناطق الشمالية حاليا عددا من محاصيل البطاطس خاصة في الخطة 50 كيلومترا شمالي حائل، ورجامة والمندسة والتيم مما أسهم في إلحاق خسائر كبيرة بمزارعي المحصول.
وفيما لم تتوافر معلومات دقيقة عن حجم الخسائر بالنظر لعدم وجود جهة تعنى برصد عدد المزارع أو حجم المساحات المزروعة في كل موسم، إلا أن بعض المصادر الزراعية تقدر الخسائر بعشرات الملايين من الريالات.
وأتلف الصقيع عددا من مزارع البطاطس مما أسهم في ازدياد أوضاع المزارعين المتضررين سوءا، بيد أن الرابط الوحيد بين تلك المزارع كان تحول نبات البطاطس الذي لم يكمل نموه من الأخضر إلى اللون الأسود.
وأكد لـ "الاقتصادية" المهندس سالم الشاوي حدوث تأثير للصقيع على محاصيل البطاطس في حائل إلا أنه قال إن حدوث الصقيع في فترة إنتاجية حائل لمحصول البطاطس سيقلل من الضرر.
من جهته أوضح المزارع علي السلامة أن تضرر بعض المحاصيل جاء لعدم اكتمال نمو درنات البطاطس في باطن الأرض مما جعل الصقيع ينهي نموها وبالتالي عدم تقدمها في النمو مما يجعل حجمها غير مرغوب في السوق ويجعل المزارع يتكبد خسائر نتيجة لصغر حبة البطاطس.
وحدد السلامة تشرين الأول (أكتوبر) بأنه شهر الخطر على مزارعي البطاطس نظرا لاقتراب الزراعة في ذلك التاريخ من موجات البرد والصقيع التي تجتاح المزارع وأضاف: أفضل وقت لزراعة البطاطس هي من الخامس عشر من تموز (يوليو) إلى نفس اليوم من الشهر الذي يعقبه آب (أغسطس) التي تعد فترة الأمان لمحصول البطاطس.
وأبان المزارع سعد صالح الباحوث أحد مزارعي البطاطس المتضررين أن محصول البطاطس المزروع داخل رشاشه المحوري كان عمره 65 يوما عندما أصيب بموجة الصقيع مما جعله يفقد فائدة جني المحصول وتسويقه وأكد أن الصقيع يأتي بخسائر فادحة على المزارعين كل خمس سنوات مرة واحدة وصادف هذا العام أنني كنت من المتأخرين في زراعة المحصول مما جعلني أتكبد خسائر مالية جراء ذلك.
واتفق عدد من المزارعين أن الخسائر حدثت في الجيل الثاني من محصول البطاطس نظرا لعدم اكتمال نضج ثمرة البطاطس قبل أن تصاب بموجة البرد في الحقل وهو ما يجعلها صغيرة الحجم خلاف الثمرة المكتملة.
وعاد المهندس الشاوي واعتبر أن زراعة البطاطس تعد خسارة على المزارعين بالنظر إلى التحول والإقبال الكثيف من قبل المزارعين على زراعة هذا المحصول الحيوي والابتعاد عن زراعة القمح لأن الموسم الجديد هو أول موسم تطبق فيه التسعيرة الجديدة للقمح والمحددة مسبقا بريال للكيلوجرام الواحد.
وأضاف: أسهمت تسهيلات البذور التي تقدم للمزارعين من قبل الشركات الزراعية (البذور) وتأخير تحصيلها لموسم ما بعد جني المحصول إلى إقبال المزارعين على زراعة المحصول مما أغرق السوق بالبطاطس وهو ما انعكس بالسلب وجعل سعر الكيلو الواحد من البطاطس يتهاوى لنسبة غير مرضية للمزارعين نتيجة لذلك الإغراق.
وشدد على أن الأوضاع الحالية لمزارعي البطاطس تحتم قيام جمعية لمزارعي البطاطس لتفادي إغراق الأسواق المحلية بالمنتج وذلك مما يؤثر على المزارعين.
وكانت آخر مرة تعرضت فيها مزارع البطاطس للصقيع في عام 1998 عندما دمرت تلك الموجة مساحات شاسعة وقدرت الخسائر آنذاك بنحو 40 مليون ريال.

الأكثر قراءة