"النهر القرمزي" إنتاج فرنسي ديني يتناول أخطر المواضيع

"النهر القرمزي" إنتاج فرنسي ديني يتناول أخطر المواضيع

جان رينو يعود مجدداً إلى أفلام الرعب والتأثير النفسي بمنتج لإحدى الشركات الفرنسية المغمورة وهي الأسطورة للإنتاج السينمائي، الفيلم الذي سيطرح قريباً في السوق السعودية يتناول أحد أهم الموضوعات التي تعصف بالمجتمعات الإنسانية في يومنا هذا ألا وهو موضوع التشدد الديني الذي تم تناوله بأسلوب مغاير في هذا العمل ارتبط بتفاصيل أفلام الرعب التي من خلالها تم تمرير الفكرة الرئيسية من الفيلم.
ليس بالجديد على الممثل الفرنسي الأشهر في هوليود تقديم المواضيع الضخمة والهادفة والتي تسعى في محاكات المخاطر التي تواجه البشرية وإن تفاوت الإنتاج وطريقة طرح المواضيع ومغزاها، الملائكة المحاسبون وأنهر القداسة, هذا الفيلم الجديد الذي يتحدث عن مجموعة دينية متشددة تحاول الوصول إلى الممر السري لعالم الأموات الذي سيعطيها القدرة على تسيد العالم وفرض المسيحية كدين حول العالم, هذا الموضوع يواكب الفترة الزمنية الحالية رئيس ديني يحمل الملامح اليهودية في طريقة لبسه كلباس الحاخامات الأوروبيين إلا أن هذا الإيحاء قد اكتفى به بطريقة الملابس هذا المتدين المسيحي يسعى مع مجموعة من أتباعه إلى فتح هذا الباب وهذا الكنز القيم من الكنوز التي يمتلكها الصرح الفاتيكاني ولا يقوم باستخدامها نظراً للشرور التي من شأنها أن تسببها للبشرية. هذا الموضوع الافتراضي يتضمن العديد من الأفكار الواقعية المزامنة لواقع تطوراتنا السياسية وهو موضوع التشدد الذي يظهر في هذا الفيلم من خلال مجموعة من الرهبان المقنعين البروتستانت والتي لا تظهر فيها وجوههم وهو في واقع الفيلم الملائكة المحاسبون الذي لهم الحق في القضاء على أي من البشر المخطئين المرتكبين للآثام في إشارة واضحة إلى عدم أحقية هذه الفئة أو غيرها في محاسبة البشرية عن أعمالها في الأرض باسم أي من الأديان السماوية محاولاً إلقاء الضوء على وجود نزعات شخصية عند بعض قادة هذه الجماعات في التسيد والحكم وربط هذه النزعة الدينية الموجودة في مختلف الأديان السماوية بغاية الفكر الإنساني في الحصول على المكاسب والسلطة والقوة المطلقة.
الفيلم يطرح أحد أهم المواضيع أهمية في وقتنا الراهن هو موضوع محاسب البشر في أعمال وآثام قد ارتكبوها واستباق الحكم الإلهي بهم وتنفيذ الحكم البشري فيما يروه خطأ في أعمالهم، ولا أحد يعلم السبب الذي دفع هذه الشركة المغمورة في التطرق إلى مثل هذا المواضيع بهذه الطريقة المتميزة والخفية التي يسهل معها تمرير الرسائل بطريقة غير مباشرة وتؤدي إلى التأثير الفعال في هذا الموضوع.
علماً أن الفيلم قد تضمن العديد من الإيحاءات غير المفهومة أولاً رئيس الطائفة المتشددة ولباسه الذي يقرب إلى لباس الحاخامات الأوروبيين المحقق المساعد المشارك لجان رينو البطولة والمسمى رضا في إشارة إلى أصوله العربية الإسلامية والتي لم نفهم ما الغاية الأساسية من وضع عربي فرنسي مشاركاً في هذه المواجهة إلا أنه وبشكل عام جاء الفيصل متامسكاً ومنسجما مع طابع أفلام الرعب والتشويق التي هي أكثر رواجاً في السوق السينمائية العالمية، جان يرنو يضيف المزيد إلى رصيده السينمائي من خلال الجزء الثاني من هذا الفيلم ذي الإنتاج السينمائي الفرنسي والذي تم إنتاجه في نهاية 2004، وسيطرح في السوق السعودية قريباً، فلا بد من المشاهدة وتقييم مثل هذا الأعمال الفنية التي تبث فيها الرسائل عن مختلف الموضوعات ولا بد من متابعتها وتحليلها لفهم الغرب والأديان أو المذاهب الأخرى حول العالم.

الأكثر قراءة