خصوصية المرأة السعودية هي مصدر تألقها بين نساء الخليج
خصوصية المرأة السعودية هي مصدر تألقها بين نساء الخليج
حققت المرأة البحرينية العديد من النجاحات في مختلف الأصعدة، وبرزت سيدات أعمال ناجحات حققن طموحاتهن في اقتحام قطاعات الأعمال التي كانت إلى وقت قريب حصراً على الرجال.
"المرأة العاملة" التقت سيدة الأعمال البحرينية فاطمة جواد للحديث عما حصلت عليه المرأة البحرينية والعربية بصفة عامة من مكاسب خلال الأعوام الماضية، وما تطمح في الوصول إليه، كما تسرد سيدة الأعمال مواقف من تجربتها الشخصية في مجال الأعمال، منذ أن كانت طالبة مرورا بالتحاقها بالعمل مع والدها، وانتهاء بالمناصب التي تتقلدها والأعمال وأبرزها مديرة مؤسسة جواد لمجموعة الأعمال التجارية التي أنجزتها، فإلى الحوار:
ما بطاقتك الشخصية؟
تلقيت تعليمي من السنة الأولى إلى تخرجي في كلية التجارة، وعلى الفور التحقت بالعمل التجاري مع والدي رحمه الله، وأضاف لي العمل معه الشيء الكثير، فهو الذي ساهم بشكل كبير في تكوين شخصيتي ووهبني كل ما اختزنته من علم في المجال التجاري والتعامل مع الآخرين.
كيف اقتحمت عالم الأعمال الذي يسيطر عليه الرجال؟
كنت أذهب مع والدي منذ صغري إلى محله الصغير الذي أصبح فيما بعد إحدى أكبر الشركات التجارية في البحرين، وشجعني الذهاب إلى المحل على حب العمل التجاري، وبدأت خطوة خطوة حتى وصلت إلى ما حققته من نجاح.
مؤكد أن هناك صعوبات واجهتك في بداية عملك؟
نعم واجهتني صعوبات، لكن كان لدي الطموح والحافز على تخطي كل العقبات والمشاكل، وفي السنوات الأولى كان عملي من وراء الكواليس حتى استطعت اكتساب الخبرة والثقة بالنفس، وحينما وصلت لهذه المرحلة أصبحت صعوبات العمل أمراً سهل الحل.
تجمعين في أعمالك بين أنشطة مختلفة، كيف استطعت ذلك؟
يستلزم ذلك مني بذل الكثير من الجهد لمتابعة أعمالي، ولكني في جانب منها أجد بعضها مكملا للآخر، فبداية كانت هناك مجموعة محلات صغيرة يتم من خلالها توريد المواد الغذائية البسيطة، وعندما وجدت أن هناك الكثير من المحلات والمؤسسات تطلب منى التعاون والتعامل معهما، وفكرت في التوسع وبالفعل كان القرار بافتتاح مركزا شاملا ليكون مكملا لعملنا، ولم أتوقف في توسعاتي التجارية عند حد تجارة المواد الغذائية فقط بل قررت إنشاء محلات متخصصة لتجارة الملابس "السهرات، وفساتين الزفاف، والكاجوال الراقي".
كيف ربطت بين تجارة المواد الغذائية والأزياء؟
أنا أحب مجال الأزياء بصفة خاصة، ولهذا كانت بداخلي رغبة كبيرة في الاتجاه إلى التعرف على هذا العالم عن قرب، لكن خلال السنوات الأولى لالتحاقي بالعمل التجاري كنت أساعد والدي في عمله وهو تجارة المواد الغذائية، ولهذا لم تكن الفرصة سانحة للاتجاه إلى هذا العالم حينها، ولكن حينما سنحت لي الفرصة، قررت على الفور خوض المغامرة، ودشنت مجموعة من "البوتيكات" المتخصصة في فساتين الزفاف والأعراس، إضافة إلى أعمال تجارية أخرى.
كيف تنظرين إلى تأثير تحرير المرأة في الأعباء التي تتحملها في المنزل؟
لا شك أن في خروج المرأة للعمل سعيا وراء التحرر الاقتصادي، قد ترتب عليه مسؤوليات مضاعفة لا بد للمرأة أن تتحملها، فهي مطلوب منها العمل صباحا ومساء وعدم التهاون بالتزامات أسرتها ومجتمعها أيضا، وهذا بالطبع يزيد العبء ويزيد الضغوط في الوقت نفسه، إلا أن ما سبق يمكن أن يكون جزءا من الحياة اليومية العادية بفضل تنظيم الوقت وترتيب الأولويات، فالعمل ضروري للمرأة التي تشعر بأنه كذلك، أما من ترى أن هناك ما يمكن أن يكون أهم من العمل، وتسمح لها ظروفها المادية بذلك فهي بلا شك ستختار ما هو في صالح الأسرة.
على ورق معظم الدساتير العربية تعتبر المرأة مواطنة كاملة الحقوق، وعلى أرض الواقع المرأة مقيدة إلى حد بعيد، فهل تعتقدين أن نيل المرأة البحرينية حقوقها السياسية كاف لتنال موقعا مساويا للرجل في المجتمع؟
لا يمكن القول إن نيل المرأة حقوقها السياسية يعتبر كافيا لتنال موقعا مساويا للرجل وإلغاء التمييز الجنسي في مجتمعاتنا العربية، فالحق السياسي ما هو إلا حق ضمن حقوق أخرى كثيرة، بدليل حصول نساء عربيات كثر على حقوقهن السياسية منذ عشرات السنين، إلا أنهن مازلن يعانين من التمييز الجنسي، لذا لا يمكن القول أبدا إن هناك مجتمعا حتى في الدول المتقدمة، تتساوى فيه المرأة مع الرجل في كل المجالات.
كيف تقيمين مشاركة المرأة البحرينية في المحافل الدولية؟
بالفعل أصبحت هناك مشاركة للمرأة البحرينية في مختلف المحافل السياسية والاقتصادية، خاصة بعد إنشاء المجلس الأعلى للمرأة في البحرين، والذي انبثقت فكرة إنشائه عن وجود مؤسسة رسمية مستقلة تمثل المرأة وتخاطبها وتعنى بشؤونها.
ماذا حققت المرأة البحرينية بعد حصولها على حقوقها السياسية؟
تحقق مشاركة المرأة البحرينية السياسية ليس بعيدا، ولكن مستوى الوعي وتقبل الرجل لها متراجع مازال كبقية شقيقاتها العربيات، ورغم ذلك استطاعت المرأة البحرينية أن تكسر حاجز القيود وتحصل على التعيين في مجلس الشورى، حيث عينت أربع نساء وأعطي للمرأة حق التصويت.
هل يعد الاستثمار في المنتجات الغذائية أسهل من غيرها من السلع؟
العكس هو الصحيح تماماً، فالسلع الاستهلاكية تحتاج إلى صبر لكي تبني جسور ثقة مع المستهلك، ويحتاج التسويق إلى ميزانية ضخمة للدعاية والإعلان، لذلك كان هناك التزام دوري لتخصيص ميزانية سنوية بمبلغ كبير لبرنامج الدعاية والإعلان.
ما الصفات التي يجب أن تتحلى بها المرأة في عالم التجارة؟
أي سيدة تريد أن تدخل هذا المجال يجب أن تكون صاحبة شخصية قوية، وأن تكون صاحبة مبادئ لا تتراجع عنها أبدا. وأن يكون لديها قدر مناسب من التعليم في البداية، ومنه تنطلق إلى إجادة إحدى اللغات الأجنبية، وهذا مهم جدا كي تستطيع التعامل مع الفئات التجارية المختلفة، سواء في الداخل أو في الخارج، كما يجب أن تتحلى بشخصية قوية قيادية، ويكون لديها صبر لأنها ستواجه العديد من الصعوبات التي يجب التعامل معها بصبر لتضع قدمها على أول درجات السلم.
من خلال مشاركتك في منتديات سيدات الأعمال هل استطاعت هذه التجمعات إبراز الدور المناط بها في المساهمة في التنمية العربية؟
أعتقد ذلك، خاصة بعد إتاحة الفرص في الوقت الحالي من خلال تفعيل التعاون بين الدول العربية، وهو ما يسعى إلى تنفيذه مجلس سيدات الأعمال العرب الذي يهدف إلى تشجيع سيدات الأعمال على التوسع في رقعة التنمية الاقتصادية، وبالتالي يزداد تفعيل المرأة على الأصعدة التنموية كافة لتأخذ دورها الفعلي في تقديم التنمية الشاملة، كما أن تلك المنتديات تعود بالفائدة على المشاركات فيها، لأنهن يتبادلن الخبرة ويستفدن من تجارب الدول الأخرى، وأيضا ما ينتج من توصيات عن هذه المنتديات قد ينفذ ولو جزء منه في بعض الدول.
كيف تقيمين ما وصلت إليه المرأة السعودية من تطور في المجالات المختلفة؟
للمرأة السعودية خصوصية ميزتها عن باقي نساء الخليج، وهذه الخصوصية لعبت دورا في تألق المرأة السعودية وتميزها في إنجازاتها في جميع مناحي الحياة، وقد التقيت عددا من النساء السعوديات وكن دائما يمثلن نموذجا لنجاح المرأة وتميزها مهما كانت الظروف، وبحق أثبتت سيدة الأعمال السعودية جدارتها في مجال الأعمال التجارية وعطائها للمجتمع السعودي.