أعمال الدبيان تحمل حسافنيا

أعمال الدبيان تحمل حسافنيا

أعمال الدبيان تحمل حسافنيا

مساء جميل بجمال المكان وهدوئه ورائحة التاريخ التي تعطر الأجواء, يوم مختلف عن بقية الأيام يوم مع الجمهور يوم أعلنت فيه بداية المسيرة والانطلاق للنحات السعودي فهد الدبيان. أكثر من 25 عملاً نحتياً قدمها لزوار معرضه الأول يتقدمهم الأمير المهندس أحمد بن عبدا لله محافظ الدرعية الذي افتتح هذا المعرض يوم السبت الخامس عشر من شهر ذي العقدة، في صالة مركز التأهيل الشامل في المحافظة.
بعين المتذوق وفكر المثقف وتطلع المواطن كان حديث الأمير أحمد بن عبد الله وهو يتجول بين المنحوتات مستمتعاً إلى شرح الدبيان فكان ملماً بأدق التفاصيل, ومحيطاً بأنواع الصخور المستخدمة ومدى صلابتها, عارفاً بما يعانيه الفنان ليكوّن هذه القطعة النحتية بأبعادها الفلسفية، وما تتضمنه من أفكار ورؤى، مبديا إعجابه بما شاهده من الأعمال المنفذة التي تدل على الحس الفني والموهبة التي يمتلكها الدبيان وبعد أن أنهى جولته داخل المعرض كان للأمير أحمد بن عبد الله حديث ممتع وشائق مع بعض الفنانين الذين حضروا هذه الفعالية عن هموم الفن والفنانين وأبدى إعجابه الشديد بمستوى الفن السعودي الذي يجعله حريصا على اقتناء الأعمال السعودية المتميزة, حول فكرة إقامة ملتقى الدرعية للفن التشكيلي التي طرحها الفنان التشكيلي المعروف محمد المنيف أكد دعمه وتشجيعه لهذه الفكرة مبينا أن المحافظة حريصة على كل ما يخدم هذا الوطن وأبناءه، وفي نهاية حديثه شكر الفنان على هذا المعرض وهذا الجهد، كما وجه بلدية الدرعية للتعاون مع الدبيان لعمل المجسمات الجمالية داخل الميادين العامة، وقبل مغادرته عاد مرة أخرى لاقتناء بعض الأعمال تشجيعاً للفنان.
مع قلة المشتغلين بهذا الجانب الإبداعي الفني, ورغم صعوبة التعامل مع هذه الخامات التي تحتاج إلى جهد بدني وأدوات خاصة إلا أن الدبيان استطاع ومن خلال هذا المعرض أن يضع اسمه على خريطة النحاتين السعوديين. معرض إبداعي وقطع فنية جاءت مختلفة في تشكيلاتها وألوانها متباينة في أفكارها متقاربة في مقاساتها, متميزة في دقة التنفيذ ومبتعدة عن الأسلوب المباشر، يحاول الدبيان الوصول إلى توضيح المفارقة العجيبة بين المادة المصنعة التي تطؤها الأقدام وتدوسها الأرجل وسمو المعاني والأفكار والتي يقدمها ويرفع من شأن هذه المادة التي أصبحت تحمل أحاسيساً وأفكاراً.
وعن هذا المعرض تحدث الفنان بقوله: "أحمد الله على نجاح هذا المعرض وعلى تكرم الأمير أحمد بن عبد الله على افتتاحه وتشجيعه لي ولحرم سموه الكريم على قبولها افتتاح فترة النساء، كما أتوجه بالشكر لأستاذي وصاحب فكرة هذا المعرض الفنان محمد المنيف الذي رفع من معنوياتي لإقامة هذا المعرض وكذلك الفنان عبد العزيز الرويضان على وقوفه معي طوال فترة الإعداد لهذا المعرض ولكل من حضر ليشاهد أعمال الدبيان".
وللتعرف على فكرة ملتقى الدرعية للفن التشكيلي كان للصفحة هذا الحوار مع صاحب الفكرة الفنان التشكيلي المعروف محمد المنيف حيث قال عنها: "في البداية أود أن أهنئ الدبيان على نجاح هذا المعرض، أما بالنسبة لملتقى الدرعية للفن التشكيلي فكما هو معروف فإن للدرعية مكانة تاريخية عريقة بعراقة الدولة السعودية وفيها جمال متعدد الجوانب، فيها العمارة النجدية بتصميماتها الرائعة ومبانيها الجذابة، وفيها روح الطبيعة بسكونها وفضائها اللامحدود، الدرعية مدينة استلهم منها المستشرقون أفكارهم وسجلوا انطباعاتهم وعاشوا معظم أيامهم بين شوارعها وطرقاتها، فأنتجوا أعمالا رائعة ونحن أبناء هذا الوطن نفخر بوجود هذا المكان ونسعى لتفعيل هذا الإرث التاريخي وتتمثل فكرة الملتقى في إقامة العديد من البرامج والفعاليات التشكيلية على أرض الدرعية ليستلهم الفنانون إبداعهم من واقع الدرعية البيئي والتاريخي وذلك من خلال التعاون مع مركز الخدمة الاجتماعية، فتوجه الدعوة للفنانين من داخل المملكة وخارجها لزيارة الدرعية والإقامة فيها عدد من الأيام للاطلاع على الإرث التاريخي ومن ثم يعبر الفنان عن ذلك بأدواته وأفكاره، كما نتطلع وبدعم الأمير المهندس إلى أن يتحول هذا الملتقى لمسابقة محلية أو خليجية أو عربية وتحمل المسمى نفسه "مسابقة ملتقى الدرعية التشكيلي".

الأكثر قراءة