اتجاه لتوظيف التكنولوجيا المتطورة في تصنيع أدوات الطهي

اتجاه لتوظيف التكنولوجيا المتطورة في تصنيع أدوات الطهي

يبحث (جونتر بلاكشي) عن الريادة ويقول: "إننا لا نريد في شركتنا توظيف مديرين لا يجيدون التعامل إلا مع أسواق موجودة بالفعل بل نبحث عن أشخاص لديهم القدرة على فتح أسواق جديدة لم نطؤها بعد" ويضيف بلاكشي رئيس مجلس إدارة شركة (راشينال) قائلا: "ولكن يبدو أن العثور على مثل هؤلاء الأشخاص صعب للغاية وهي العقبة الوحيدة التي تواجه الشركة".
لقد تأسست شركة (راشينال) قبل نحو 30 عاما في مدينة لاندسبيرج التي تحتل موقعا مميزا بين مدينتي أوجسبورج والجاو على نهر الليش. وتحولت الشركة اليوم إلى واحدة من الشركات الألمانية المتوسّطة التي تسجل معدلات تصدير كبيرة. وينصب نشاط شركة (راشينال) على تزويد المطابخ في المطاعم والمطابخ الكبرى بمعدات الطهي الحديثة حيث تحقق الشركة حجم مبيعات يبلغ نحو 200 مليون يورو ورغم أن (راشينال) تقبع في ذيل قائمة أكبر 800 شركة ألمانية كبرى إلا أنها تحتل القمة بلا منازع في القطاع الذي تمارس فيه نشاطها حيث تحقق الشركة أرباحا مطردة كما ترتفع قيمة أسهمها في البورصة باستمرار.

وفي عام 2004 أحدثت الشركة ضجة كبرى في الأسواق حين طرحت جهاز الطهي الذاتي Self-Cooking Center والذي يعتمد على برامج طهي مبرمجة مسجلة في الجهاز: وعلى سبيل المثال يمكنك طهي الستيك المشوي إذا تم ضبط وبرمجة الجهاز على هذه الخانة وسيتم الطهي بطريقة مبرمجة. ويقول بلاكشي: "العديد من الزبائن يأتون مرتين أو ثلاث إلى معرضنا للتجريب والفحص، لأنهم ببساطة غير قادرين على التصديق بأن شيئاً مثل هذا يمكن أن يعمل دون وقوع أخطاء".
ويقول بلاكشي إن من أسباب نجاح شركته أيضا وجود برنامج واضح ومحدد وهذا البرنامج يشمل أيضا كبار المستهلكين, فالشركة لا تستهدف بإنتاجها سوى المطابخ المحترفة ولا تستهدف المستهلكين العاديين. وأضافت شركة (راشينال) نحو 2.5 مليون عميل مهم منهم نحو 250 ألف داخل ألمانيا.
ورغم هذا فإن السوق لا تزال بكرا بالنسبة إلى المنتجات وأدوات الطهي التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة في حين الكثير من المطابخ الكبرى ما زال يعتمد على أدوات الطهي والمعدات التقليدية. ولأن إنتاج شركة (راشينال) لا يعتبر رخيص الثمن فإنك لا تجد تلك المنتجات إلا في الأسواق الكبيرة والدول المتقدّمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وأوروبا. ومن الممكن أن يأتي بعد ذلك دول شرق أوروبا والصين.

ورغم ان شركة (راشينال) تقوم ببيع منتجات صناعية إلا أنها لا تبدو في صورة الشركات الصناعية المعتادة حيث يقول بلاكشي إن شركته ترى نفسها كشركة تسويق لمعدات الطهي أكثر من كونها شركة صناعية. ويساهم التصنيع بنحو 20 في المائة فقط من نشاط الشركة التي تعتمد في المقام الأول على بيع وتوصيل إنتاجها إلى العملاء.
ويقول بلاكشي بكل فخر إن شركته تتفوق على أقرب منافسيها بنحو 6 إلى 7 أعوام مقارنا بين حجم مبيعات شركته المتنامية والشركات الأخرى ويضيف بلاكشي قائلا إأأن هناك اختلافا آخر في أسلوب إدارة الشركة حيث تعتمد (راشينال) وليس على تقسيمها إلى عدة أقسام.
وعلاوةً على ذلك فهناك أيضا انتهاج أسلوب التدريب العالي في المطابخ التعليمية الذي يحققه الموظفون حيث يلزم على كل منهم معرفة أدق التفاصيل ويشهد بنفسه دورة خط التجميع الكاملة لكل قطعة من بدايتها إلى نهايتها.
ويذكر بلاكشي أن هذا يُحفّز الموظفين، ويساعد على تحقيق ربح بلغ نحو 10 في المائة في السنة. ويضيف رئيس الشركة قائلا: "نحن نتجنّب منذ فترة من الوقت أي زيادة أو رفع للأسعار" مشيرا إلى أن متطلبات الربح أصبحت تدور حول إجراءات العمل الجديدة.

وترفع الشركة شعار "إما أن تعمل هنا وإما فلتبق خارجا" ولا توجد شركة استشارية لدى (راشينال) لكن الشركة تتيح لموظفيها الفرصة للمشاركة في النجاح التمويلي لها. وتفكر شركة راشينال في تأسيس خط إنتاج جديد لها في الولايات المتحدة الأمريكية كما أنها لا تستبعد إقامة خط آخر مستقبلا في آسيا. ويقول بلاكشي: "ليس هذا لأننا نسعى لخفض أسعارنا بل لأننا نسعى لنكون بالقرب من زبائننا".
ويضيف قائلا: "لا يمكن أن أجد موظفين بارعين ومحترفين في الخارج كأولئك الموجودين في ألمانيا".
ويمكنك تنسم ثقافة الإدارة العائلية لشركة راشينال وذلك على الرغم مما تحققه أسهم الشركة في البوصة من تقدم. فقد أسس الشركة رجل الأعمال زيجفريد مايتر وهو رجل غامض ومتحفّظ لكنه يملك أكثر من 60 في المائة من الأسهم كما أنه عضو في مجلس مستشاري خط الإنتاج الاستراتيجي.
وتمثل أسهم شركة (راشينال) في البورصة قصة نجاح خلال الأعوام الماضية. لكن الحقيقة تقول إنه كلما ارتفعت لأعلى قل معدل الصعود وطبقا لهذا فقد سجلت أسهم الشركة خلال الربع الثالث عام 2005 معدلات تقل عن توقعات المحللين الماليين. ولا يتوقع خبراء بنك HVB أن تحقق الأسهم قوة كبيرة في الوقت الراهن وهذا ما قد يصيب طموحات بلاكشي في مقتل.

الأكثر قراءة