شتيفان راب تلفزيوني يستقطب رعاية الشركات ويستهدف ملايين الشباب

شتيفان راب تلفزيوني يستقطب رعاية الشركات ويستهدف ملايين الشباب

شتيفان راب هو ممثل كوميدي وفي الوقت ذاته مليونير لا يزيد عمره على نحو 39 عاماً . أنشأ عام 1990 ستوديو الصوت الخاص به, وعمل كمنتج، وملحّن، ومنظّم. وأنتج أغاني الإعلانات، وألّف أغاني للأمراء. وألّف العام الماضي موسيقى فيلم، راومشيف سيربرايزي، مفاجآت سفينة الفضاء. وأنتج موسيقى السلسلة الشهيرة، جراند بريكس ستار ماكس. وهو مذيع للقناة الموسيقية، فيفا (منذ 1993 إلى 1998)، ومذيع لقناة برو سيفن (منذ 1999 لبرنامج TV Total)، وحقق إنجازات بارزة من خلال الإثارة والأحداث، مثل برنامج Wok-WM الرياضي.

وفي هذا الحوار يتحدث شتيفان راب عن متعة دفع الضرائب، وحب المشاريع والمغامرة، والمتقاعدين.

من وجهة نظرك كمليونير كبير كيف ترى الضريبة الجديدة المفروضة على الأثرياء؟

تفضلت بقول مليونير كبير. إنها كلمة جيدة حتى ولو لم يكن في إمكانك أن تتمتع بأموالك كأن تذهب مثلا لقضاء وقت ممتع في مخيم دشونجل في أستراليا ولكن الالتزام بدفع الضرائب هو دون شك أمرُ جيد.

أظن أنك الشخص الوحيد في ألمانيا الذي يقول ذلك؟

عندما تريد أن تستقل سيارتك لمسافة طويلة، تحتاج إلى الشوارع. وكيف يمكن بناء الشوارع إذا لم تقم أنت بفعل شيء ما؟ لقد تمت توسعة شوارع A3 هنا في مدينة كولن الألمانية على سبيل المثال بحيث لا تأخذ مسافة الطريق إلى عملي سوى عشر دقائق بدلاً من 15 دقيقة، أنا أرى ذلك أمرا جيداً.

العديد من الأشخاص المهمين لديهم آراء مختلفة، وهم يهاجرون الآن؟

أنا أعيش هنا، وأكسب قوت عيشي هنا، وأنا أشعر بالاستقرار. أضف إلى هذا أنني سأخضع في كل الأحوال سواء كنت أقيم في ألمانيا أو خارجها إلى نظام ضريبي . إن الشكوى تعد إحدى صفات الألمان التقليدية لكنني أميل بالأساس إلى عدم الشكوى. وإلا لما أصبحت فيما أنا فيه الآن ولما كنت جاراً لشوماخر، بيكنباور، وأوجوتسشاك.

يبدو أنك رجلً محسن، ونبيل، وتحب المساعدة، أليس كذلك؟

أنا أرى أن على كل واحد منا أن يسهم بخدمة الانتعاش العام. وبناء على ذلك، من المفروض على من يمتلك أكثر أن يسهم أكثر. وهذا بالفعل ما يحدث، فالألمان فعلاً أناسٌ جيدون.

ولكن الألمان يؤمنون بالعكس، كل شيء مجرد مسألة نفسية، مسألة بيع الساسة، وأخيراً مسألة البرامج؟

هي بالتأكيد مسألة تواصل وعملية اتصال، حيث إن الشعور بالنشاط الاقتصادي لا يحدث بأسلوب عقلاني، بل في معظم الحالات على أساس عاطفي. والناس لديهم المال، إلا أنهم لا يقدمون شيئاً. والآن على المرء أن يقول: كل شيء سوف يتحسّن، ولا داعي للقلق.

ومهمة المستشارة؟

لا أدري إن كانت أنجيلا ميركل الشخص المناسب لفرض هذا الشكل من النشاط.

يبدو أن لديك شكوكا؟

أنا أري أنها في النهاية ليست من بين العظماء الذين تولوا حكم ألمانيا .

يغلب على ميركل تكوينها كعالمة طبيعة، فهي لا تجيد أساليب التظاهر؟

هذا وارد . ولكنني أري أنه لا يكفي أن يكون المرء لديه القدرة على التنافس فحسب, بل يجب أن يمتلك القدرة كذلك على إقناع الناس بتقبل أمرٍ ما.
هل لديك من نصيحة تقدمها لميركل؟

لو كنت في محلها لرفعت قيمة الضريبة المضافة في عام 2007، ولكن ليس إلى 19 في المائة، بل إلى 30 في المائة.

ما الذي يُفترض أن يحققه ذلك؟

سيقوم الناس خلال العام المقبل بشراء كل شيء بصورة أسرع، أي كل ما يحتاجون إليه: السيارات، المنازل، والغسالات، والملابس الثمينة.

وعندها في عام 2007 من الممكن أن يحدث الاختراق المفاجئ؟

في الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل يمكن لأحد أن يقول: احذروا أيها الناس، كانت هنالك خدعة. والحقيقة أننا لو قمنا اليوم بخفض قيمة الضريبة المضافة، لحدث الازدهار الثاني من جديد، أليس كذلك؟ هذا ما خطر في بالي خلال الدقائق الثلاث الماضية. ولكن من المحتمل أن على المرء أن يقدّر الأمور ويعيد حسبتها من جديد.

ما صفتك المهنية على البطاقة الشخصية؟ ربما خبير اقتصادي؟

أنا لا أعمل لأزوّد نفسي بالرفاهية ولفت الاهتمام.

ما المقصود بذلك؟

أنا إنسان. شتيفان راب ما هو إلا مجرد إنسان.

أو منتج لبرامج الترفيه؟

أنا لا أركز على الترفيه ولكن أودّ قولاً منتجاً للعقلانية.

أليس بالأحرى أن تكون صاحب الجنون واللاعقلانية؟

ـ اللاعقلانية هي ضرب من العقلانية كذلك. وعندما تقوم بفعل شيء لا يدلّ على العقلانية، لن ينجح عندما تكون العقلانية مجرّد تسلية الناس. ولكن بنظرة موضوعية، فأنا مذيع، ومنتج، وملحّن، ومنظّم.

والإثارة ؟

يمكن قول ذلك في بعض الحالات، ولكن الإثارة جزء أساسي من الإعلام. وكذلك فإن الناقدين مثل كاراسيك، أو رايش رانيكي، يعيشون من ذلك. وأنا أفضّل وصف ذلك بأنه تسلية بأسلوب ابتكاري متقدّم.

رغم كل شيء، فإن بثك التلفزيوني TV Total، مع وجود هؤلاء الموسيقيين والفنانين يبدو وكأنه آلة تسويق بحتة؟

عندما أظهر على الناس، عليّ أن أقدّم منتجاً جيداً لهم. وهم يعرفون أن برنامج TV Total يرفع من حجم المبيعات أكثر من غيره من البرامج.

كما حدث مع الكاتب المغمور هاينز شتروك الذي لم يكن أحد يسمع باسمه من قبل ؟

تماما. لقد ألف كتاباً تحت عنوان
Fleisch ist mein Gemuese، وتعني "اللحم هو خضاري المفضل" سيرة حياة موسيقي. وقرأ شيئاً من الكتاب خلال البث. وسجّل الكتاب قبل ذلك المركز عشرة آلاف من قائمة أفضل الكتب المعروضة للبيع على موقع أمازون، وفي اليوم التالي، عقب البث، احتلّ الكتاب المركز الأول. وهناك مثال آخر حيث استضفنا كريستوف مارياهيربست الممثل الأساسي في سلسلة ستروم بيرج التلفزيونية والآن تحتل "سترومبيرج" صدارة أسطوانات الدي في دي ولدى كبرى دور عروض الأفلام الأمريكية.

كيف يحدث هذا؟

إن دائرة المشاهدين التي تتابع بثنا التلفزيون تراوح أعمارهم بين 14 إلى 49 سنة، وهم دائرة مستهلكين كذلك. ونحن لا نخدم أفضل مجموعة، ولكن أفضل مجموعة على القمة، وهي مجموعة مستهدفة بشكلٍ واضح. وعندما تريد أن تروّج لإحدى المقطوعات الغنائية أو الموسيقية الجديدة لأحد الفنانين، عليك أن تعتمد على المقطوعة السابقة الناجحة: فدون مثل تلك المقطوعة لن يكون بالإمكان النجاح.

وعلى هذا بالكاد يمكن تحديد عدد المتفرجين لديك؟

في الأسبوع الماضي كان لدينا نحو 1.2 مليون، منهم نحو مليون من المجموعة المستهدفة. وهنالك خسارة متشعبة تبلغ نحو 200 ألف فعندما تقدّم الموسيقى للشباب، يستجيب نحو ثمانية ملايين شاب.
هل تعتبر نفسك قوّة كبرى لسوق الموسيقى الألمانية؟
لا يمكن لأحد قول ذلك، فأنا لا أنتج الكثير، حيث بالكاد ألبوم واحد في السنة. والعام الماضي قمت بتأليف موسيقى فيلم بولي، وألبوم ماكس، وأنا أكرّس نفسي غالباً لتقديم الموسيقى على التلفزيون.
على ما يبدو أنك تحب المنافسة على الأصعدة كافة؟

أنا دوماً صديق للمنافسة، وذلك لأن المتعة تتضاعف عندما تصنع شيئاً وتجد نفسك قد تفوقت به على فلان وفلان. ولهذا لا يوجد عندي مشكلة في الخسارة، حيث يحدث هذا في الغوص، أو السباق. ولم أنجح مرة واحدة في ذلك.

أنت بالفعل ربحت، لأنه لم يكن أحد ليصدّق أنه من الممكن أن يكسب الكثير من المال جرّاء القيام بمثل هذا العرض؟

إن شركات الإعلام الألمانية ضعيفة ولا تستطيع تحديد ما هو الجديد الذي يلزم عليها القيام به. وقبل برنامجنا، مضت أعوام قبل أن يتم ابتكار شيء، حيث يتميّز بعدم وجوده على ساحات الأسواق الأخرى. ولم يرد أحد القيام بعرض تليفزيوني, خاصةّ إذا لم يسبق أن كان موجوداً بنجاح في أمريكا، أو بريطانيا، أو هولندا. ومن ثم جئنا نحن بفكرة Wok-WM, والآن تقلّد الفكرة محطتا ARD, ZDF .

وبعض الشركات مثل "نيسان" لا تخجل من المشاركة في البرنامج؟

لا يمكن تمويل البرنامج دون هذا الدعم، حيث يبدو الأمر كما في الرياضة الحقيقية، وسيارات السباق في الفورميلا وان: اتجاهات محددة، وفرق العمل. هكذا يسري العمل في Wok-WM في عالم لا يختلف عن واقع الرياضة.

ماذا تعني بالضبط؟

تحريك المال، فحين يشتري أحدهم فريقاً، يحظى بالانتباه، ومن ثم يشتري المزيد من السيارات. وهذا من مصلحة الوضع الاقتصادي كذلك.
هل تعني توظيف الإعلام بغرض التجارة ؟

نعم، ولم لا؟ إن ذلك يدعم الحدث، وفي الوقت ذاته لا يؤذي المشاهدين. وبالتأكيد لا نأخذ ذلك من الفقراء والمحتاجين، بل من الأثرياء. إنني أرى نفسي في هذا مثل روبين هود تماما.

الأكثر قراءة