"مرسيدس إس 500" .. الأداء الأقصى للقوة.. و""بي إم دبليو 750 إل آي"".. شخصية رياضية متميزة
تمثل مرسيدس الفئة إس وبي إم دبليو الفئة السابعة قمة السيارات المترفة الكبيرة ذات الإنتاج التجاري الواسع، وتتميز هاتان السيارتان بكونهما تمثلان قمة التفوق التكنولوجي في عالم صناعة السيارات نظرا لما تحتويانه من تجهيزات متنوعة تمزج بين الترف والسلامة والأداء المتفوق.
كما يمكن الاختيار بين مجموعة واسعة من المحركات لكل من الطرازين تبدأ من محركات الأسطوانات الست وتنتهي بمحركات من فئة V12 مرورا بمحركات مكونة من ثماني أسطوانات على شكل V.
كما يمكن الاختيار بين قاعدة عجلات عادية وقاعدة عجلات طويلة في كل من الطرازين أيضا حسب الرغبة.
وفي هذا التحقيق نستعرض ابرز مواصفات وميزات كل من "مرسيدس إس 500" و"بي إم دبليو 750 إل آي".
فيما يتعلق بمرسيدس الفئة إس فقد تم طرح الجيل الجديد منها في أسواق العالم خلال الأشهر القليلة الماضية، وهي بالتالي جديدة بالكامل في جميع تفاصيلها ومواصفاتها وتتميز بخطوطها الناعمة مقارنة بالجيل الذي سبقه، إضافة إلى اعتماد خطوط حادة لتقاسيم الشكل الخارجي وتصاميم المصابيح الأمامية والخلفية.
إلى ذلك تم ولأول مرة في الفئة إس من مرسيدس اعتماد سقف بانورامي في السيارة كتجهيز إضافي بعد أن كان هذا السقف معتمدا في الفئة E فقط.
ويبلغ طول الفئة إس المزودة بقاعدة عجلات طويلة 520 سم، أما عرضها فيبلغ 187 سم، في حين يبلغ ارتفاعها 147 سم، ويبلغ طول قاعدة العجلات 316.5 سم.
أما "بي إم دبليو" فقد خضعت في الفترة الماضية إلى تعديلات مهمة خففت قليلا من الطابع المتطرف الذي ميزها والذي واجه انتقادات حادة جدا منذ طرحها في الأسواق قبل عدة أعوام وذلك على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته هذه السيارة والذي استطاعت بموجبه تحقيق مبيعات تجاوزت مبيعات منافستها مرسيدس الفئة إس السابقة.
وقد شملت التعديلات التي خضعت لها السيارة تغيير مقدمة السيارة التي أصبحت مزودة بمصابيح اكثر أناقة من السابق، إضافة إلى تغيير شكل الصادم الأمامي وشكل فتحات التهوية المثبتة داخله.
كما شملت التغييرات أيضا المصابيح الخلفية التي أصبحت أكبر حجما من السابق، كما تم اعتماد نظام إضاءة متطور خاص بالمكابح، حيث تزيد قوة إنارة المصابيح حسب قوة الضغط على دواسة المكابح مما يسهم في زيادة انتباه السائق الذي يقود سيارته خلف سيارة الفئة السابعة الجديدة.
وفيما يتعلق بالعجلات والإطارات فتعتمد الفئة السابعة قياسيا على عجلات معدنية يبلغ قياسها 17 بوصة مع إطارات مطاطية قياس 245/55 آر، في حين تعتمد مرسيدس لسيارتها من الفئة إس عجلات معدنية يبلغ قياسها 17 بوصة مع إطارات مطاطية قياس 235/55 آر.
من الداخل تتمتع السيارتان بمستوى متقدم من الترف والفخامة، حيث ينتشر الجلد الفاخر والخشب المصقول بكثرة في أرجاء المقصورة، وتتمتع السيارتان بمستوى متقارب من التجهيزات تجعل عملية المقارنة بينهما صعبة للغاية، لكن يمكن القول إن لكل سيارة خصوصيتها التي تشتهر بها، فعلى سبيل المثال تشتهر "بي إم دبليو" الفئة السابعة بكونها سيارة مخصصة بشكل كبير لكي تقاد من قبل مالكها، حيث تتميز بمتعة قيادة لا تضاهى، في حين تشتهر الفئة إس بكونها سيارة تقاد من قبل سائق خاص، غير أن ذلك لا يمنع أن يتمتع مالكها بقيادتها كونها أصبحت توفر, خصوصا في الجيل الجديد منها, متعة خاصة نظرا لأساليب القيادة الجديدة التي تم اعتمادها.
يبلغ طول قاعدة العجلات الخاصة بالفئة الطويلة من مرسيدس الفئة إس 316.5 سم، وهو ما سمح بتحقيق رحابة بالغة في مقصورة ركاب السيارة خصوصا للجالسين في الخلف، الذين يتمتعون أيضا بمقاعد يمكن التحكم فيها كهربائيا, إضافة إلى نظام تكييف خاص بها مع نظام خاص للتدليك.
أما لوحة القيادة فهي جديدة بالكامل وتتميز بجودتها العالية التي تليق باسم مرسيدس والمزودة بمجموعة واسعة جدا من المفاتيح الخاصة بالتحكم في مختلف تجهيزات السيارة والتي يمكن أيضا التحكم فيها من خلال نظام كوماند المطور الذي أصبح يعتمد على قرص دائري مثبت في الكونسول الوسطي.
ويعمل هذا النظام على تشغيل معظم تجهيزات السيارة المتطورة مثل نظام الفيديو الرقمي DVD ونظام الاستماع الموسيقي المزود بقارئ أسطوانات مدمجة مع مبدل ومضخم للصوت ذي أداء راقٍ.
كما تم اعتماد لوحة قيادة مزودة بشاشة يتم من خلالها عرض معلومات ملاحية متعددة, إضافة إلى عرض شامل لمختلف إعدادات السيارة وتجهيزاتها، كما تتصل هذه الشاشة بكاميرا في مؤخرة السيارة تقوم بإبراز كل ما يقع خلف السيارة لتسهيل ركنها وللتنبيه إلى وجود عوائق، عدا طبعا عن نظام المجسات الخاص بهذه العملية والمثبت في الأمام والخلف.
وتتميز مرسيدس إس 500 بوجود نظام (بري سايف) الخاص بالسلامة وهو في الجيل الثاني منه يتميز بقدرته العالية على توفير أقصى مستلزمات السلامة عند استشعار حادث ما، حيث يقوم بشد أحزمة الأمان وإعادة مقاعد السيارة إلى وضعيتها الطبيعية.
ومن التجهيزات المتوافرة للسيارة أيضا نظام الرؤية الليلية الذي يعتمد على الأشعة تحت الحمراء والذي يظهر صوره عبر شاشة خاصة تحل محل عداد السرعة وتستطيع تأمين مشاهدة تصل إلى 150 مترا.
الجدير بالذكر أن عدادات السيارة هي رقمية إلا أنها مصممة على شكل عدادات تقليدية. ومن التجهيزات المتوافرة أيضا مصابيح بي كزينون متأقلمة تتحرك تلقائيا عند دخول المنعطفات.
"بي إم دبليو 750 إل آي" من جهتها تتميز بترفها المطلق مع اعتماد مقاعد مبطنة بالجلد الفاخر ومزودة بأنظمة تحكم كهربائية كاملة في الأمام والخلف، وهي مزودة شأنها شأن إس 500 بنظام خاص للتكييف والتدليك، وتختلف هذه المقاعد عن مقاعد إس 500 بوجود مفاتيح التحكم على جانبي المسند الوسطي الفاصل بين المقعدين، فيما تم تثبيت هذه المفاتيح في بطانات الأبواب الجانبية في كبينة مرسيدس.
من ناحية أخرى, يستفيد ركاب المقاعد الخلفية من شاشات ملونة مثبتة في مساند الرأس الأمامية يمكن من خلالها مشاهدة محطات التلفزة أو مشاهدة أقراص إل DVD.
وعلى العكس من إس 500 تم التقليل من عدد المفاتيح الخاصة بتجهيزات السيارة وتم الاعتماد بشكل شبه كامل على نظام I-Drive الذي تم تطويره ليصبح أكثر سهولة في الاستخدام. كما تتميز 750 إل آي بنظام تشغيلها المتطور الذي يعتمد على زر خاص مثبت في لوحة القيادة يكفي الضغط عليه لتشغيل أو إيقاف المحرك.
كما أعلنت "بي إم دبليو" أن سيارتها من الفئة السابعة سيتم تجهيزها بنظام متطور للرؤية الليلية لم يتم الكشف عن تفاصيله حتى الآن.
ومن التجهيزات التي تعتمد في الفئة السابعة من بي إم دبليو نظام أوتوماتيكي لتبديل الإضاءة القريبة والبعيدة يعتمد على الأشعة الحمراء ويسمح بتأمين أفضل رؤية للسائق ويعمل في الوقت نفسه على عدم مضايقة السائقين المقابلين بالإضاءة البعيدة العالية.
وتم أيضا اعتماد شاشة مثبتة في الكونسول الوسطي يمكن من خلالها التحكم بمختلف تجهيزات وإعدادات السيارة حتى الميكانيكية منها، إضافة إلى إمكانية استخدامها كشاشة تلفزة وعرض أفلام، كما تم تجهيز القسم الخلفي من المقصورة بشاشة كبيرة مثبتة في نهاية الكونسول الوسطي تتميز بدرجة وضوحها العالية.
من الناحية التقنية، تم تزويد إس 500 بمحرك جديد مكون من ثماني أسطوانات على شكل V تبلغ سعته 5.5 ليتر وهو يولد طاقة تبلغ 388 حصانا، ويبلغ عزم دوران هذا المحرك 550 نيوتن/م.
وتم اعتماد علبة تروس أوتوماتيكية من فئة جي ترونيك تتكون من سبع نسب أمامية يمكن التحكم فيها يدويا من خلال مفاتيح مثبتة في المقود، وقد تم اعتماد ثلاثة برامج عمل لعلبة التروس هذه. وتزود السيارة قياسيا بنظام دفع بالعجلات الخلفية، ويمكن طلب نظام 4 ماتيك وهو نظام دفع بالعجلات الأربع.
نظام التعليق متطور ويعتمد على ممتصات صدمات تعمل بضغط الهواء، وهو مزود بالعديد من التجهيزات الإلكترونية التي تسمح بتحقيق أفضل درجة ثبات ممكنة وحتى السماح بخفض ارتفاع السيارة عند الرغبة.
كما تم اعتماد نظام التحكم بتموجات جسم السيارة الذي يحمل تسمية ABC والذي يمنع أي تموج لجسم السيارة عند المنعطفات وعلى سرعات عالية.
أما ناحية المكابح فهي مزودة بنظام جديد يعمل على تجفيف أسطوانات المكابح من المياه لزيادة فعالية الكبح في شتى ظروف القيادة خصوصا على الطرقات المبتلة والزلقة.
"بي إم دبليو 750" من جهتها مزودة بمحرك مكون ثماني أسطوانات على شكل V أيضا تبلغ سعته 4.8 ليتر، وهو يولد طاقة تبلغ 367 حصانا، فيما يبلغ عزم دوران المحرك في حده الأقصى 512 نيوتن/م.
وتتميز الفئة السابعة من "بي إم دبليو" باعتماد نظام خاص يعتمد على مفتاح خاص يمكن من خلاله ضبط السيارة من الناحية الميكانيكية لتوفير التأدية الرياضية عند الطلب، حيث يقوم هذا النظام بتحويل عمل علبة التروس السداسية النسب إلى وضعية التحكم المتتالي، كما تتم زيادة قساوة أنظمة التعليق لتوفير قيادة رياضية صرفة لهذه السيارة الضخمة.
الجدير بالذكر أن أنظمة التعليق في 750 إل آي تعمل بضغط الهواء، ويمكن الاختيار بين ثلاث وضعيات: رياضية، عادية، ونشطة وهي جميعها ذات تحكم إلكتروني كامل.
ومن التجهيزات المعتمدة في السيارة أيضا نظام يحمل تسمية DSC يجمع في عمله بين مختلف الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمكابح والتماسك.
أخيرا، ينبغي القول إن هاتين السيارتين تمثلان قمة السيارات المترفة في العالم، وتتميزان بوجود مجموعة واسعة من التجهيزات والتقنيات، ويمكن اعتبار مرسيدس إس 500 أفضل لعدة نواح منها: الأداء الأعلى لناحية القوة الحصانية وعزم المحرك والتجهيزات المتوافرة لها، لكن من الإنصاف القول إن "بي إم دبليو" تتمتع بشخصية رياضية محببة وبهيبة أكبر على الطريق, إضافة إلى درجة كبيرة من الاعتمادية لناحية جودة الإلكترونيات فيها، كما أنها تتميز بسعرها الذي يقل بنسبة تزيد على 10 في المائة مقارنة بـ "مرسيدس إس 500".