التوجه إلى آسيا كلمة سر نجاح الشركات الأوروبية

التوجه إلى آسيا كلمة سر نجاح الشركات الأوروبية

إذا كانت الأسواق موجودة في آسيا، والزبائن موجودون في آسيا، والشركات المنافسة موجودة في آسيا ، فمن غير الممكن بعد كل هذا أن تظل شركة شوت لصناعة زجاج شاشات البلازما باقية في مدينة ماينز الألمانية.
ويقول أودو أونجيهوير رئيس مجلس إدارة شركة شوت: " بالفعل علينا أن نوزّع أسواقنا عالمياً". ومنذ فترة طويلة يحاول أونجيهوير اللحاق بالركب الآسيوي بسرعة عالية. ومثالا علي ذلك زيادة استثمارات الشركة في كوريا الجنوبية والتي بلغت نحو 90 مليون يورو لإنتاج وتصنيع زجاج البلازما الخاص بالشاشات الرقيقة والمسطّحة للتلفزيون والكمبيوتر TFT-LCD: Thin Film Transistor-Liquid Crystal Display
ويقول أونجيهوير إن السوق الآسيوية تنمو بقوة تبلغ مليارات وتتوقع حدوث نمو في الأعوام المقبلة بنسبة ما بين 20 و30 في المائة وعالمياً، سيتم تصنيع و إنتاج الشاشات المسطّحة والرقيقة في كوريا، تايوان، واليابان فقط. وتمتلك شركة سامسونج، إل جي، وفيليبس أكبر سعات التصنيع في كوريا الجنوبية.ولهذا السبب يسعى أونجيهوير لتثبيت أقدامه في السوق الآسيوية .
ويضيف أونجيهوير أن زيادة الاستثمارات وتوسع الشركة في كوريا يحققان فرص عمل جديدة في ألمانيا ذاتها ويدللان على ذلك بالقول إن زيادة حجم الاستثمارات في كوريا أدت إلي ضرورة زيادة حجم الطاقة الإنتاجية لصهر الزجاج الذي تقوم به مصانع الشركة في مدينة يينا الألمانية. ولهذا فإنه سيتم استثمار نحو 60 مليون يورو في يينا لإنشاء مركز صهر جديد مما سيوفر نحو 100 فرصة عمل جديدة.
ويتم صهر وتشكيل الزجاج الخاص بشاشات التلفزيون والكمبيوتر في مدينة يينا الألمانية، ومن ثم يتم شحنها إلى كوريا، ومن ثم صقلها، والعمل عليها. ونظرياً، يمكن إنتاج زجاج الشاشات على نحوٍ كامل في مدينة يينا. ولكن نظراً لأسباب تقنية لا بد من معالجة الزجاج المصقول فوراً بالقرب من الزبائن الموجودين في كوريا.
ويرفض أونجيهوير الإشارة إلى صنع كل شيء في كوريا، أي الصهر والتشكيل أيضاً، قائلاً: "هذه تُعتبر من الجهود الهادفة إلى الاستثمار في ألمانيا، وتحقيق المزيد من فرص العمل". وإضافةً إلى ذلك، فإن ذلك دائماً أفضل، حيث يفيد اقتحام دولة التكنولوجيا الحديثة التي تتعامل بأسلوب تقني حديث مع الأصناف الجديدة للزجاج الخاصة في صنع الشاشات، مع وجود الأيدي العاملة المدربة والخبرات المتعددة.
ويحظى هذا النوع من الزجاج بأهمية كبيرة نتيجة تصنيعه في مدينة يينا الألمانية، حيث تبلغ مساحته أكثر من أربعة أمتار مربعة، وسمكه نحو 0.7 مليمتر، و تحتكر شركة شوت إنتاج مثل هذا النوع من الزجاج الرفيع على المستوى العالمي وتقوم مصانع الشركة بإنتاج 16 شاشة في خطوة إنتاجية واحدة الأمر الذي يقلل من تكاليف الإنتاج. ويمكن معالجة زجاج شركة شوت بصورة أسهل لأنه الزجاج قليل المقاومة مما يلعب دورا في خفض السعر النهائي للمنتج في سوق تضغط من أجل تخفيض مستمر للأسعار.

أما شريكة الشركة في كوريا فهي الشركة اليابانية المتخصصة في متابعة عمليات المعالجة للزجاج، كورماتو ساساكوشو. وستحظى "شوت" بنحو 75 في المائة من الشركة المشتركة. ومن المفترض أن يبدأ الإنتاج مع نهاية عام 2006. ويشدد أونجيهوير على دور الشريك قائلا " نحن لسنا أوائل المصنعين لزجاج البلازما"، فليس من الخطأ أن نتعاون مع رائدة التكنولوجيا في متابعة عمليات المعالجة.
والشركات المنافسة لـ "شوت" في تصنيع الشاشات المسطّحة هي ثلاث شركات، شركة يابانية غير معروفة، وشركة مشتركة مع سامسونج، والشركة الأمريكية كورنينج. ولا تعتمد شركات التلفزيون مثل إل جي، وسامسونج على شركة تزويد واحدة.
و حسب تعبير أونجيهوير نفسه "الجميع يشتري من الجميع"،
ولا توجد في هذه الصناعة مضاربات في الأسعار مثلما هو الحال في تجارة السيارات مثلا .
ويعاني النمو في الوقت الراهن من نقص ملحوظ. وتبلغ تقديرات سوق الشاشات الآن بين 190 مليون شاشة تلفزيون، و200 مليون شاشة كمبيوتر. وهنالك أكثر من 70 في المائة من شاشات الكمبيوتر من الطراز الرقيق و المسطّح، إلا أنها ما تزال تبلغ نحو 10 في المائة من بين أنواع شاشات التلفزيون.والسوق المزدهرة تقف على مشارف هذا التطوّر، حيث من المفترض أن تشير هذه المشاركة الجديدة مع كوريا إلى معدلات جديدة وبسرعة.
ويقول أونجيهوير إن المشاريع الجديدة في كوريا، ومدينة يينا الألمانية ستحقق ربحا سريعاً نظراً لأنها استثمارات فريدة. وبالفعل، من المفترض مستقبلاً أن يؤدي الاستمرار في زيادة الاستثمارات إلي رفع الطاقة الإنتاجية. ولا تُعد تكاليف العمل في صهر الزجاج كبيرة، كما أن تكاليف النقل نفسها ضئيلة وذلك بسبب حجم الاستيراد الضخم وحركة الحاويات المستمرة من آسيا إلى أوروبا والعكس.
وفي الصيف الماضي ركزت شركة شوت الإدارة على قطاعات السوق الثلاثة، تغليف الإلكترونيات، والزجاج المستخدم لأدوات العرض، والبصريات والضوئيات في منظمة واحدة في آسيا مقرها سنغافورة. ووصف أونجيهوير هذا بأنه من عناصر مراحل المعالجة الحديثة الكبرى للشركة.
ولم يتوقع أحد مدى النجاح الذي حققته الشركة في جذب الزبائن نحو إنتاجها في آسيا بمثل هذه السرعة.
ومهمة أونجيهوير في آسيا سوف تكون لها تأثيرات متعددة، وسيتم تحقيق نحو 16 في المائة من حجم المبيعات للمجموعة في آسيا. ومن المفترض أن ترتفع هذه النسبة حتى عام 2010 إلى 30 في المائة. وبشكل عام فمن المفترض أن يرتفع حجم المبيعات في آسيا من 300 مليون يورو في الوقت الراهن إلى 450 مليون يورو حتى عام 2007 حسب ما أعلنه أونجيهوير.

الأكثر قراءة